وسائل الإعلام السورية: الزيارة استعادة للتضامن على قواعد صالحة وموضوعية

وسائل الإعلام السورية: الزيارة استعادة للتضامن على قواعد صالحة وموضوعية

وسائل الإعلام السورية: الزيارة استعادة للتضامن على قواعد صالحة وموضوعية

سيطر الحديث عن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سورية أمس على أغلب صفحات الرأي وعناوين الصحف السورية واللبنانية على حد سواء.
ونقلت وسائل الإعلام عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله أمس في تصريحات لصحف أجنبية إن العلاقات السعودية - السورية علاقات أخوية وإن كان هناك بعض الغيوم فهي غيوم صيف وبضع قطرات من المطر كافية لتبدو السماء زرقاء صافية وسنعود لنعمل معا على استقرار المنطقة.‏
من جانبه، كتب سمير المسالمة رئيس تحرير صحيفة «تشرين» السورية في مقالة افتتاحية إنه في العلاقات السعودية – السورية إنه في عالم السياسة يدار الاتفاق كما الاختلاف إدارة تحقق استمرار العلاقات السياسية وتحفظ مكانتها، وتجعل من الممكن تعميق الاتفاق أكثر فأكثر وتجاوز مواضع الاختلاف أكثر فأكثر. وقال على هذا الأساس فإن تصور التطابق الكلي في العلاقات بين دولتين هو تصور أكثر جنوحاً إلى الرومانسية السياسية منه إلى الواقعية السياسية، بينما طبيعة الأشياء تؤكد أن التقارب الحقيقي تحققه التوافقات والمقاربات الضرورية والتقاطعات المشتركة التي يمكن أن تصنع في يوم ما ذلك التصور الرومانسي المنشود.
وشدد المسالمة على أنه بالنظر إلى العلاقات السعودية - السورية يبدو جلياً حرص الدولتين والقائدين على إطلاق مشروع استعادة التضامن العربي بشكل جدي وعميق وعلى قواعد صالحة يغلب عليها الصفة الموضوعية أكثر مما يغلب عليها البعد العاطفي على أهميته،ويعكس ذلك إدراك القيادتين أهمية وحاجة القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين - الأقصى - القدس - والثبات على المبادئ، إلى هذا اللقاء وانعكاساته السياسية الضرورية واللازمة.
وقال إن العرب يتطلعون بطبيعة الحال في كل مكان إلى اللقاء السعودي - السوري اليوم بشغف وترقب انطلاقاً من إدراك ووعي عام بأن لقاء الرياض ودمشق كان دائماً في مصلحة الأمة وكانت نتائجه إيجابية على قضايا الأمة المختلفة، وأسهم على الدوام في صناعة الحاضنة العربية الكبرى التي ينخرط الجميع في كنفها ومناخها. ‏ واعتبر أن السعودية وسورية دولتان تتمتعان بحكم الكثير من العوامل بثقل نوعي وإمكانات جيواستراتيجية تؤهلهما منذ زمن بعيد، للعب دور القاطرة التي تندفع خلفها الأمة في طريق استعادة الحقوق المغتصبة والأرض المحتلة وبناء أفضل العلاقات مع المحيط الإقليمي والعالم برمته والحفاظ على الهوية العربية والكرامة القومية، لذلك يشكل التواصل بينهما عنواناً عريضاً للتفاؤل وبناء الآمال، وهذا ما تؤكده في واقع الحال استطلاعات الرأي التي تجيب وتؤكد أن الرأي العام العربي والإسلامي يرغب ويأمل في علاقات أكثر تجذراً وأعمق مساحة وأشمل بدلالاتها ومستوياتها بحيث تشكل بمرور الوقت جداراً صلباً تتكئ إليه الأمة وتتظلل بأفيائه. وإذ يكون بدهياً تفهم أن الاختلاف في بعض الرؤى لا يفسد للود قضية فإنه من المؤكد أن التواصل والنقاش والعلاقات الجيدة تحوّل دائماً الاختلاف إلى مقاربات ممكنة ورؤى جديدة وقناعات منتجة، وبالطبع هذا كله من سمات السياسة والحراك السياسي وهي خصال حميدة في السياسة ولا يجوز أن تكون غير ذلك. ‏
وقال المسالمة إن جسر العروبة الممتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي تعززه ركائز صلبة وقوية تشكل فيها العلاقة السعودية - السورية العلاقة الأبرز والأقوى والأصلب وهي دائماً علاقة أخوة وتاريخ مشترك ومصير مشترك قبل أن تكون علاقات بين دولتين وحكومتين، هي علاقة الشعبين في الثقافة والحضارة والدين واللغة والنسب والدم وآخرها هي تلك العلاقات الرسمية التي تؤطر وتنسق وتنظم لخدمة قضايا الشعب الواحد في الدولتين الشقيقتين.
