بيوت نجران الأصيلة.. طين عمره 300 عام وما زال صامداً
يعد البيت الطيني في نجران من أهم المعالم التاريخية التي تتميز بها، كما أن العمر الزمني للبيت الطيني مرتبط بتاريخها العائد إلى ما قبل الميلاد. إذ يوجد في نجران الآن 250 بيتا طينيا يبلغ عمر بعضها 300 عام، كما أوضح صالح آل مريح مدير الجهاز التنفيذي للسياحة والآثار في نجران.
وتعد أهم مقومات البيت الطيني، الحجر والطين والأخشاب، كما أن البيوت الطينية النجرانية تعرف ضمن تصميمين معروفين، من حيث الشكل الخارجي، وهما عبارة عن شكل مستطيل ذي ارتفاع شاهق، والشكل الآخر في خط رأسي مستقيم لا تتخلله انكسارات ويتكون هذا النوع من مجموعة من الطوابق تصل أحياناً إلى ثمانية وتسعة طوابق، وهذا التصميم كان شائعاً في القرون السابقة في منطقة نجران.
وتبنى البيوت الطينية من الوثر وهو عبارة عن الحجارة والطين، يوضع فيما يعرف باسم المدماك، الذي ينفذ على مدى مرحلتين، وهي وسيلة بناء قديمة تمزج فيها الحجارة مع الطين مبللة في المياه في إطار حجري على شكل مستطيل، وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى يجف وذلك في موسم الصيف فقط، بينما في فصل الشتاء، يترك على مدى يومين أو ثلاثة أيام. وبعد الانتهاء من البناء تتم عملية الصماخ وهي ما تعرف في الوقت الحاضر باسم التلييس للبناء من الأسفل، بينما سقف المنزل الطيني النجراني عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر.
وبعد مرور 20 يوماً على إعداد الأحجار الطينية عبر المدماك والصماخ، يبدأ العمل على إعداد القضاض وهو الجير الأبيض الذي يثبت أركان البيت ويزينه مع اللون الطيني، ليتم الانتهاء من بناء المنزل بـ التلييس مجددا، ولكن هذه المرة بالطين، وعملية التعسيف وهي عملية الدرج. ورغم اعتبار عملية البناء للبيت النجراني منتهية، إلا أن هناك إضافات يتم وضعها، إما لجمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه.