"سيتي سكيب" .. ثم ماذا ؟!
يا ترى هل هذا التساؤل موجود حينما أقيم أول معرض لـ "سيتي سكيب" في دبي، وقد كان العارضون آنذاك لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، وهل كان "سيتي سكيب" وراء تلك الأسباب التي ساعدت على تطور قطاع التطوير والعقار في دبي ومن ثم في أبو ظبي؟
إنني أرى رغم قلة العارضين في النسخة الأولى لـ "سيتي سكيب السعودية" وتحديداً في جدة وأقصد بذلك قلة العارضين نسبة إلى معارضها الأخرى المنتشرة في آسيا، ورغم صغر صالة المعارض (هذه مشكلة ستواجهنا في المستقبل القريب) إلا أن الملاحظ يرى بوادر الاستفادة من هكذا معارض ويكفي لو قلنا إن التنظيم والترتيب كان أقلها على أكمل الوجوه، مع العلم أن انطلاقة هذا المعرض في جدة هو أفضل من انطلاقته في دبي حينما أطلق أول مره، وقد تكون ظروفنا اليوم أحسن منها آنذاك.
وحول مواضيع المؤتمر فقد كانت مناسبة لوضع القطاع اليوم محلياً وإقليمياً ودولياً. ويبقى السؤال الأهم: ماذا بعد؟ هل نستطيع من خلال هذه المحافل النهوض بقطاع التطوير والعقار المحلي؟! أيمكننا استقطاب المتخصصين من شركات ومكاتب هندسية وخدمية لهذه الصناعة مراعين في الأساس تطوير الوطن وحماية شعبه كمستهلك وتحقيق أحلامه؟ ويتجلى ذلك في بيئة هذه الصناعة اليوم من تسارع عناصر منظومة التطوير العقاري من رهن عقاري وأنشطة خدمية لقطاعات المكاتب الهندسية وإدارة الأملاك والتمويل والاحتياج المتراكم للوحدات السكنية والمشاريع متعددة الأغراض والأنشطة التي تخدم النمو الاقتصادي الذي نشهد بوادره اليوم ونتطلع إليه في الغد بإذن الله.
كما أن توجه الدولة في معالجة العشوائيات وتحفيز المشاريع النوعية في الحرمين الشريفين لا يجعل أمامنا مجالا إلا أن نستفيد من تجارب غيرنا وخبرات من سبقونا مكيفين بسواعد أبناء هذا الوطن ورؤى رجالاته تلك التجارب والخبرات لتتماشى مع احتياجاتنا وتوجهاتنا.
فليتنا نستثمر هكذا محافل لينتج عنها أفكار حقيقية فاعلة وليس أحلاما ترويجية زائفة.