خوجة: لا نحتاج إلى مواثيق شرف إعلامية فنحن مواطنون وقيمنا هي مواثيقنا

خوجة: لا نحتاج إلى مواثيق شرف إعلامية فنحن مواطنون وقيمنا هي مواثيقنا
خوجة: لا نحتاج إلى مواثيق شرف إعلامية فنحن مواطنون وقيمنا هي مواثيقنا
خوجة: لا نحتاج إلى مواثيق شرف إعلامية فنحن مواطنون وقيمنا هي مواثيقنا
خوجة: لا نحتاج إلى مواثيق شرف إعلامية فنحن مواطنون وقيمنا هي مواثيقنا
خوجة: لا نحتاج إلى مواثيق شرف إعلامية فنحن مواطنون وقيمنا هي مواثيقنا

بعد أقل من شهر تقريباً على اللقاء المفتوح بين وزير الثقافة والإعلام والمثقفين في مركز الملك فهد الثقافي، شهدت هيئة الصحفيين لقاء مشابها جمع الدكتور عبد العزيز خوجة بعدد كبير من الإعلاميين يتقدمهم أعضاء مجلس إدارة الهيئة ورؤساء تحرير الصحف، وذلك في مناسبة يواصل فيها الوزير بحث الشأن الإعلامي مباشرة مع الممارسين له، للوصول إلى رؤية مشتركة تنهض بهذا القطاع المهم.
بدأت الجلسة التي قدمها الوجه التلفزيوني المعروف عبد العزيز العيد بكلمة لرئيس هيئة الصحفيين تركي السديري تحدث فيها عن التطور النوعي الذي شهده الإعلام في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى فترة ما قبل عقود من الآن حين عايش مع خالد المالك مراحل تأسيسية كانت الصحيفة فيها تتراوح بين ثمان واثنتي عشرة صفحة. ويضيف «من عملوا في الصحافة قبل 40 عاماً يدركون حجم التقدم الذي حدث، الآن يتجاوز عدد الصفحات في بعض الصحف 60 صفحة من التحقيقات والأخبار والتقارير ومختلف أشكال العمل الصحافي. ويمكن القول إن المملكة هي الأولى خليجيا في هذا الجانب، كما أن المستوى الوظيفي لصحفنا يعتبر فوق المتوسط مقارنة بدول عربية أخرى». وأكد السديري أن حرص الوزير على تلمس احتياجات الصحافة باعتبارها ركيزة إعلامية مهمة سيوفر مناخاً جيداً للتفاهم والتطوير.

