«الزراعة»: إتلاف 30 ألف نخلة سنويا لإصابتها بـ «السوسة»
قدرت وزارة الزراعة عدد أشجار النخيل التي يتم التخلص منها وإزالتها سنويا في المملكة، نتيجة لإصابتها بسوسة النخيل بنحو 30 ألف نخلة، مؤكدة في الوقت ذاته أن هذه الأعداد تتجه للتناقص نسبة للجهود التي تبذلها الوزارة، في حين تبلغ أعداد النخيل في المملكة ما يزيد على 23 مليون نخلة.
وقالت وزارة الزراعة في تقرير عن سوسة النخيل حصلت ''الاقتصادية'' عليه، إن حشرة سوسة النخيل الحمراء تعتبر أخطر آفة تهاجم جميع أنواع العائلة النخلية في العالم وتمتلك مقدرة تدميرية عالية وخصوصية اختباء جميع أطوار نموها داخل الجذع حيث تتزاوج وتتكاثر داخله ولها عدة أجيال.
وبينت الوزارة أن لون الحشرة بني محمر ويراوح طولها من 2.5 إلى 3.5 سم، ولها خرطوم أطول في الأنثى منه في الذكر ويوجد على صدر الحشرة من أعلى عدد من البقع السوداء، فيما تضع أنثى هذه الحشرة نحو 300 بيضة وتتغذى يرقاتها على الأنسجة الحية للنخلة وبخاصة الأنسجة الوعائية وتحفر أنفاقا في جميع الاتجاهات مما يضعف النخلة ويؤدي في النهاية إلى سقوطها وفقدها.
وبينت وزارة الزراعة أن أهم أعراض الإصابة بهذه الحشرة ظهور نشارة خشبية رطبة ومتعفنة، خروج سائل أبيض مصفر من موضع الإصابة ثم يصبح بنيا ثقيل القوام ذا رائحة كريهة، سماع صوت قرض اليرقات داخل جذع النخلة، موت الفسائل والرواكيب مما يسهل نزعها، موت قواعد الكرب، وجود أحد أو كل أطوار الحشرة، اصفرار وموت الجريد القريب من الإصابة، إصابة القمة النامية ينتج عنها موت النخلة.
في حين تفيد الدراسات الوبائية الخاصة بهذه الحشرة أنها تسللت بطرق مختلفة من موطنها الأصلي الهند وغزت معظم دول العالم حتى أصبحت حشرة عالمية الانتشار حيث استوطنت في عديد من الدول منها على سبيل المثال فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، وجميع دول الخليج العربي ودول عربية أخرى مثل مصر، سورية، المغرب، والأردن.
فمنذ اكتشاف آفة سوسة النخيل الحمراء في المملكة في محافظة الطائف عام 1407هـ ووزارة الزراعة تبذل جهودا حثيثة لمكافحتها حيث سخرت كل الإمكانات البشرية والفنية المتاحة للتصدي لها والحد من دائرة الإصابة وذلك بتكوين لجان وفرق للمكافحة في كل المناطق التي اكتشفت فيها الإصابة.
واعتمدت الوزارة برنامجا مستقلا لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء وأطوارها في جميع مناطق الإصابة في المملكة، يعتمد على استراتيجية تتمثل في المحارور الرئيسية الآتية: الاستكشاف المبكر للإصابة، معالجة الإصابة في بدايتها، إزالة النخيل المصاب حتى لا يكون مصدرا لإصابة النخيل السليم داخل المزرعة وخارجها.
وتم خلال تطبيق برنامج مكافحة سوسة النخيل السيطرة على الإصابة في عدد من المواقع التي اكتشف فيها في وقت مبكر، إلا أن جهود الوزارة تواجه في معظم الأحيان معوقات مثل التعلق التراثي من قبل عديد من المواطنين بالنخلة وزراعتها في جميع مناطق المملكة في المزارع والاستراحات والمنازل والطرق وغيرها دون الأخذ في الاعتبار ضرورة التأكد من مصدر وسلامة النخيل المزروع مما ساهم في توسيع دائرة الإصابة وذلك بتزايد أعداد البؤر، وكذلك قيام بعض ضعاف النفوس بنقل النخيل من مناطق الإصابة إلى مواقع سليمة بطرق تحايل مختلفة.
ولمواجهة هذه الممارسات الخاطئة قامت الوزارة منذ عام 1427 بتطبيق نظام الحجر الزراعي الداخلي على المخالفين وتطبيق عقوبة مالية بحق كل مخالف وذلك بتعاون مقدر من وزارة الداخلية التي كان لتعاونها دور أساسي فاعل في الحد من حركة نقل النخيل المخالفة تعليمات الحجر الزراعي الداخلي وضبط من يخالف تلك التعليمات. وقد حرصت الوزارة في إطار الجهود المبذولة حاليا من قبلها على الاستفادة من كل الوسائل العلمية والتقنيات الحديثة المتاحة على الصعيد الدولي لمكافحة هذه الحشرة. وتواصل وزارة الزراعة جهودها للسيطرة التامة على هذه الآفة الخطيرة حيث تقوم إلى جانب المكافحة الميدانية بعديد من الدراسات والتجارب والتعاون المستمر مع خبراء ومختصين في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها.