الملك يستقبل العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين في طيبة
الملك يستقبل العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين في طيبة
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قصر طيبة في المدينة المنورة أمس العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى المدينة المنورة.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.
عقب ذلك ألقى الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء ومدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة كلمة الأهالي رحب فيها باسمهم بخادم الحرمين الشريفين ورفاقه الكرام في مهبط الوحي.
وأعاد الشيخ المغامسي إلى الأذهان ما قبل أكثر من ألف وأربع مئة وتسعة عشر عاما عندما بايع المسلمون أبا بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين حيث قال '' في يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر ربيع الأول لسنة إحدى عشر من الهجرة بايع المسلمون الصديق أبا بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين، فكان رضوان الله عليه أول حاكم حكم المسلمين بعد وفاة نبيهم وحفلت أيام حكمه بجلائل الأعمال ومن أعظمها جمعه للقرآن، ومن بعده عمر بن الخطاب وكان من جلائل أعماله رضي الله عنه أنه دون الدواوين وأرخ بالتاريخ الهجري. ويدرك المتأمل لهذين الموقفين أن الأفذاذ من الرجال العظماء من الحكام يدركون أن هناك أصولا وثوابت ومعتقدات لا يسمح للمسلم أن يحيد عنها، وهناك قرارات يتطلبها الموقف ويفرضها الواقع فيكون للكبار الأجلاء معها شأن، ولهذا نرى في تاريخ المسلمين أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قد أمر بضرب الدنانير وصكها وقد كانت تصك وتضرب في بلاد الروم فحفظ التاريخ الإسلامي له هذا الصنيع''.
وأضاف '' وفي السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام ستة وعشرين وأربع مئة وألف من الهجرة '' أيها الملك الصالح '' بايعكم الخاصة والعامة ملكا على البلاد وخادما للحرمين وإماما للمسلمين، فأبيتم إلا أن تختاروا في منهج حكمكم الطريق الأصعب لكنه الأقرب إلى سلم المجد وهامة الشرف اقتداء بسنة الراشدين أبي بكر وعمر فكان في سياستكم أن نالت البلاد من العلو والمكانة والازدهار ما قد لا يتأتى لغيرها من الدول في عشرات السنين '' سائلا الله أن يبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين وأيام حكمه وأن يرزقه العمر المديد والعمل الصالح.
وعدد الشيخ المغامسي بعض أعمال خادم الحرمين الجليلة والتي منها أمره الملكي الكريم بإنشاء هيئة البيعة التي تأتي انتصارا للشورى في الأمر وسبب عظيم ـ بعد عون الله ـ في جمع الكلمة وتأصيل لشؤون الحكم، لتواصل المسيرة المباركة سيرها بإذن الله، وفي الدعوة إلى حوار أتباع الأديان انتصار عظيم لشموخ الإسلام مشيرا إلى أن من يفر من المواجهة ولا يقبل الحوار من علم في نفسه الضعف وامتزج ما يمليه بالباطل،
وقال '' أما دين الله فدين حق لا باطل فيه البتة فلا حاجة له إلى أعمال سرية تحاك في الظلام وتجلب الشر والفساد، وهدى أنبياء الله الوضوح وفي القصد والوسيلة، قال الله تعالى '' قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى '' وقد قيل من كان يحمل في جوانحه الضحى هانت عليه أشعة المصباح ''.وامتدح الأمر الملكي بتوسعة المسعى الذي جاء انتصارا للرأي الفقهي المراعي لمصالح المسلمين القائم على معرفة مقاصد الشرع دون أن يكون في ذلك مصادمة للنصوص الشرعية أو الحياد عنها، والأمر الملكي الكريم بتحديث آلية القضاة وإنشاء محاكم الاستئناف جاء انتصارا لحقوق الناس وعدم تأخير مطالبهم وتأجيل قضاء حوائجهم مع البقاء على الأصل العظيم وهو تحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيره، منوها بما جاء في دعوة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت إلى المصالحة العربية الجامعة بعد أن بلغ السيل الزبى وضاقت النظرة وأعجب كل ذي رأي برأيه فكان في دعوته '' أيده الله '' انتصارا للحكمة والعقل الرشيد في الأمة وفي الوقت نفسه انتصار على أهواء النفوس ونزغات الشيطان وصدق الله ''وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ''.
وعن إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عد الشيخ المغامسي إنشاء الجامعة انتصارا للعلم التقني وحاجات العرب والمسلمين إليها مؤكدا أن مثل هذه الجامعة كانت حلما عربيا وإسلاميا قصرت عنه همم القادة شرقا وغربا مع اعتراف الجميع بالحاجة الملحة لها فكان لخادم الحرمين الشريفين سبق قيامها وفضل إنشائها ـ بعد فضل الله وقال '' وقديما قيل إن العظائم كفؤها العظماء '' .
