أعظم قصة في التاريخ !

أعظم قصة في التاريخ !

أعظم قصة في التاريخ !

أقرب القصص للنفس هي تلك التي تسلط الضوء على العنصر الإنساني، مبرزةٍ المشاعر الحقيقة لأبطالها ، دون فرد للعضلات السردية ، فتغوص في القصة لدرجة أن تلتصق مشاعر الشخصيات بك !
حينما قال تعالى في سورة يوسف (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرءان وأن كنت من قبله لمن الغافلين )
قال أحسن القصص فكان كما قال سبحانه يقول العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله "لايوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرءان مثلما ذكر قصة يوسف وأبيه" فجمال العبارة وسلاسة الأسلوب تقف جانباً إلى جانب مع الحدث الذي صنع القصة_ طبعا لا نقول أن الله سبحانه قاص لأنه منزاه عن كل شيء لكن المقصد هنا هو طرح للجمال الفني التي تحويه_
تبدأ قصة يوسف عند الآية الرابعة"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ " بعدها تندفع رغماً عنك لقراءة الآيات وتجد مخيلتك تنتقل من مشهد لمشهد بشكل متسلسل دون أن تشعر أن هناك ربكة في الأحداث ..ربما لأنه سبحانه أستخدم الرموز للدلالة على والحدث والمكان والزمان وأخيراً للشخصيات فعند قوله
"إذا قالوا ليوسف وأخوه " أي قصده شقيقه وإلا فكلهم إخوته، وتم التعامل مع باقي الاخوة كشخصية واحدة ،وكتله وحدة ،رغم أن عددهم عشرة، لكن يظهر بينهم شخصية متردده لا تريد إيقاع الاذى بيوسف ..ويظهر ذلك في قوله سبحانه" قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ "
وحين باغتته التي هو في بيتها ّصور المشهد بشكل يجعلك تتصوره بأقل قدر من الكلمات حينما قالت"هيت لك " لا يمكن أن نتخيل أن هذه " المراودة " جاءت فجاءة دون مقدمات كثيرة إلى أن فقدت صبرها و"غلقت" الأبواب وتنزلت عن شموخها كسيدة لتطلب من خادمها.. الزنا وفي المقطع "ما جزاء من أراد بأهلك سوء "ولم تقل من فعل بأهلك سوء ربما كي تبرئ نفسها وتبرئه من الفعل المشين و ربما للدلالة على حبها له ..!
يقول المرحوم عبدالوهاب النجار "يوجد في الأمثال ضربني وبكى وسبقني وأشتكى ذلكم المثل هو مثل امراءة العزيز مع يوسف " فشكته كي تشفي غل صدرها وحنقها عليه !
وفي وسط تلك الحكاية نرى كيف أثر غياب يوسف عليه السلام على والده لدرجة أن أبيضت عينه من الحزن ..وفقد كل معنى للحياة بعد فقده لأبنه .. لكنه مع ذلك صبر ونال جزاء صبره
لا توجد قصة في التاريخ تحكي عن ألم الغياب بوجه موجع مثلما حكته قصة يوسف وكيف أن برجوعه أرتد الأب بصيراً .. وبعد كل تلك المحن التي لاقاها ألف الله بينه وبين أخوته وجعل محنته سببا لمنحه الملك وأنتهت تلك الوقائع بنهاية سعيدة ..إلا تستحق بعدها أن تكون أعظم قصة في التاريخ ..!

الأكثر قراءة