"حيث البرية تعيش".. سينما غياب المنطق وإثارة التفاصيل
"حيث البرية تعيش".. سينما غياب المنطق وإثارة التفاصيل
هناك بعض الأفلام التي يغيب فيها المنطق بشكل تام، إلا أن هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تبدو مثيرة، ويمكن للمشاهد من خلالها ربطها بحياته الواقعية.
والفيلم الأخير للمخرج سبايك جونز Where the Wild Things Are يحكي قصة طفل لا يطيع والدته، فيغضبها في إحدى الليالي، ويهرب حتى يصل إلى قارب صغير، يركب على متنه ويأخذه إلى جزيرة بعيدة.
يقابل ماكس في تلك الجزيرة مخلوقات غريبة تشبه الوحوش تحاول الهجوم عليه، إلا أنه يخبرهم بأنه كان ملكا حيث أتى، فينصبونه ملكا عليهم، وأول أمر يصدره ماكس هو السماح لهذه الوحوش بتدمير الغابة.
وفيما تتطور الأحداث، يكتشف الجميع أن ماكس ليس بملك، فيقرر الأخير العودة من حيث أتى، حيث تستقبله أمه بالأحضان وتقدم له الطعام.
الفيلم موجه في أحداثه للأطفال، إلا أن مجسمات الوحوش المستخدمة في الفيلم مخيفة، وقد تثير ذعر الأطفال، كما أن الطريقة التي تعامل بها المخرج والكاتب مع الأحداث بدت ناضجة لدرجة قد لا يفهمها صغار السن.
واعتمد الفيلم في صورته على ألوان الأرض ليشعر المشاهد بالانجذاب نحو الواقع الذي يعيش فيه، فقد غلب اللون البني بدرجاته على مشاهد الفيلم، وهو قرار وفق المخرج جونز في اختياره.
إلا أن الحبكة الأساسية في الفيلم غير واضحة، حيث بدا وكأن الفتى كان هائما على وجهه، غير واثق ما يفعل، بل كل ما يقوم به هو جنون ولا يعتمد على المنطق.
الفيلم دعوة إلى صفاء القلب، والاستفادة من أن الجسد الكبير قد يحمل قلبا كبيرا وحنونا، بينما هناك أجساد صغيرة قادرة على التخريب أكثر من غيرها.
الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب موريس سينداك تحمل نفس الاسم، ويشارك في التمثيل ماكس ريكوردز، وبيبيتا اميريكس، وماكس بفايفر.