وأبرز سياسة الملك في التوسع في السياسة العامة ومنها الأمر الملكي بالتوسعة في استقطاب مرضى الأبدان وفتح المستشفيات لهم حتى أضحت البلاد مملكة للإنسانية، ويقابله التوسعة في رعاية العقول والإفهام فكانت الدعوة إلى الحوار داخليا وخارجيا والعناية بابتعاث الطلاب لينهلوا من معين العلم ورحيق المعرفة حيث كان برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي ومشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام وإلى جانب استقباله كل أسبوع علماء الأمة وتوسع دائرة هيئة كبار العلماء إيمانا منه بأن العلماء هم ورثة الأنبياء وهم أجل الأمة مقاما وارفعها منزلة، وعلى الجانب الآخر يستقبل بين الحين والآخر فئات الشباب العاملين إضافة إلى تخصيص جائزة تفوق للرياضيين وقال '' أنت ولي أمر للجميع لست لطائفة دون طائفة '' .
وقال الشيخ المغامسي '' إن الله يقدم من يشاء ويخص بعض خلقه بمزيد من رحمته وكرمه ولما أفاء الله عليك بهذه الخصال وآتاك هذه السجايا كان بديهيا أن يحبك شعبك وتفخر بك أمتك وأن يكون لبلادنا بقيادتك الريادة في الناس والصدارة في أمة الإسلام يفصح عن هذا المنصفون الصادقون ويكتمه الحاقدون الحاسدون، لكم الحقائق أكبر من أن تحجب حتى قال أحد اكبر قادة العالم السياسيين اليوم لقد جئت للرياض لأسمع وأستفيد من حكمة خادم الحرمين الشريفين ''.
ثم استأذن فضيلته، خادم الحرمين الشريفين بتجديد تهنئة أهل المدينة أميرا ومواطنين للأمير نايف بن عبد العزيز بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، واصفا الأمر الملكي الكريم لتستوي سفينة الحكم على الجودي إذ قرت بهذا الأمر الملكي الأعين واطمأنت الأنفس وقال '' سمو الأمير نايف أمير تنحني الصعاب أمام قامته وتشرئب أعناق الرجال إلى أخلاقه ومروءته فهو درع الوطن ورجل الدولة وناصر الحسبة وناشر الحديث والسنة '' وسأل الله أن يمن على ولي عهد المسلمين الأمير سلطان بن عبد العزيز بالشفاء التام وأن يعيده سالما معافى حيث اشتاقت رياض الحكم إلى مشاركته وحنكته كما اشتاق مسجد رسول الله إلى صلواته فيه وتعبده .
إثر ذلك ألقيت كلمة أهالي العيص ألقاها نيابة عنهم الشيخ محمد بن حمدان الجهني رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على ما وجده أهالي العيص من رعاية كريمة وقال '' خادم الحرمين الشريفين نقف اليوم أمامكم محملين بعبارة الشكر والتقدير والامتنان على ما حظي به المواطنون من أهالي العيص من رعاية كريمة من لدن مقامكم الكريم وحكومتنا الرشيدة أيدها الله خلال وجودهم في محافظة ينبع والمدينة المنورة إثر تعرض المنطقة لهزات أرضية متوالية، ونجدد الولاء والطاعة لكم '' .
وأضاف '' أتيناكم اليوم من مدينة التاريخ مدينة العيص تلك المدينة التي لم تغب يوما عن التاريخ منذ العصور الأولى قبل الإسلام وفي صدر الإسلام حيث كانت ممرا لعير قريش المتجهة إلى الشام فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليها سرية زيد بن حارثة ولجأ إليها الصحابي الجليل أبو بصير الزهري رضي الله عنه، والآثار التي بها وتشهد بذلك '' .
وأكد الجهني أن أهالي العيص وتوابعها صغيرهم وكبيرهم تلهج ألسنتهم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين وللنائب الثاني لما وجدوه من حفاوة وتكريم خفف مصابهم .
وتوجه بالشكر للأمير عبد العزيز بن ماجد بن أمير منطقة المدينة المنورة الذي آثر الوقوف بنفسه، بناء على توجيهات الملك المفدى، على أحداث المنطقة وزيارته العيص عدة مرات والالتقاء بالمشائخ والأهالي والوقوف على احتياجاتها وتوجيهه لجميع قطاعات الدولة بتوفير كل الإمكانات لراحة المواطنين والأمر بتوفير السكن والإعاشة المناسبة لأهالي العيص منذ بداية الأزمة.
بعد ذلك ألقى الشاعر بشير بن سالم الحربي قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين بعنوان '' قصيدة الشعب ''.
حضر الاستقبال الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة والأمراء والوزراء.