سورية تحتفي بالملك.. اتفاقية لتعزيز الاستثمار بين الرياض ودمشق
سورية تحتفي بالملك.. اتفاقية لتعزيز الاستثمار بين الرياض ودمشق
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في لقاء قمة جمعه أمس بالرئيس السوري بشار الأسد في قصر الشعب في دمشق العلاقات الثنائية بين المملكة وسورية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، ضمن مستهل زيارة إلى سورية تستمر ليومين حيث يتوقع أن تسيطر ثلاثة ملفات رئيسة وساخنة على مجمل المحادثات وهي: الأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان.
وتفتح زيارة الملك عبد الله آفاقا واسعة نحو ترتيب البيت العربي وتعزيز التضامن العربي - العربي إثر الخلافات التي طالت الجسم العربي ولاسيما بين سورية والسعودية بعد حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005.
#2#
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قد وصل إلى دمشق عصر أمس في زيارة رسمية للجمهورية العربية السورية تلبية للدعوة التي تلقاها من فخامة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان في مقدمة مستقبليه في مطار دمشق الدولي، إلى جانب وزير الخارجية وليد المعلم، وزير الاقتصاد الدكتور عامر لطفي، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ديالا الحاج عارف، وزير التعليم العالي الدكتور غياث بركات، وزير النفط المهندس سفيان علاو، وزير الإعلام الدكتور محسن بلال، وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا، وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، وزير الداخلية اللواء سعيد سمور، وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، مدير المراسم في الجمهورية محيي الدين مسلمانية، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سورية عبد الله بن عبد العزيز العيفان، عميد السلك العربي المعتمد لدى سورية سفير السودان عبد الرحمن ضرار والسفراء العرب المعتمدون لدى سورية وأعضاء سفارة المملكة في سورية.
وبعد استراحة قصيرة في قاعة الشرف الرئاسية في المطار صحب الرئيس بشار الأسد خادم الحرمين الشريفين في موكب رسمي إلى قصر الشعب حيث أجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم استقبال رسمية في ساحة القصر.
بعد ذلك صافح الملك عبد الله مستقبليه: دولة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري، وزير المالية الدكتور محمد الحسين، وزير الخارجية وليد المعلم، المستشارة السياسية والإعلامية برئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، وزير الإعلام الدكتور محسن بلال.
كما صافح فخامة الرئيس بشار الأسد أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين ورؤساء تحرير الصحف السعودية.
ونقلت جريدة «الوطن» السورية عن مصادر مطلعة قولها: إن جدول أعمال اليوم الأول للزيارة يتضمن عدة نشاطات، تبدأ بمراسم استقبال رسمية تقام بحضور شخصيات رسمية سورية والوفد المرافق للملك في قصر الشعب، تليها جلستا مباحثات بين الرئيس الأسد والملك عبد اللـه إحداهما مغلقة، والثانية موسعة بحضور أعضاء الوفدين، على أن يتم في نهاية المباحثات مراسم لتوقيع اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين سورية و السعودية. ووفقاً للمصادر السابقة، تأكد حضور عدد من كبار مسؤولي المملكة المرافقين للملك، بينهم مستشار خادم الحرمين الأمير عبد العزيز بن عبد اللـه بن عبد العزيز، وزير الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز، وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، وزير العمل غازي القصيبي، وزير المالية إبراهيم العساف، وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد المدني، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، ورئيس الديوان الملكي خالد التويجري، إضافة إلى مسؤولين آخرين وعدد من المستشارين الملكيين.
وكانت صحيفة (تشرين) الصادرة أمس قد أكدت أهمية القمة السعودية – السورية، مشيرة إلى أنها تعكس إدراك قيادتي البلدين أهمية القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين. وأشارت إلى أن السعودية وسورية دولتان تتمتعان بثقل نوعي وإمكانات جيو- استراتيجية تؤهلهما منذ زمن بعيد للعب دور مهم لاستعادة الحقوق العربية المغتصبة. ووفق تقارير لوكالات الأنباء العالمية، فإن زيارة الملك عبد الله تهدف إلى تبديد خلاف بين البلدين أدى إلى انقسام عربي حول إيران والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ولبنان.
وتتزامن زيارة الملك عبد الله، وهي الأولى التي يقوم بها منذ جلوسه على العرش، مع خروج سورية من حالة الانعزال عن الغرب حيث يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الحصول على مساعدتها من أجل حل قضية السلام في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسيون في دمشق إن تفاهما بين الزعيمين السوري والسعودي من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل موقف عربي أوسع يساعد أوباما بشكل أفضل في جهوده نحو تحقيق السلام كما سيكون من شأنه أن يساعد على تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
وقالت صحيفة الثورة السورية إن الزعيمين لديهما ملفات ساخنة مثل « فلسطين والمعاناة في غزة ولبنان وحاجته للوحدة الوطنية والعراق».
وقال مصدر سياسي لـ «رويترز» «أوباما يحتاج إلى المساعدة وسورية لديها نفوذ على الجماعات المسلحة التي تعارض مقترحاته للسلام».
وقال السياسي اللبناني علي حسن خليل إن قمة الأسد - عبد الله ستنعكس على لبنان بشكل ايجابي حيث كلف سعد الحريري بتشكيل الوزارة، وحاول دون فائدة تشكيل وزارة منذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت في حزيران (يونيو).
وقال خليل لـ «رويترز» في لبنان «إعادة العلاقات ستسهم بالتأكيد في دفع التسوية الداخلية حول الحكومة وملفات الأزمة إلى الأمام». وقال مصدر دبلوماسي «المهم هو أن الأسد وعبد الله يتحدثان الآن وهذا في حد ذاته انفراج».