التونسيون يضحون بقطيع أغنام بحوالي مليون رأس بمناسبة عيد الأضحى

التونسيون يضحون بقطيع أغنام بحوالي مليون رأس بمناسبة عيد الأضحى

التونسيون يضحون بقطيع أغنام بحوالي مليون رأس بمناسبة عيد الأضحى

تستعد العائلات التونسية لنحر قطيع يعد نحو مليون خروف بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يوافق يوم الجمعة القادم.

واشتكى عامة التونسيين الذين مازالوا مثقلين بديون عطلة الصيف وشهر رمضان والعودة إلى المدارس من غلاء أسعار الأضاحي الذي أرجعه الفلاحون إلى غلاء الأعلاف وارتفاع تكاليف تربية الخرفان.

وقد اضطرت أغلب العائلات التونسية إلى فتح جبهات اقتراض وتداين جديدة لشراء الأضاحي فيما قررت أعداد نادرة التخلّي عن شراء أضحية لهذا العام حتى لا تستفحل مديونيتها.
وكانت "منظمة الدفاع عن المستهلك" وهي منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق المستهلك، حذرت من مخاطر التداين الأسري المفرط في تونس، وقالت إنه "يعد من أكثر السلوكيات تداولا في المجتمع التونسي في الوقت الراهن". وأظهرت نتائج استطلاع نشرتها المنظمة مؤخرا، أن أكثر من 85% من التونسيين مدينون ماليا بنسبة 77.7% للبنوك و32.3% للأقارب والأصدقاء. ويؤكد خبراء أن الديون باتت هاجسا يؤرق التونسيين الذين صاروا يعملون لاستخلاص القروض والديون وليس لادخار الأموال.

ومنذ يوم 17 نوفمبر الجاري فتحت السلطات في العاصمة تونس التي يقطنها حوالي خمس سكان البلاد 4 نقاط لبيع الأضاحي على أساس الوزن، ستبقى مفتوحة إلى غاية ليلة العيد.

وفي هذه الأماكن يباع الخروف الذي يقل وزنه عن 40 كيلوجراما على أساس 9ر5 دنانير للكيلوجرام الواحد (حوالي 5 دولارات) أما الخروف الذي يتعدى وزنه 40 كيلوجراما فتم تحديد سعر الكيلوجرام الواحد من وزنه بـ 5.6 دنانينر (حوالي 4 دولارات).

ودعت منظمة الدفاع عن المستهلك في بيان التونسيين إلى "التوجه قدر الإمكان إلى نقاط البيع التي تتوفر فيها آلات وزن والاتفاق فيها مع البائع على شراء أضحيته على أساس الوزن في كنف الشفافية التامة" ونصحت بـ"مراعاة ميزانيته العائلية في كل الحالات وتجنب التداين المفرط". وفي بقية المحافظات التونسية حوّل الفلاحون وتجار الماشية ساحات عامة إلى فضاءات لبيع الأضاحي. ويرابط الباعة بهذه الأماكن ليلا نهارا للبيع ولحراسة أغنامهم خشية عليها من السرقة.

وتنشط في مثل هذه الفترة من كل عام سرقة المواشي. وتنقل الصحف المحلية يوميا أخبار السرقة التي ينفذها لصوص على متن سيارات وشاحنات في عدة مناطق من البلاد.
وتتراوح أسعار الخرفان في أسواق المواشي بين 240 دينارا و450 دينارا (الدولار يساوي 1.3 دينار تونسي).

ويحتفل الأطفال بالخرفان التي يشتريها آباؤهم إذ يزينونها بالأشرطة الملونة ويجوبون بها الشوارع في تباه ومن بينهم من يفرض عليها الدخول في مسابقات مبارزة قد يفقد فيها الخروف قرنيه أو يصاب بجروح فيصبح غير صالح للتضحية.

ويمثل يوم "الوقفة" وهو اليوم الذي يسبق العيد ذروة استعدادات العائلات التونسية لعيد الأضحى حيث تغرق أسواق الخضر بنباتات البقدونس والسلق التي تشتريها النسوة لاستخدامها في صناعة "العصبان" وهي أكلة شعبية تعدّها التونسيات في أول أيام العيد مع طبق الكسكسي الشهير. واعتاد التونسيون في مثل هذه المناسبات شراء البهارات والليمون (لعصره على الشواء) والمشروبات الغازية التي يعتقدون خطأ أنها تسهل هضم اللحوم التي يأكلونها بشراهة.

وقبل ثلاثة أيام من العيد يشرع التونسيون في إخراج السكاكين والسواطير-التي اعتادوا استعمالها يوم العيد- لشحذها عند الحدادين حتى تكون جاهزة للاستعمال يوم العيد. وقد احتل الحدادون أرصفة الشوارع التي نصبوا عليها آلات الشحذ الكهربائية أو اليدوية. ويمثل يوم العيد ذروة العمل للجزارين الذين يختار كثير منهم التوجه نحو الأحياء الراقية التي يدفع سكانها مبالغ عالية مقابل ذبح الأضاحي وسلخها.

ويستنكر كثير من التونسيين "عادة" اجتماعية تترسخ عاما بعد عام في البلاد وهي الإفراط في شرب مختلف أنواع الخمور أيام العيد. وتحقق المحلات المتخصصة في بيع الخمور أرقام معاملات خيالية خلال هذه الفترة. وألغت السلطات التونسية هذا العام الحج خشية إصابة مواطنيها بأنفلونزا الخنازير في البقاع المقدسة وتفشي الوباء في تونس عند عودتهم إليها. ويبلغ عدد التونسيين الذين يؤدون مناسك الحج سنويا نحو 9 آلاف شخص. وكانت تونس البلد الإسلامي الوحيد الذي ألغى موسم الحج.

الأكثر قراءة