جائزة دولية تترجم الرؤية الاقتصادية الحصيفة للملك

إن حصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ على جائزة «برشلونة ميتينج بوينت» Barcelona Meeting Point Prize لعام 2009، يترجم بوضوح تام تقدير منتدى «برشلونة ميتينج بوينت»، لقدرات الملك الاقتصادية الفذة، ورؤيته المستقبلية الثاقبة المرتبطة، بإعادة تشكيل خريطة الاقتصاد السعودي، ليصبح قادراً على التعامل مع التحديات والمستجدات الاقتصادية على الساحة العالمية، بما في ذلك تمكينه من محاكاة الاقتصادات المتقدمة في مختلف دول العالم المتقدم، من خلال الارتقاء بأدائه إلى مستوى العالمية والتنافسية، وتنويع مصادر الدخل، وجعله اقتصادا جاذبا للاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى «برشلونة ميتينج بوينت»، هو المنتدى السنوي الدولي الوحيد، الذي يعقد على مستوى إسبانيا، ويجمع عددا كبيرا من الخبراء والمختصين في المجال العقاري على مستوى إسبانيا ودول العالم، هذا ومنذ بدايات المنتدى في عام 1997، وهو يعقد جلساته خلال الأيام الخمسة الأولى من موسم الخريف من كل عام، والتي يقيم من خلالها عديدا اللقاءات مع المختصين والخبراء الكبار في القطاع العقاري، هذا إضافة إلى مناقشة وتبادل الرأي حول كل ما له علاقة بالاستثمار وإيجاد فرص تمويل المشاريع العقارية العملاقة.
أما بالنسبة للأسس والمعايير، التي تم بموجبها منح جائزة «برشلونة ميتينج بوينت» لعام 2009 لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، بتصويت 18 محكما معتمدا للجائزة، فقد استندت، وفق تصريح مدير الجائزة خوسيه بونز، إلى تقدير القائمين على منح الجائزة، لجهود الملك عبد الله الجبارة، المرتبطة بإنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، التي تعد مشروعا تنمويا غير مسبوق، ينم عن بعد نظر ورؤية ثاقبة وروح المبادرة الإيجابية التي يمتلكها الملك.
إن إنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، التي استند إليها منتدى «برشلونة ميتينج بوينت»، في منح الملك عبد الله للجائزة المذكورة، ما هي سوى مبادرة من بين المبادرات الاقتصادية العديدة للملك، التي أخذ ــ حفظه الله ــ بزمام تنفيذها وجعلها حقيقة ملموسة على أرض الواقع، ولكن لعل ما يميز مدينة الملك عبد الله الاقتصادية عن غيرها من المشاريع الاقتصادية العملاقة، التي تم تنفيذها في السعودية، كون مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، إلى جانب ضخامتها كمشروع اقتصادي عملاق، تجسد رؤية اقتصادية عظيمة للمملكة، بأن تصبح موقعا اقتصاديا واستثماريا فريدا من نوعه للنمو الاجتماعي والاقتصادي على مستوى المملكة والعالم، مما سيؤهل المدينة في المستقبل عند الانتهاء من تنفيذ جميع مشاريعها، أن تكون واجهة وبوابة اقتصادية، يختارها المستثمرون الذين يرغبون في الاستثمار والعمل معاً، في رحاب السعودية، وفقا لمعايير التنمية المستدامة، ولا سيما أن المدينة شيدت وفق معايير هندسية وخطط معمارية واقعية، تترجم مفهوم التنمية المستدامة في المملكة، وتعزز من مصداقية المحافظة على هذا المفهوم الاقتصادي والتنموي المهم، المرتبط بالارتقاء بأداء الاقتصاد السعودي والبيئة الاستثمارية في السعودية.
إن حدث منح خادم الحرمين الشريفين لجائزة دولية مثال جائزة «برشلونة ميتينج بوينت»، وكما أسلفت تقديراً لجهوده الجبارة، المرتبطة ببناء وتشييد مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، جاء ليؤكد للعالم أهمية مثل هذا المشروع الاقتصادي والتنموي العملاق، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل حتى على المستوى العالمي والدولي، الأمر الذي يؤكده، حرص دولة متقدمة مثال بلجيكا، على الاستثمار في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، من خلال إقامة شراكات وإبرام اتفاقيات تجارية واقتصادية مع السعودية، حيث قد أكد ذلك جين كلاود وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية البلجيكي في محافظة «والوون البلجيكية»، أكبر المحافظات البلجيكية من حيث المساحة وعدد السكان، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة رابغ في وقت سابق، أثناء زيارته للمدينة برفقة الأمير فيليب ولي عهد بلجيكا وعدد من رجال الأعمال البلجيكيين من مختلف قطاعات النشاط الصناعي والتجاري في بلجيكا.
خلاصة القول، إن حدث منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جائزة برشلونة ميتينج بوينت، جاء ليؤكد للعالم، وبشهادة جهة دولية محايدة، سلامة السياسة الاقتصادية، التي تنتهجها الحكومة السعودية، بقيادة الملك عبد الله، للارتقاء بأداء الاقتصاد السعودي، وجعله اقتصادا منافسا لاقتصادات دول العالم المتقدم، من حيث قدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية وتوطين الاستثمارات المحلية.
مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية يعد نموذجا اقتصاديا ناجحا وفريدا من نوعه على مستوى العالم، اختاره منتدى «برشلونة ميتينج بوينت» كأساس لمنح الملك عبد الله الجائزة المذكورة، لكون المشروع قد نجح في تجسيد رؤية بناء مدينة اقتصادية، تتوافر فيها بنية تحتية وفوقية هندسية متكاملة ومتطورة للغاية، ولعل الأهم من هذا وذاك، هو ما تحتله مدينة الملك عبد الله الاقتصادية من موقع جغرافي استراتيجي على ساحل البحر الأحمر بين خطى ملاحة رئيسين، يصلانها بأوروبا وإفريقيا وآسيا، هذا إضافة إلى قربها من قلب جدة التجاري ومن مكة المكرمة والمدينة المنورة، مما يجعها توفر تواصلاً برياً وبحرياً شاملاً مع العالم وبقية مدن المملكة والجزيرة العربية، والذي بدوره سيؤهلها لأن تكون منطلقاً للوصول إلى ما يزيد على 250 مليون مستهلك في أنحاء المنطقة، كما أن ذلك سيمكنها من توفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب والشابات السعوديين والسعوديات في مجالات عمل اقتصادية وتجارية مختلفة، مما سيعود بشمولية النفع وعموم الفائدة على الاقتصاد الوطني وعلى البيئة الاستثمارية السعودية بشكل عام وعلى المواطن السعودي بشكل خاص، والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي