مايكل جاكسون نجما .. حيا و ميتا
كان من المفروض أن يكون هذا العام هو عام عودة مايكل جاكسون العظمي وربما كان كذلك بالفعل في بعض الوجوه ، غير أن محنة وفاته المأساوية صارت هي الموضوع الأكثر إثارة في عام 2009.
لقد كانت نهايته مثالا من أمثلة هوليوود على عاقبة الانغماس في الملذات وغرابة الأطوار، مثالا جمع بين العبقرية والضعف في نفس الوقت. لكن الأهم من كل ذلك إنها كانت تلك القصة الحزينة للرجل صاحب الملامح الطفولية غريب الأطوار الذي تميز فنه بالإبهار في عالم الشهرة.
عاود جاكسون إحياء شبح ذاته السابق في عام 2009- رجل اعتقد الكثيرون أنه لن يستطيع أبدا معاودة الصعود من منحنى الانحدار . فقد مرت أعوام ولم يصدر أي ألبوم موسيقى ذات قيمة لكنه ظل يحتل العناوين الرئيسية في الصحف بالإنباء التي تنشر عن إفلاسه المالي الوشيك وغرابة أطواره.
بيد أن كل هذا تغير في مارس الماضي عندما أعلن جاكسون (45 عاما في ذلك الوقت) أنه سيعود في ثوب جديد غير مسبوق وهو في الخمسين من العمر للغناء على مسرح 02 في لندن .
ولو سارت الأمور على مايرام لكانت حصيلة عروضه في لندن ستحل كل مشاكله المادية وتبدد كل الشكوك التي تحيط بملك البوب السابق. لكن قلة من خارج دائرة عشاقه ومستشاريه الأكثر قربا منه اعتقدوا أن لديه القدرة الذهنية والبدنية على استكمال هذا التحدي الكبير.
لذلك عندما ورد نبأ سقوط جاكسون على الأرض في 25 يونيو الماضي وهو في قصر بيل أير الذي كان يستأجره وأنه جرى نقله على جناح السرعة إلى المستشفى اتجهت الشكوك على الفور إلى أن جاكسون آثر الخلاص من حياته هربا من التحدي الذي لن يقدر عليه بسبب الوهن الشديد في صحته.
وفي غضون ساعات قليلة ، تحولت تلك الشكوك إلى صدمة إثر الإعلان عن وفاة جاكسون. وفي لوس انجليس احتشد الآلاف من عشاق جاكسون في المستشفى حيث يرقد جثمانه وفي المنزل الذي سقط فيه وأمام نجمه في شارع المشاهير في هوليوود. وفي شتى أنحاء العالم احتشد الملايين من عشاقه في الشوارع حزنا عليه، وكل على لسانه نفس الأسئلة : كيف مات؟ هل كان حقيقة يعتزم الغناء في لندن ؟ وهل حقيقة أن ملك البوب السابق كان على شفا الإفلاس؟ الكثير من تلك الأسئلة تمت الإجابة عليها الآن . فطبقا لتقرير الطب الشرعي توفي جاكسون بسبب جرعة دواء زائدة من عقار البروبوفول المخدر وصفها له طبيبه الخاص موراي كونراد. ولا تزال القضية قيد التحقيق.
ويبدو أن بث الفيلم الوثائقي عن حياة جاكسون ومشواره الفني والذي تضمن مشاهد من البروفة التي قام بها في إطار الإعداد لرحلته الفنية إلى لندن يعزز تأكيدات مستشاريه والمنتجين أن جاكسون قد جهز عرضا مذهلا كما بدا أن لديه الطاقة والقدرة على التعامل مع البرنامج المزدحم.
من ناحية أخرى تدل المعلومات التي تكشفت عن ثروته العقارية على أنه رغم ديونه الضخمة إلا أن إمبراطورية أعمال جاكسون تمثل آلة مالية تضخ مبالغ ضخمة من النقود وعلى سبيل المثال امتلاكه حقوق معظم ألبومات أغاني الخنافس.
ومن دواعي السخرية أنه بعد الشغف الضخم بفنه عقب وفاته صارت إمبراطورية أعمال جاكسون أكثر قوة . فقد كانت الألبومات الثلاثة الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة في الأسابيع التي تلت وفاته كلها لمايكل جاكسون.
وكان الطلب شديدا على شراء أغاني ملك البوب الراحل إلى حد أن محال كثيرة نفد منها المخزون. كما أن الفيلم الوثائقي عن حياة جاكسون ومشواره الفني كان من أنجح الأفلام هذا العام ووصف بأنه واحد من أكثر الأفلام الموسيقية التي صادفت نجاحا على الإطلاق حيث تربع على قمة إيرادات شباك التذاكر في مختلف أنحاء العالم بعد أن بلغت نحو 200 مليون دولار.