ليلة لن ينساها الوطن

ساعات عصيبة تلك التي عاشها الكثير من أبناء الوطن والمقيمين في المملكة بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية السابع من شهر رمضان الجاري عندما سرى خبر عن تعرض الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لحادث لم تعرف تفاصيله في ذلك الوقت. إذ أصابت الناس حالة من الذهول والترقب توجهوا فيها إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالدعاء والابتهال في تلك الليلة المباركة بأن لا ينال أي مكروه ذلك الرجل المخلص لدينه, البار بأمته, والوفي لمليكه. وبفضل الله فقد كشف الله الغمة واطمأنت النفوس عندما أطل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على شاشة التلفاز في نشرة أخبار الساعة الثالثة فجرا في حديث أبوي مع الأمير محمد في المستشفى وهو في كامل عافيته. ليس ذلك فحسب, بل إن المشاهدين سمعوا من الأمير كامل التفاصيل لمحاولة الغدر الفاشلة التي تعرض لها قبيل ساعات فقط.
إن من رضا الله تعالى على هذه البلاد أن كتب السلامة للأمير محمد وأنجاه من ذلك الاعتداء الخسيس. ذلك أن الأعداء والأصدقاء في الشرق والغرب قد شهدوا بتفانيه ومهنيته العالية ودوره في الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني لتوفير أجواء آمنة للعيش والعمل على أراضيها, والطمأنينة لزوار بيت الله الحرام ومسجد رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن بين ما يشهد به الآخرون للأمير محمد في عمله الأخذ بكل ما هو جديد في العلوم والتقنية, وتغليب الجانب الإنساني في التعامل مع المذنبين مهما كان جرمهم أو ضلالهم. لذا كان حادث الاعتداء الفاشل على حياته محل استنكار لدى المواطنين والمقيمين بكل فئاتهم وأطيافهم وهو ما شاركهم في التعبير عنه عديد من زعماء العالم وقياداته شرقا وغربا.
وعلى الرغم من بشاعة الجرم الذي استهدف حياة الأمير محمد، إلا أننا سعدنا والكثيرون بجوانب مضيئة شهدها الملأ دون تحضير أو ترتيبات مسبقة عندما استمعوا إلى المشاعر الرقيقة والكلمات الحانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء زيارته للأمير في المستشفى فور سماعه خبر الحادث، وسعدنا أيضا بالمشاعر العفوية التي أبداها المواطنون للتعبير عن حبهم لقيادتهم فمحمد بن نايف ليس إلا واحد منهم. كما سعدنا بما أكد عليه الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يوم السبت الماضي الموافق 8 رمضان أثناء لقائه برجال الأعمال في غرفة تجارة جدة بأن " أبواب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده مفتوحة ولن تغير القيادة نهجها من أجل حادث فردي".
سيبقى هذا الوطن, بإذن الله، واحة أمن وأمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي