روبرتس: الدافع العلمي مهم للبحث في تركيب الأحماض النووية
روبرتس: الدافع العلمي مهم للبحث في تركيب الأحماض النووية
أكد البروفيسور ريتشارد روبرتس كبير موظفي الشؤون العلمية في مختبرات نيوانجلاند البيولوجية في ماساشوستس – أمريكا والحاصل على جائزة نوبل في الطب والفسيولوجي 1993م في محاضرة علمية تحت عنوان "الحمض النووي DNA: الماضي والحاضر"، أن وجود الدافع العلمي مهم للبحث في مجال تركيب الأحماض النووية والإصرار لدى العلماء في معرفة تركيب هذا الجزء الذي يلعب دورا أساسيا ومحوريا في إكساب الخلايا والكائنات الحية الصفات العامة وما يختزنه من معلومات يمكن الاستفادة منها في حل المعضلات التي تواجه البشرية مثل بعض الأمراض المستعصية وإيجاد حلول للمشكلات البيئية.
وتطرق البروفيسور روبرتس خلال المحاضرة التي ألقاها في مقر السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود الإثنين الماضي في حضور الدكتور عبد العزيز العثمان عميد السنة التحضيرية والدكتور عبد العزيز الخضيري المشرف على كرسي أبحاث DNA، إلى الجانب التاريخي الذي صاحب اكتشاف خصائص الحمض النووي وإسهامات العلماء في هذا المجال وما قاموا به من جهود أدت إلى اكتشاف التركيب الحلزوني للحمض النووي، وذلك في عام 1953م، مشيراً إلى أن أول من استطاع عزل الحمض النووي هو فردريك ميشر، وبعده اكتشف العالم فوبيس ليفين، القواعد النووية والسكر والفوسفات، وتتابعت محاولات عديد من العلماء المرموقين لوضع نموذج للحمض النووي وتركيبه، حتى تم فك الشفرة الجينية التي توضح صفات حامل الحمض النووي على يد العلماء هار جوبيند كوراما، وروبرت وهولى، ومارشال وارن نيرنبرج.
#2#
وأوضح البروفيسور روبرتس أن الحمض النووي يتكون من الناحية الكيميائية من "البوليمرات" وهي عبارة عن تجمع لمجموعة من الجزيئات الكيميائية مثل تركيب البلاستيك، ويتكون من بوليمرين طوال من وحدات بسيطة يطلق عليها "النوكليدات" لهم أساس من السكر و الفوسفات، حيث يلتصق في كل جزء سكر أربعة أنواع من الجزيئات "القواعد النووية" وهي التي تحتوى على المعلومات الجينية المشفرة "الشفرة الجينية"، وداخل النواة يوجد الحمض النووي المنقسم إلى الكروموسومات، ومن أجل أن تتكاثر الخلايا سواء في الإنسان أو أي كائن حي لابد أن تنقسم الخلايا.
وتحدث عن الحمض النووي ديوكسى ريبو نوكليك أسيد أو (D.N.A) الذي يحتوى على التعليمات الجينية التي تمثل صفات كل الكائنات الحية وبعض الفيروسات، ومهمته الأساسية تخزين المعلومات التي يحتاج إليها الجسم لبناء الخلايا مثله مثل الشفرة أو الخريطة، وتعد أجزاء الحمض النووي التي تحمل تلك المعلومات يطلق عليها الجينات، أما باقي أجزاء الحمض النووي فلها أغراض في بناء سلسلة الحامض النووي و تنظيم استعمال المعلومات، موضحاً أن الجهود التي قام بها في اكتشاف بعض خصائص الحمض النووي في الكائنات الدقيقة والأسباب هي التي أدت إلى حصوله على جائزة نوبل عام 1993م.
في السياق ذاته، فقد نظم كرسي أبحاث الدنا في جامعة الملك سعود الأحد الماضي ورشة عمل تحت عنوان "أبحاث الحمض النووي DNA: بوابة إلى اقتصاد المعرفة" بحضور الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير الجامعة ومشاركة الدكتور ريتشارد روبرتش كبير موظفي الشئون العلمية بمختبرات "نيوانجلاند بيولابز" والحاصل على جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا لعام 1993 وذلك لاكتشافه تتابعات الحمض النووي غير المشفرة وطريقة تخصير المورثات Split Genes.
حيث افتتحت الورشة بكلمة للدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود الذي تحدث عن الأهداف الاستراتيجية لبرنامج كراسي البحث حيث سعي البرنامج إلى استقطاب الفائزين في جائزة الملك فيصل العالمية وجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه وجائزة نوبل، وأكد الدكتور العثمان إن كرسي أبحاث DNA يجسد هذا الهدف الاستراتيجي 100 في المائة من خلال استقطاب الدكتور ريتشارد الحاصل على جائزة نوبل والدكتور برتراند من فرنسا، مضيفاً أن هذا الهدف يدخل في شراء الوقت واختصار الزمن في تطوير الجامعة.
وأشار الدكتور العثمان أن كراسي البحث اليوم يجب أن تنتقل من فلسفة كراسي البحث إلى نتائج كراسي البحث مشيراً إلى أن كراسي البحث هي إحدى النتائج المثمرة للشراكة المجتمعية سواء باستقطاب العلماء المبدعين أو جانب التبرعات النوعية ضارباً المثل بكرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري الذي بدأ بأهداف محددة ثم تطور ونتج عنه مؤتمر وطني كبير جداً وجائزة إقليمية سيستفيد أعضاء هيئة التدريس الفائزين بهذه الجائزة من الحوافز الجديدة لأعضاء هيئة التدريس وانتقلنا من بناء استراتيجية وطنية للمملكة إلى أن الكرسي سيسهم إسهاماً فاعلاً في وضع استراتيجية عربية للأمن الفكري بناء على تصريح الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عندما سئل في اجتماع وزراء الداخلية العرب في بيروت وأشار لهذا الكرسي.
#3#
وقال الدكتور العثمان إن الجامعة من خلال برنامج كراسي البحث لا تستنسخ التجارب العالمية بل تطورها، فالمشرفون على الكراسي هم مجموعة بحثية يجب أن يكون 50 في المائة منهم خبراء عالميون، مؤكداً أن هذا البرنامج لم يدشن ليعيش 5 سنوات، بل ليواكب عمر الجامعة المديد في المستقبل وموجهاً حديثه للمشاركين في الورشة قائلاً: "أود أن أقول لكم إنكم تنسجون قصة نجاح على أرض هذه الجامعة للتو بدأنا في السطر الأول من هذه القصة وسوف تكتمل منظوماتنا في الزمن القريب وسنرى بعض نتائجها في 2009".
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز بن علي الخضيري المشرف على كرسي أبحاث الدنا DNA أن الورشة شهدت مشاركة نخبة من العلماء الذين أسهموا في مسيرة البحث العلمي في بلادهم، مشيراً إلى أن الكرسي يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف تشمل القيام الأبحاث في مجال الدنا DNA لاكتشاف المواد والأنماط الوراثية لمختلف الكائنات الحية، البشرية وغير البشرية، الممرضة والسامة والضارة والخطرة وذات الأهمية الاقتصادية وتطوير التقنيات الخاصة بفحص وتحليل الـ DNA وتنمية فرص تسجيل براءات الاختراع في هذا المجال و دعم مسارات الدراسات العليا والتدريب المتخصص.
وأضاف أن كرسي أبحاث الدنا DNA لقي الدعم والمساندة التي مكنت فريق العمل وخلال عام من استقطاب أستاذ متفرغ للكرسي و باحثين متميزين وتأمين أجهزة علمية ونشر سبعة بحوث في مجلات ISI وتنفيذ دورات تدريبية ودعوة أساتذة زائرين وطباعة كتاب في تقنيات PCR وإطلاق موقع الإنترنت وتطوير أربعة منتجات اقتصادية يجري العمل حالياً على تسجيل حقوق ملكيتها وأخرى يجري تطويرها.
وفي ختام ورشة العمل وقعت عقود تعاون بين العلماء المشاركين وجامعة الملك سعود وذلك لتوسيع دائرة الشراكة الدولية لكرسي أبحاث الدنا DNA وبرامج الجامعة حيث وقع مدير الجامعة مذكرة تفاهم مع الأستاذ الدكتور ريتشارد روبرتش واتفاقية تعاون مع سعادة الدكتور برتراند جوردن مدير الأبحاث السابق في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، منسق ومؤسس لجينوبول مارسيل – نيس بفرنسا.
