بيطري: سلامة الأضحية خارجياً لا تضمن خلوها من الأمراض
بيطري: سلامة الأضحية خارجياً لا تضمن خلوها من الأمراض
يسري اعتقاد لدى الكثيرين، أن مظهر الأضحية خارجياً يدل على سلامتها، لكن الدكتور فواز الحسن إخصائي الطب البيطري في الإدارة العامة للشؤون الزراعية أكد أن خلو الأضحية من الأمراض في شكلها الخارجي لا يضمن سلامتها داخلياً.
وفي معظم المناطق السعودية، اعتاد بعض الناس ذبح الأضاحي في المنزل، وتجهيز أماكن خاصة لذلك، إلا أن هذا التصرف في الوقت الحاضر أصبح له آثار سلبية قد تهدد الصحة العامة والخاصة، منها انتقال الأمراض الوبائية المشتركة بين الحيوان والإنسان.
وأكد لـ «الاقتصادية»الدكتور فواز الحسن، أن الذبح في المنازل له آثار سلبية في الصحة العامة والخاصة، نظراً إلى كثرة الأمراض الوبائية الحيوانية المنتشرة حالياً في هذا الوقت بالتحديد، حيث لا يتم التعرف على مدى صحة وسلامة الحيوان للاستهلاك الآدمي، مما قد يسهل انتقال كثير من الأمراض الخطيرة والمشتركة بين الإنسان والحيوان، وهي واردة إذا كان الحيوان مصاباً بالحمى القلاعية أو المالطية أو «البورسيلا». وأضاف أن خلو الأضحية من الأمراض في شكلها الخارجي لا يضمن سلامتها والحكم على سلامتها من الشكل الخارجي لا يكفي، إذ ينبغي أن يكون الفحص والكشف على الحيوانات من قبل الأطباء البيطريين قبل ذبح الأضحية وبعده، ليتم التأكد من خلوها من الأمراض الوبائية ومعرفة مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وذلك حفاظا على سلامة وصحة الإنسان.
وينصح المضحي بأن يتوجه بأضحيته إلى المسالخ الحكومية أو للمطابخ المرخص لها بالذبح، التي يتم تهيئتها واستعدادها لاستقبال الأضاحي في العيد، على أن يكون في تلك المطابخ طبيب بيطري يمكنه الكشف على الأضحية والتأكد من سلامتها، مشيرا إلى أن من يعتقد أن الكشف على أضحيته لدى أي طبيب بيطري قبل الذبح في المنزل كاف لضمان خلو أضحيته من الأمراض فهذا غير صحيح، حيث إن هناك أمراضا لا يتم التعرف عليها إلا عند ذبح الحيوان.
وأفاد الحسن أن الأضحية في كل عام من هذا الوقت تعد هاجساً لكثير من المواطنين والمقيمين خصوصاً في المملكة، موضحاً أن الحصول على النوع الجيد وبالسعر المناسب ليس المشكلة وإنما المشكلة تكمن في كيفية الذبح ومتى وأين. وذكر أن المشكلة تكمن عند الأشخاص الذين لا يفضلون الازدحام ولا يطيقون الانتظار ساعات من أجل الذبح في المسالخ الحكومية خاصة في اليوم الأول من أيام عيد الأضحى، مما يدفعهم لذبح أضاحيهم بأنفسهم في المنازل، مبينا أن إتمام عملية الذبح في المسالخ وتحت إشراف البلدية أو في المطابخ التي يتوافر فيها طبيب بيطري أمر مهم.
ولفت إلى أن الجهات المختصة أعدت هذه المسالخ المجهزة بكل ما يلزم لذبح الأضاحي وبأعداد كبيرة، حفاظا على سلامة أسر المواطنين والمقيمين والتأكد من تناول لحوم خالية من الأمراض في وقت أصبحت فيه الأمراض الوبائية أكثر انتشارا وأكثر ضراوة من ذي قبل.
وأشار إلى أن بعض العمالة الذين يجولون بين الأحياء والمنازل ليعرضوا خدماتهم في يوم العيد لا يجيدون أصول الذبح الإسلامي وهذا خطأ كبير يقع فيه كثير من المواطنين والمقيمين الذين يستعينون بهم لذبح أضاحيهم، لافتاً إلى أن بعضهم عمال بناء أو سباكون، هذا فضلا عن عدم معرفة وضعهم الصحي، وما يترتب على ذلك من أضرار وخطورة على صاحب الأضحية وعلى أهل بيته.