واعتبر «السعوديون اليوم آتون إلى مدينتهم وعاصمتهم وبيوتهم وأهلهم وليس أي شيء آخر على الإطلاق، وبهذه الطريقة يرحب بهم السوريون كما يرحبون بكل العرب فهم ليسوا ضيوفاً إنهم في دمشق قلب العروبة النابض، إنهم أهل الدار. ‏
وفي افتتاحية الثورة كتب رئيس تحريرها أسعد عبود إن كل دنيانا العربية تنتظر هذه الزيارة .. ولا يخفى على أحد خصوصية هذا اللقاء بين اللقاءات العربية عموماً.‏ وقال إن أمام الزعيمين الكبيرين على طاولة البحث والحوار هموم عربية تحتاج الكثير..‏ العلاقات الثنائية أهمها.. لكن لنتذكر أن البلدين خلال السنوات الماضية كانا حريصين إلى حد بعيد على الحفاظ عليها بمستوى طيب.‏ وعدد الملفات التي يتوقع بحثها في اللقاء وهي ملفات ساخنة من بينها ملف فلسطين الذي يبدأ بعذابات غزة المستمرة ولا ينتهي بتسهيل هروب المجرمين الصهاينة من جريمتهم و الاستيطان والتهويد والتعدي المستمر على الأقصى.. ورفض السلام، والحال ذاته ينطبق على لبنان الذي يجب أن يشهد – وفق رأس عبودر - خطوة باتجاه التوافق والوحدة الوطنية تسهّل لهذا البلد استعادة عافيته الكاملة.، والعراق وما يجري على ساحته والسودان والصومال، واليمن.. هذا جرح جديد ينزف بلا رحمة.. بل بلا مبرر.. أكان ينقص هذه الأمة مواقع أخرى للألم!. ‏وخلص إلى أن «ترحيبنا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كبير جداً.. بحجم أملنا بلقاء الزعيمين الكبيرين رغم تعقيدات الحالة العربية وتشابكاتها وهمومها».
‏وإضافة إلى الجوانب السياسية ركزت الصحف السورية على الجوانب الاقتصادية مؤكدة أنه رغم أن الفعاليات في كلا البلدين تؤكد أن العلاقات كانت دائماً جيدة في المجالات الاقتصادية فإنها تنظر بارتياح إلى الزيارة على أمل أن تدفع إلى مزيد من التعاون ومزيد من العمل المشترك، ولاسيما أن السعودية تشكل أكبر سوق للمنتجات السورية على اختلاف أنواعها، كما أن بإمكان القطاع الخاص في المملكة أن يستثمر بقوة في سورية، وهو الأمر الذي سيترك أثره في الاقتصاد في كلا البلدين.
وطرزت صحيفة الوطن صدرها بعنوان « اليوم .. العاهل السعودي في قلب العروبة» وذكرت, أن الزيارة جاءت وسط ارتياح إقليمي ودولي شجع خلال الأسابيع الماضية على هذا التقارب , حيث أبدت باريس ارتياحها لتحسن العلاقات بين البلدين لما في ذلك تأثير في الوضع الإقليمي كما رحب لبنان ودول خليجية وعربية أخرى بالزيارة , كما استعرضت الوطن حول أهمية هذه الزيارة على اعتبارها الزيارة الأولى بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الحكم في المملكة العربية السعودية.
الصحف اللبنانية من جانبها اهتمت بالزيارة وأوردت صحيفة السفير اللبنانية على صدر صفحتها الأولى رسالة لرئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري كتبها المحرر السياسي بالصحيفة قال فيها «إن زيارة الملك السعودي لسورية تؤكد حرصه على استقرار العروبة أينما حل , من هنا نبعث الرسالة ليس إلا , فالزيارة الملكية لسورية يؤمل منها ربما أكثر مما تحتمل ساعاتها 48 ولكن كونها جاءت بعد مرحلة التباسات وتصدعات فإنها تفتح الأبواب أمام إعادة صياغة الحضور العربي والدور العربي ولو بحده الأدنى.
وأنهى المحرر السياسي رسالته أنه باجتماع القيادتين السعودية والسورية ستكون هناك فرصة للهدوء السياسي في لبنان لما لهم من تأثير كبير في الساحة العربية.
أما صحيفة «اللواء» اللبنانية فذكرت أن الزيارة تعتبر تاريخية بالنسبة لسورية حيث تستعرض الملفات الإقليمية ولبنان، واعتبرت أن مصر هو الحاضر الغائب في هذه الزيارة. وأكدت اللواء اللبنانية أن هذه الزيارة تعتبر نقطة تحول في تاريخ الأزمات العربية واعتبرت أن الملف اللبناني سيكون حاضرا على طاولة المفاهمات السعودية والسورية.

الأكثر قراءة