إلى كل مدير .. أرجوك قلها

العلاقة بين المدير والموظف علاقة مهمة، فالمدير يمكنه أن يجعل من الحياة الوظيفية لأي موظف في إدارته حياة جميلة ورائعة ومتميزة، وفي الوقت نفسه يستطيع هذا المدير نفسه أن يجعل هذه الحياة حياة بائسة يسودها الكره والحقد والحسد، ويتمنى أن يخرج منها اليوم قبل الغد.
البعض يعتقد أن المتحكم في هذه العلاقة هو المدير، فهو الذي لديه الصلاحيات والمسؤوليات وبيده تطبيق السياسات والإجراءات بما يراه مناسباً، في حين أن البعض يعتقد أن المسيطر على هذه العلاقة هو الموظف فهو الذي يوكل إليه العمل ولن يتم إنجازه إلا بانضباط هذا الموظف وإتقانه عمله واهتمامه بأداء ما يطلب منه على أكمل وجه.
وحتى تصبح العلاقة بين المدير والموظف علاقة متميزة يجب على كل طرف فيها أن يؤدي ما هو واجب عليه على أكمل وجه في إطار من التقدير والاحترام، إذ إن هذا الإطار هو الأساس الذي تقوم عليه أي علاقة فما لم يكن هناك احترام وتقدير بين الطرفين، فإن العلاقة ستبقى مهددة بأن تتأثر بأي موقف يحدث من أي طرف سواءً بقصد أو من دون قصد.
من الأمور التي لمستها لدى كثير من الإداريين هو عدم تمكنهم من قول كلمة (شكراً) لأي موظف لديهم ينجز ما طلب منه، إذ إن بعضهم يشعر بأن هذه الكلمة ثقيلة على لسانه أو أنها تقلل من شأنه وتجعله ضعيف الشخصية أو أن هؤلاء الموظفين لا يستحقون الشكر فهذا عملهم ويجب أن يقوموا به فلا داعي لأن يقدم لهم الشكر، هذا إن تحدثنا عن الموظفين في العمل أما غيرهم في الإطار العام للحياة اليومية فإن الشكر يعد من رابع المستحيلات، وهذا بطبيعة الحال ينطبق على سلوك هؤلاء في المنزل فهم لا يشكرون زوجة أو أبناء أو غيرهم من الأقارب معتقدين أن مبدأ الشكر هو مبدأ ضعف.
في اعتقادي أن هذا مرض وأن الضعف الحقيقي هو في عدم شكر الناس وتقديرهم واحترام ما يقدمونه من عمل، لذلك فإن من الأولويات التي يجب أن يحرص عليها أي مدير هو أن يقول كلمة (شكراً)، بل إن كلمة شكراً يجب أن تكون الكلمة الغالبة على ألسنتنا، فالشكر لله أولاً وأخيراً ثم الشكر للناس على ما يقدمونه لنا من عمل سواءً كان هذا العمل صغيراً أو كبيراً.
إن أثر كلمة الشكر في المدير والموظف أثر جميل ومتميز فالموظف سيزيد من احترامه للمدير، وسيشعر أنه يقدر ما يقدمه من عمل وسيزيد من ولائه وإنتاجه وإتقانه لعمله لأنه وجد أن هناك تقديرا له، وفي المقابل فإن المدير سيشعر بأن هذه الكلمة كان لها أثرٌ في الآخرين وهي غير مكلفة ولم تنقص من قيمته شيئاً بل زادت قيمته عند من حوله.
إن كثيراً من الموظفين يطمحون إلى أن يكون هناك تقديرٌ لعملهم من خلال الحوافز المادية، غير أن البعض يؤكد على احتياجه لعبارات الشكر والثناء والتقدير أكثر من المكافأة المادية، فما قيمة المال إن انعدم التقدير المعنوي وما قيمة الترقية إن لم تكن هناك قيمة للذات.
إنها دعوة لكل المديرين بل لكل الأفراد في هذا المجتمع أن يجعلوا من كلـمة (شكراً) نهجهم، وأن يحرصوا على قولها لكل من حولهم وأن يواصلوا شكر الناس صغيرهم وكبيرهم، بل يحرصون على ألا ينحصر الشكر فيمن يحسن إليهم بل يشكرون أيضاً من ينتقدهم أو ينصحهم وأن يجعلوا (الشكر) منهجاً لهم في الحياة فإن "مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي