باحثون : غذاء الطيور في الشتاء يحدد صفاتها

باحثون : غذاء الطيور في الشتاء يحدد صفاتها

كشف باحثون ألمان أن البشر دون قصد منهم يتلاعبون بالجينات الوراثية للطيور من خلال ما يقدمونه لها من طعام في فصل الشتاء .يقول العلماء إن الطيور التي تزور الحدائق الانجليزية والأوروبية كانت عرضة لتطورات تعرضت لها أجنحتها ومناقيرها، عبر ما يقل عن ثلاثين جيلا بحيث أصبحت في لحظة ما تمثل كائنات وسلالات لها صفاتها الخاصة بها.
إن الطيور تتكاثر جنبا إلى جنب في نفس غابات وسط أوروبا، ولكنها بدأت في اتخاذ مسارات هجرة شتوية مغايرة بعد أن لاحظت بعضها توافر فضلات فتات طعام غنية للبشر في بريطانيا. وفي النهاية انقسمت إلى مجموعتين منفصلتين من حيث عملية التكاثر. وواصلت إحدى المجموعتين الطيران للجنوب في الشتاء صوب أسبانيا لتقتات على الزيتون وضروب من الفاكهة. أما الثانية فقد وطنت نفسها على مسار اقصر، صوب الشمال الغربي إلى بريطانيا، حيث يجدون كفايتهم من الطعام على أيدي محبي الطيور.
ورغم أن المسار الأخير يعيبه البرودة القارسة، إلا أنه يتمتع بميزة لا يمكن تجاهلها وهي الغذاء الجاهز من موائد الحدائق وعشاق الطيور ، ما يعني أن الرحلة أصبحت أسرع، بحسب دراسة نشرت نتائجها في مجلة "علم الأحياء المعاصر". يقول الدكتور مارتن شيفر من جامعة فرايبورج بألمانيا والذي قاد فريق البحث : "إن مسار الهجرة الجديد صوب الشمال الغربي أقصر وتلك الطيور تقتات على الغذاء الذي يقدمه البشر بدلا من الفاكهة التي تبحث عنها الطيور التي تتخذ مسار الجنوب الغربي".
ويضيف شيفر"نتيجة لذلك نجد أن الطيور التي تهاجر نحو الشمال الغربي لها أجنحة أكثر استدارة ..توفر لها قدرة أفضل على المناورة ، لكنها تجعلها أقل قدرة على الهجرة لمسافات طويلة". كما أن مناقيرها صارت أطول وأكثر تحدبا لتحاكي الطيور التي اعتادت أن تقتات على الطعام الذي توفره متاجر الحيوانات الأليفة، لكنها لا تصلح لتناول الفاكهة.
وقال شيفر "إن دراستنا توثق للأثر الكبير للنشاطات البشرية على مسارات التطور في السلالات ...إنها توضح أننا لا نؤثر فحسب على الطيور النادرة والمعرضة لخطر الانقراض ..بل ايضا علي تلك الطيور المعتادة التي تحلق حولنا ونشاهدها في الحياة اليومية". وهذا مثال جيد للتطور السريع إنه شيء يمكننا مشاهدته بأعيننا إذا ما دققنا النظر والأمر لا يتطلب ملايين السنين".
وقال الدكتور شيفر أنه من المستبعد أن تنفصل مجموعتا طيور "أبو القلنسوة" لكائنين منفصلين، ذلك أن البشر سرعان ما يغيرون عاداتهم مع الزمن ، بيد أن النتائج أظهرت أن الخطوات الأولى للتحور والتنوع السلالي حدثت وبسرعة شديدة في الطيور المهاجرة. وطائر "أبو القلنسوة" واسمه العلمي"سيلفيا أتريكابيلا" ، طائر صداح يتميز بريش أسود أو احمر ضارب للون البني على الرأس وهو أصغر قليلا من عصفور المنزل.
وخلال مواسم التكاثر تحوم الطيور حول الشجيرات والأشجار بحثا عن الحشرات والعناكب والديدان، لكنها في العادة تقتات على الفاكهة. وبرغم أن هذا النوع من الطيور يقوم بمعظم رحلاته خلال فصل الصيف، فإن أعدادا متزايدة منها تقضي شتاءها في الشمال الأوروبي وبريطانيا.

الأكثر قراءة