#4#
وعما حققه الكرسي من منجزات خلال الفترة الماضية فقال الدكتور الخضيري إنه تم تنظيم دورات وورش عمل تخصصية منها دورة أقيمت مطلع العام الحالي (14-16 المحرم 1430 هـ) تحت عنوان "تفاعل البلمرة المتسلسل" المعروفة اختصارا PCR وذلك بمشاركة خبراء من مصر والهند وبريطانيا كان من أبرزهم الخبيران الدوليان الدكتور جاويد مسرات أستاذ الكرسي المتفرغ والدكتور فريدريك تريبت من جامعة كيل البريطانية، حيث تناولت طرق ووسائل استخلاص الأحماض النووية وتصميم البادئات الجزيئية واستخدام البرامج الحاسوبية وأنواع تفاعل البلمرة المتسلسل وتطبيقات معملية.
وأوضح الدكتور الخضيري أن الدورة حققت أهدافها وهو نقل وتوطين التقنية الحديثة في المجتمع بما يسهم في تعزيز مفهوم مجتمع المعرفة وتمكين أعضاء هيئة التدريس والباحثين والفنيين وجميع العاملين في المختبرات الحكومية والخاصة من الإلمام بأساسيات التقنية وذلك لبناء أجزاء محددة من الحمض النووي DNA، بهدف استخدامها لتحديد البصمات الوراثية والكشف عن التغيرات الوراثية المرتبطة بالأمراض والملوثات البيئية والأغذية المعدلة وراثياً والتنوع الوراثي إضافةً إلى استخدامات أخرى عديدة.
وأوضح الدورة كان لها دور بارز في تعريف أعضاء هيئة التدريس والباحثين والفنيين وجميع العاملين في المختبرات الحكومية والخاصة بأساسيات التقنية لبناء وإكثار أجزاء محددة من الحمض النووي DNA بهدف استخدامها لتحديد البصمات الوراثية والكشف عن التغيرات الوراثية المرتبطة بالأمراض والملوثات البيئية والأغذية المعدلة وراثياً والتنوع الوراثي إضافةً إلى استخدامات أخرى عديدة.
واستطرد: "تساعد تلك التقنية في زيادة المعرفة حول الخصائص والمعلومات التي تحتويها الأحماض النووية من مختلف الكائنات الحية ومن مختلف البيئات ما يعزز من فرص تحويل تلك المعلومات إلى قيمة اقتصادية تتمثل في استخدام تلك المعلومات ووسائل الكشف والفحص المعتمد على هذه التقنية خاصة وأنها أحدثت نقلة نوعية في أبحاث الحمض النووي DNA".
وحول الخطة المستقبلية للكرسي قال الدكتور الخضيري: "إنه تم وضع خطة تؤدي إلى التكامل بين أنشطة الكرسي المختلفة بهدف خدمة المجتمع من خلال خمسة محاور أساسية تتمثل في تنفيذ مشاريع الأبحاث في مجال الأحماض النووية وتطوير التقنيات الخاصة بفحص وتحليل الأحماض النووية وتنمية وزيادة فرص تحقيق وتسجيل براءات الاختراع ودعم مسارات الدراسات العليا والتدريب المتخصص وتقديم الاستشارات والخدمات الفنية للقطاعين العام والخاص.
والجدير بالذكر أن جامعة الملك سعود تهدف من إنشاء هذا الكرسي لدعم الأبحاث المتعلقة بأدق تفاصيل حياة الكائنات الحية وفي مقدمتها الإنسان، لمحاولة إيجاد وحدة متقدمة لتقديم تعليم وأبحاث نوعية في مجال الدنا DNA لخدمة الاقتصاد الوطني، حيث تسعى من خلالها إلى إنشاء وحدة متقدمة للقيام بأبحاث في مجال المواد والأنماط الوراثية ذات الأهمية التطبيقية تجارياً واكتشاف التغيرات الوراثية ذات الأهمية الاقتصادية والطبية لمختلف الكائنات الحية وتطوير التقنيات وتقديم برامج تعليمية للدراسات العليا والتدريب وتقديم الاستشارات الفنية بما يعود بالنفع على المجتمع بالنمو والتقدم.
وتهدف الجامعة كذلك لدعم الأبحاث في مجال الدنا DNA لاكتشاف المواد والأنماط الوراثية لمختلف الكائنات الحية البشرية وغير البشرية، الممرضة والسامة والضارة والخطرة وذات الأهمية الاقتصادية، إضافة إلى تطوير التقنيات الخاصة بفحص وتحليل DNA وتنمية وزيادة فرص تحقيق وتسجيل براءات الاختراع وتسويقها تجارياً، إضافة إلى دعم مسارات الدراسات العليا والتدريب المتخصص وتقديم الاستشارات والخدمات الفنية للقطاعين العام والخاص.