الملك والجائزة والتعليم العالي
يتواصل التقدير العالمي والمحلي للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبيل دينه ووطنه وأمته الإسلامية, وكل هذا الاحتفاء والتكريم جاء إليه ولم يسع له أو يتطلع إليه, فأعماله التي يلمسها الناس في الداخل والخارج هي التي رفعته .. تواضع لهموم الناس ومشاكلها وتطلعاتها, فرفعه الله.
آخر هذا التكريم هو ما أعلنته لجنة جائزة الملك خالد (رحمه الله) حيث منحت جائزتها هذا العام للملك عبد الله تقديرا لما بذله في سبيل تطوير التعليم العالي في المملكة .. وما كرسه خادم الحرمين لهذا القطاع يستحق عليه أكثر من جائزة, بل يستحق الدعاء والثناء والشكر لملك وضع همه الارتقاء بأبناء شعبه عبر تعليمهم وإعدادهم لمواجهة الحياة في أرقى الجامعات العالمية.
الجائزة منحت لخادم الحرمين تقديرا للخطة الشاملة التي وضعتها الحكومة, وتولى الملك عبد الله متابعتها شخصيا ودعمها وتذليل كل العوائق المالية والنظامية .. وركزت الخطة على أربعة محاور رئيسية منها التوسع في بناء الجامعات, بالذات في المناطق التي لم يشملها التعليم العالي سابقا, حتى وصلت الجامعات الآن إلى 25 جامعة, وُفرت لها المدن الجامعية المتكاملة, والإنفاق على هذه المدن يتجاوز الآن الخمسين مليار ريال.
أيضا رأت لجنة الجائزة أن الملك عبد الله يستحق التكريم لما بذله في سبيل الابتعاث الخارجي, وذلك عبر برنامج الملك عبد الله الذي فتح المجال للطلاب السعوديين للتعليم في أبرز الجامعات العالمية ويلتحق بهذا البرنامج أكثر من 70 ألف طالب وطالبة .. ويعد هذا المشروع الرافد الاستراتيجي المهم لمستقبل التعليم العالي, حيث ستحتاج الجامعات الجديدة إلى أعداد كبيرة من الأساتذة, كما أن هذا البرنامج سيوفر للمملكة جيلا من المتعلمين الذين سيتصدون لأعباء التنمية بعد اكتمال تقاعد جيل من العاملين الذين ابتعثوا قبل 30 عاما, وكان لهم الدور الكبير في قيادة العمل في الحكومة وفي القطاع الخاص.
كذلك هناك التوجه الجديد الذي أطلقه الملك عبد الله للتعليم العالي عبر إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, فهذه الجامعة أوجدت نقلة نوعية جديدة في أساليب وطرق التعليم العالي, وهي الجامعة التي وضعت المملكة على خريطة التعليم العالي العالمي كأحد المراكز المستقبلية المهمة للتعليم، وهذه نقلة يستحق الملك عبد الله أن تكون ضمن منجزاته التي يجب أن نحتفي بها لنسجلها للتاريخ عرفانا وتقديرا. أيضا هناك مجال مهم أولاه الملك عبد الله اهتمامه، وهو ضرورة تكريم المتميزين من الأكاديميين السعوديين الذين يحصلون على براءات اختراعات أو يحققون تقدما في مجال الأبحاث والدراسات، وقد عزز هذا التكريم المعنوي بالتوجيه لتعديل الكادر التعليمي الذي جاء ليصحح مكافآت وحوافز أعضاء هيئة التدريس، ودعم ذلك بالتوسع في مشاريع الإسكان لأعضاء هيئة التدريس.
هذه بعض منجزات ملك يريد الخير لشعبه، يريد شعبه أن يكون مشغولا بالبناء والتعليم وتطوير الذات، شعب ينظر للمستقبل، ملك كل همه أن يوفر للناس كل ما تحتاج إليه في حياتها حتى تحافظ على ما تحققه من مكتسبات، وبعد كل هذا ألا يستحق هذا التكريم.. إنه يستحق أكثر .. يستحق الدعاء له بالثبات ويستحق العون والمؤازرة لتحقيق ما لديه من تطلعات لشعبه.