ربط مدينة المعرفة الاقتصادية بنظام عقاري إلكتروني
حدد تقرير صادر عن مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة العناصر الرئيسية المتعلقة بالشقق والوحدات السكنية الذكية التي سيتم ربطها بنظام عقاري إلكتروني متكامل متصل لاسلكياً بشبكة المعلومات العالمية ''الإنترنت''، حيث سيتم وضع نظام أمني للشقق السكنية يتم من خلاله فتح الأبواب والمداخل بواسطة بطاقات ذكية وأرقام سرية مشتركة مع البطاقة الائتمانية أو بطاقة الأحوال الشخصية إلى جانب تزويد المباني والمنشآت بكاميرات مراقبة ومتابعة على مدار الساعة.
وأكد التقرير أن مخططات الوحدات السكنية في مدينة المعرفة التي ستبلغ 250 فيلا و300 شقة سكنية مختلفة في مساحاتها وعدد غرفها، ستوفر بنية تحتية رقمية متكاملة لكل وحدة سكنية ، بحيث تكون متصلة بكافة المرافق في المدينة، بداية من المراكز التجارية والأمن ووحدات التكييف المركزي وإدارة الكهرباء وحتى استخدام المياه واستهلاك الغاز وخدمات الصرف الصحي المتطورة، بما يوفر على الساكن 40 في المائة من التكلفة الإجمالية للاستفادة من الخدمات الرئيسية إلى جانب الخدمات المساندة المتعلقة بالبريد العادي والإلكتروني. ولفت التقرير إلى أن دراسات المدينة الذكية في مدينة المعرفة الاقتصادية تعتمد على عقل إلكتروني ذكي مركزي يستخدم الألياف البصرية Fiber Optics في ربط جميع مرافق المدينة ببعضها وتوصيل الساكن بها ، إضافة إلى موقع خاص في شبكة الإنترنت يمكن من خلاله الاطلاع على تفاصيل لا حصر لها عن المدينة مرتبطة بالأقمار الصناعية لأي جزء من أجزائها، ويتيح الموقع للساكن والزائر الاطلاع على معلومات الازدحام المروري مثلاً ، ومعرفة الطرق المؤدية من الوحدة السكنية إلى أي منطقة أخرى ويمكن من خلال نظام ذكي تزويد الساكن بالوقت التقريبي المتوقع للوصول.
وبين التقرير أن الرسومات والمجسمات''الماكيتات'' المفترضة تكشف عن تصاميم جمالية توازن بين النظم المعمارية الإسلامية القديمة المتميزة بروعة الأعمدة والأقواس والرواشين المدينية والتشكيلات الهندسية الرائعة وبين الطرز العمرانية الحديثة، مراعية في ذلك مناسبة التصميم مع خصائص البيئة المحيطة بمدينة المصطفى عليه السلام، خاصة فيما يتعلق بالطقس الحار المسيطر على أجواء المدينة معظم أيام السنة إلى جانب الارتباط الإلكتروني والفضائي يتيح للساكن إمكانية الاستفسار عن الحجز والأسعار في خطوط الطيران ومعرفة أسعار التذاكر والحجز في القطارات وسيارات الأجرة الخاصة ودفع أجور السكن آليا ، كما توفر المدينة الذكية للساكن إمكانية الاطلاع على معلومات الطوارئ في المدينة والاستعلام عن طريق الدليل الرقمي لعناوين قاطني المدينة سواء أكانوا أفرداً أو منشآت حكومية أو خاصة.
