السيدات يلحقن بالرجال في حج «البدل».. و20 ألفا دخل متوقع للأسرة رغم انخفاض الأسعار

السيدات يلحقن بالرجال في حج «البدل».. و20 ألفا دخل متوقع للأسرة رغم انخفاض الأسعار

يبدو أن "حج البدل" بات مغرياً، حتى أن النساء لحقن بالرجال في ذلك، وأضحت شبكة الإنترنت تمتلئ بـ "إعلانات" الراغبين في الحج عن الغير مقابل مبالغ مالية تبدأ من ألفي ريال.
في المقابل، استنكر محمد النجيمي الأستاذ في المعهد العالي للقضاء والخبير في المجمع الفقهي الإسلامي الدولي، إعلانات "حج البدل" الذي انتشرت عبر الإنترنت، وقال: "لا يصح بأي حال أن يتحول الحج إلى مهنة يكتسب منها الفرد"، مشيراً إلى أن "هذا الإعلان لا يخرج عن أمرين، إما أن يكون بغرض الإعلام والتيسير على المسلمين بتوافر أفراد مؤهلين للحج بالإنابة، ويكون السعر المحدد هو سعر التكلفة فقط، فهذا يجوز، أما الإعلان بغرض التكسب والمتاجرة، وتحديد سعر مسبق عن سعر التكلفة فهذا غير جائز شرعاً".
وأجاز النجيمي في الوقت نفسه، قيام السيدات بـ "حج البدل"، سواء عن سيدات أو رجال أقارب أو غيرهم، طالما كانت السيدة مؤهلة للحج ومعها محرم.
وفي الفترة الأخيرة، أضحى "الإنترنت" المكان الأول لنشر إعلانات "حج البدل"، سواء لأشخاص يقومون بهذا العمل بأنفسهم، أو ينظمونه، في الوقت الذي أبدى فيه حجاج استياءهم من "المبالغ التي يتحصل عليها منظم الحملة، الذي يحصل على المبلغ الأكبر منها.
ويبدو أن "حج البدل" سيتحول إلى مهنة تدر دخلا ثابتاً، إذ يقول ماجد الرويلي، وهو إمام جامع ومتعاون مع مكتب الدعوة الإرشاد ومنظم لـ "حج البدل"، إن فكرة العمل عندما بدأت قبل ثماني سنوات، كان عدد الحجات التي ينظمها لا تتجاوز عشر، أما الآن وبعد توسع عمله بات ينظم 150 حجة في موسم واحد، رغم ضيق المدينة التي يعمل فيها.
وأشار إلى أنه يأمل أن يسلط الإعلام على هذا النوع من العمل ليتسع، وقد يستقطب أفرادا من دول عربية.
وأضاف أنه عندما بدأ العمل كان الأفراد يأخذون مبالغ تصل إلى ثمانية آلاف ريال، أما الآن فيبلغ نحو ألفي ريال، إلا أن الأسرة الواحدة قد تتحصل على 30 ألف ريال خلال موسم الحج، لو حجت كأسرة كاملة فحج البدل يستوعب سيدات ورجال معا.
ويستطرد أن طريقة العمل أن يتلقوا طلب الراغبين في "حج البدل" من ثم يبدأون البحث عن أشخاص قادرين على الحج، مشيراً إلى أن غالبيتهم يكونون من سكان مكة، حتى لا يجدون مشقة في الذهاب، أو استخراج التصاريح، إذ يمنع النظام استخراج تصاريح حج لعامين متتاليين لمن هم خارج مكة.
ومن أهم ما يجب أن يتوافر في من يقوم بـ "حج البدل"، أن يكون عالما متديناً من حفظة القرآن، ويحتاج لتزكيته فردين لكي يقبله، ويتعاون معه في "حج البدل"، لافتاً إلى أن من المشكلات أن "الطلب أكثر من العرض، فعدد من يطلبون ويدفعون لحج البدل، أكثر من عدد من يتعاون معهم، وهو ما يجعله يرفض الكثير من الطلبات، ويعيد الأموال، وأحياناً يكون قد أخذ الأذن من صاحب الطب بالتصرف بالمال إما بحج أو بالتصدق أو الزكاة عن الفرد".
وقال: "قديماً كان السعي للمكسب المادي أكبر، أما الآن أصبح طلب الثواب هو الأساس، وكل حسب نيته في هذا العمل".
فيما يشير سهيل زكريا، مدرس، ويؤدي "حج البدل" منذ ثلاثة أعوام، إلى أنه وبعدما أدى فريضة الحج لأكثر من ثلاث مرات، فكر أن يفيد المسلمين، فقرر التعاون في الحج عن الغير سنوياً مقابل مبلغ مالي معين، مؤكداً عدم وجود أية مشكلات في هذا النوع من الحج، موضحاً أن "الغرض الأساسي هو الحصول على الأجر، وليس المكسب المادي".
ويقول عبد الله مكي، إنه يخرج مع أسرته ووالدته وإخوته، وجميعهم يحجون عن الغير، مشيراً إلى أنه "تطوع لوجه الله رغم تحصله على مبالغ مالية مقابل هذا، إلا أن أساس العمل هو التطوع".
ويرى أن "السيدة هي الأكثر راحة في هذا الحج، لأنها تستطيع أن تنيب أحدا عنها في رمي الجمرات، وفي بعض الشعائر".
في حين أن فاطمة عبد الله، إحدى حاجات البدل، رأت أن أخيها يحج سنوياً عن الغير، إذ طلب منها أن ترافقه في "حج بدل" وتحج عن آخرين، مشيرة إلى أنها "قامت بالمهمة وباتت تؤديها سنوياً خصوصاً أنها من سكان مكة"، وترى أن "الأمر لا يعدو سوى الصعود إلى عرفة ورمي الجمرات".

الأكثر قراءة