#2#

#3#

الوزير الشاعر تسلم زمام الحديث الذي اعتبره فرصة للالتقاء وسعياً للتكامل، مؤكدا أن الوزارة تؤمن بقوة الصحافة وتعمل معها كشريك نحو مزيد من الارتقاء بها، مضيفاً «صحافتنا متقدمة عربياً وإسلامياً والهيئة عليها مسؤولية الاستمرار في دعم هذا التفوق ورعايته، كما أن مسؤوليتنا في الوزارة هي السعي لتطوير الإعلام ككل سواء كان مقروءا أو مرئيا أو مسموعاً» وفي هذا السياق أشار خوجة إلى قرب إقرار خمس قنوات إذاعية هادفة يرى أنها ستكون إضافة وسندا لوسائل الإعلام.
أول التساؤلات وكما كان متوقعا تطرق لمسألة الحرية الصحافية وكانت إجابة الوزير التي قاطعتها عاصفة من التصفيق «الوزارة لا تسعى لوضع قيود على أحد، ونسعى لتوسيع الحرية دائما، الأهم ألا تتضمن الكتابة تجريحا شخصياً أو إساءة لثوابتنا». وحول الملاحظات بشأن القنوات المملوكة لسعوديين يعلق خوجة «نؤمن بالحس الوطني لدى أصحاب هذه القنوات ولن نحاول التدخل في عملهم أو فرض رقابة عليهم ولكننا نريد أن تكون هذه الرقابة ذاتية منهم». وهي الفكرة التي عززها لاحقا في حديثه عن الرقابة الصحافية حين قال «لن أرفع سماعتي على كاتب لأقول له اكتب كذا ولاتكتب كذا، لكني لا أريد أن يستغل أحد منبره أياً كان للتعريض بالآخرين».
الوزير أكد أن الكفاءة هي معيار تقييم الإعلاميين بغض النظر عن كونهم ذكورا أو إناثاً، كما أشار إلى أهمية التدريب في المجال الإعلامي لتعزيز الجانب المهني لدى مختلف ممارسيه، وتطرق لأهمية تدريب كوادر متخصصة في الصحافة الاقتصادية، مضيفا «نحتاج إلى كفاءات بشرية تملك رؤية استشرافية وقدرة على التحليل والتوقع لما يحدث في أسواق المال، والإلمام بمتغيرات الاقتصاد العالمي وأسواق النفط وتأثيراتها في الاقتصاد المحلي». وفيما يتصل بالرقابة على الكتب أكد خوجة وجود المرونة في التعامل مع كل ما لا يمس الثوابت الدينية والاجتماعية والوطنية، لافتاً كذلك إلى أهمية إدراك أن المملكة تمثل المركز الإسلامي الأول في العالم، فيما أشار في إجابة عن سؤال آخر حول إنشاء مدينة إعلامية في المملكة، أن الفكرة موجودة وهي تمثل مشروعا مفيدا حتى المستوى الاقتصادي مؤملا على وجود مبادرات مستمرة في دعم الواقع الإعلامي وقد تكون المدينة نتيجة لإحدى تلك المبادرات.
في محاور أخرى، تحدث الوزير خوجة عن صدور قريب لقانون مطبوعات جديد يواكب المتغيرات المهنية والزمنية، بجانب لوائح تنظيم الصحافة الإلكترونية لتفادي ماوصفه بالعشوائية التي ظهرت في عملها. وطالب الوزير خوجة الجامعات بتطوير كلياتها الإعلامية لتخريج طاقات فاعلة كما لفت إلى أهمية وجود معاهد متخصصة، وتطرق للمحطات الفضائية مشيرا إلى أن كثيرا منها تنطلق من منطلقات مذهبية أو قبلية وغيرها وهو ما يوجب التصدي له. كما علق على نجاح بعض الصحف في الاستثمار الصحافي والاعتماد على نفسها مشيدا بهذا الجانب ونافياً أي تدخل للوزارة فيه. وحين طرح مراسل إحدى الصحف فكرة ميثاق شرف إعلامي أجابه وزير الثقافة والإعلام «لسنا في حاجة إلى مواثيق شرف لأننا مواطنون لنا قيمنا وكل منا يحمل هذا الميثاق داخله».

#5#

#4#

المداخلات المتنوعة أزاحت لثام التساؤل والأمنيات والنقد عن كثير من ستائر الذهن، وكان الوزير الشاعر على الموعد دائما، فطالب باحترام البطاقة الصحافية ومنحها كل التسهيلات، وتقدير خبرة السنوات التي يقضيها الإعلامي بحيث تمنحه وضعا مهنياً ومعيشياً أفضل، وذلك في إجابته عن تساؤلات الإعلامية والأديبة هدى الدغفق، كما اتفق مع جمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة «الوطن» الذي تحدث عن أهمية أن تتحمل كل صحيفة مسؤولية التعليقات الإلكترونية العشوائية في مواقعها وتعمل على تقنينها ومتابعتها باستمرار. وعلق على ملاحظة فهد العجلان نائب رئيس تحرير «الجزيرة» بالتأكيد على أهمية دعم الإعلام السعودي الإنجليزي في التواصل مع العالم الخارجي والحرص على تواصله مع الطبقات المثقفة والإعلامية والشعبية مضيفا «نريد مخاطبة العقل لديهم، يجب أن نفهم أن الأساليب الغوغائية قد أكل عليها الدهر، المهم أن نحاول تجميل صورتنا قبل التفكير في إيصالها للآخر، واللغة هي محور الأهمية في مخاطبتهم بإعلامنا كما فعلوا هم حين خاطبونا بلغتنا عبر قنوات متخصصة».
الصحافيون هم أصحاب الأسئلة في كل المجالات، فما بالك حين يتعلق الأمر بمجالهم، ومع وزير يتعامل بشفافية ويردد دائما «دعوني أقول لكم بصراحة» ولهذا كان اللقاء تاريخيا كما وصفه البعض، وكانت التساؤلات أكثر عملية وحركية لأنها من إعلاميين وحول الإعلام، فيما لم يبد أن طلب قصيدة كان متوقعا بالنسبة لوزير عرف بقصائده الوجدانية ذات الحس الروحي العالي، فقد اعتذر بلطف عن طلب الصحافيين قراءة أحد نصوصه الشعرية، مؤثرا على ذلك قراءة همومهم وأجندتهم الصحافية، وكتابتها في صفحات المستقبل بواقعية الممكن ولا محدودية الطموح، بعد أن قال لهم بمنتهى الوضوح «لم أصرح تصريحا أو أعط وعداً إلا وأنا أعلم بعون الله أنني سأنفذه».

الأكثر قراءة