وأوضح أن شركة مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة انتهت من مخطط إنشاء 1200 محل تجاري في المنطقة التجارية التي تتوسط المدينة ، تدار إلكترونياً ضمن منظومة المدينة الإلكترونية، وحرصت إدارة المشروع على أن تأتي التصاميم الهندسية لمنطقة السوق التجاري متناغمة مع النظم المعمارية الإسلامية القديمة ومع الطابع المعماري المدني التراثي المتميز بالممرات المتوازية التي تضم ما يعرف بالبرندات أو المعروشات الخارجية، المستندة على الأعمدة الرخامية المنقوشة والأقواس التي تتدلى منها المصابيح والمشكاة وكذلك الخانات المسقوفة بطرق تضمن دخول الهواء والشمس لتهيئ بيئة صحية وجمالية مزدانة بالنخيل والنباتات المحيطة بالفسقيات وبرك المياه، وعمدت إدارة المدينة على إطلاق المسميات القديمة نفسها مثل: سوق الحدة ، سوق العنابية، سوق العيينة، سوق القفاصة وسوق الشروق ..إلخ وكل ذلك وفق نظرة حديثة توائم بين الأصالة والحداثة.
وأضاف التقرير أن مخططات السوق التجارية تتضمن إدراج آلية عمل المنطقة التجارية ضمن منظومة السوق الذكي الذي يبدأ بنظام التسوق الإلكتروني Smart E-Mall الذي يعتمد على كتالوج إلكتروني يتيح للمتسوق اختيار حاجته وتعيين المنتجات المتوافرة، ثم طلب شرائها ودفع قيمتها إلكترونياً ، والنظام لا يرتب عمليات الدفع والفوترة والشحن وإدارة الحسابات والأمور المالية فقط، كما لا يقوم بعرض المنتجات وتقديم خدمة الاستعلام عنها ودفع قيمتها بواسطة البطاقات الائتمانية فقط، بل يوفر خصائص أكبر من ذلك تساعد على بيع المنتجات من موقع السوق، وتنظيم كافة ما يترتب على عملية البيع من متابعة التوصيل والتسلم والتبديل. ويعتبر هذا النظام نتاجاً للتعاون المشترك بين الرؤية الذكية المتخصصة التي تطبقها مدينة المعرفة في مرافقها كافة، وخصوصاً في مجال تطوير التجارة الإلكترونية.
وبين التقرير أن الدراسات في مخطط إنشاء المنطقة التجارية ركزت على مفهومي التوطين والتوطن، حيث تم تقسيم المحال في الأسواق حسب نوعية السلع المعروضة للبيع في كل منها، وذلك بغرض أن يجد المتسوق جميع الخيارات السلعية من النوع الواحد في حيز متجاور، وهو ما يعرف باستراتيجية التوطين، مع إتاحة الإمكانية للتوسع مستقبلاً في فتح أكشاك أو محال متنقلة في كل سوق أو ممر، وذلك تمشياً مع منهج التوطن التجاري الهادف إلى تمكين الزائر والمتسوق من إيجاد جميع احتياجاته تحت سقف واحد، وبطريقة تضمن له التعرف على جميع المحتويات دون أن تختلط عليه أماكن المحال أو يجد صعوبة في الوصول إلى محل معين، وأن يجعل من السير في ممرات الأسواق متعة تضاف إلى متعة السكن في المدينة، كما تسعى إدارة المدينة لأن توفر جميع العلامات والموديلات الدولية من مختلف أنواع السلع ، إلى جانب إمكانية الترفيه أثناء التسوق وتناول الوجبات الخفيفة في المناطق الترفيهية التي تتناسب مع مختلف الأعمار بدءاً من الأطفال والشباب وحتى الكبار والمسنين.
من جهة أخرى أطلق قطاع الفنادق ودور الزائرين في مشروع مدينة المعرفة الخطط الأولية لمنشآت الفنادق التي ستجهزها المدينة للزائرين ، وتشمل فنادق مختلفة المستويات، وشققا مفروشة ووحدات سكنية تلائم الأفراد والجماعات، إلى جانب أن المدينة تطرح نظام التمليك بالمشاركة في الوقت Time Share لأول مرة في المملكة الذي سيتيح لأكثر من شخص تملك وحدات سكنية لأوقات محددة في السنة، وذلك على غرار ما هو مطبق عالمياً، خاصة وأن هذا النظام سيتيح لعشرات الآلاف من الزوار القدوم إلى المدينة المنورة وإتمام زيارة مدينة المصطفى عليه السلام في أوقات مختلفة تتناسب مع ظروف الزائر القادم من دول إسلامية في أوقات الذروة من السنة. وأوضح التقرير أن إدارة المشروع تحرص على تزويد الشقق السكنية بشكل عام وشقق التمليك المشترك بشكل خاص بالقدرة على التحكم في الغرف والإنارة والهاتف ومتابعة ذلك من خلال نظام كاميرات المراقبة الداخلية والإنترنت السلكي واللاسلكي العالي السرعة، إضافة إلى إدخال تقنية مكالمات الفيديو الجماعية التي تتيح التفاعل وجها لوجه بين مواقع مختلفة، مما يتيح للمستخدمين أن يروا بعضهم بعض والمشاركة بالعمل في وقت واحد مع قابلية وجود العنصر البشري من خلال الفيديو ومركز التحكم في الأجهزة ومراكز الاستعلام المتصلة بكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة. وتعمل إدارة التقنية في المدينة على إدخال نظام الدفع الإلكتروني لأصحاب الشقق والوحدات السكنية الذي يسهل عليهم دفع ثمن مشترياتهم عن طريق شبكة الإنترنت المرتبطة بالحساب المصرفي الشخصي أو ببطاقة الائتمان الخاصة بهم ، كما أن المدينة ستكون مرتبطة جغرافياً بشبكة مواصلات برية عن طريق الحافلات وبخدمات القطار الذي سيتم تسييره في مرحلة قادمة، وكذلك إتاحة خدمات البريد والهاتف التي يحتاج إليها الضيف وجميعها ضمن آلية تشغيل ذكية تربط الزائر بكافة خدمات المدينة من أسواق ومراكز تجارية، إضافة إلى توفير خدمات خاصة للمقعدين وكبار السن والأطفال. وأفاد التقرير أن إدارة المدينة تضع نصب عينيها إنشاء فنادق من فئة أربع نجوم تحتوي على غرف مفردة ومزدوجة وأجنحة ملكية وأجنحة تنفيذية لرجال الأعمال وعديد من الأجنحة الفاخرة لبعثات الحج الدبلوماسية من الدول الإسلامية. كما تسعى مدينة المعرفة من خلال القطاع الفندقي لتوفير قاعات كبيرة للاحتفالات والمؤتمرات والندوات بحيث يتيح الفندق عقد اجتماعات للأعداد الكبيرة إن دعت الحاجة ، كما تتم دراسة وضع برنامج للزيارات الدينية في المدينة المنورة مثل المساجد السبعة وجبل أحد ومسجد قباء وغيرها، وآخر للرحلات التي تستهدف المناطق الأثرية القريبة من المدينة مثل مدائن صالح وقرية العلا وغيرها، ويتم تجهيز الفنادق بأفخم صالات المناسبات المهيأة بكافة وسائل الراحة من تكييف وتجهيزات الضيافة، إضافة إلى الأجهزة السمعية والمرئية الحديثة. يذكر أن مدينة المعرفة الاقتصادية ستغطي مساحة من الأرض تصل إلى 4.8 مليون متر مربع، فيما يصل إجمالي مساحة البناء إلى ثمانية ملايين متر مربع، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمدينة 150 ألف ساكن و30 ألف زائر في مساكن ذات مستوى عالمي تبلغ 30 ألف وحدة سكنية ما بين فلل وشقق سكنية ، وتحتوي المدينة على كافة المرافق الأساسية من حدائق ومسجد ومتحف ومحطة قطارات، ومن المخطط له عند اكتمال بناء المدينة أن يبلغ إجمالي الاستثمارات فيها 25 مليار ريال لتسهم في توفير 20 ألف فرصة عمل يستفيد منها أبناء مدينة المصطفى عليه السلام.