العمل بين الكفاءة والثقة

العمل يتطلب عديدا من الأركان والصفات التي تحقق أهدافه وتنفذ مشاريعه وتوجهاته وينظر المختصون في هذا المجال إلى عديد من المتطلبات الأساسية للقائمين على تلك المؤسسات العاملة في مختلف القطاعات, سواء الحكومية أو الخاصة أو الأكاديمية وغيرها , والمتطلبات سواء كانت شخصية أو علمية أو عملية. ويكون الحرص والدقة في اختيار القيادات السياسية أو الفكرية أو التنفيذية وفقا لمعايير كثيرة يأتي من أهمها الكفاءة ثم الثقة ثم الولاء .
الكفاءة عنصر ومعيار مهم لاختيار العامل المطلوب, خصوصا في السلم العملي الأعلى, لأن الكفاءة مطلب ضروري حتى تستطيع المؤسسة تحقيق الأهداف والتوجهات المرسومة لها أو المطلوبة منها, ولهذا يقال إن الكفاءة أساس في حسن الاختيار على أن الكفاءة وحدها لا تكفي لحسن الاختيار, لأن الكفاءة وحدها قد لا تحقق المطلوب إذا لم تكن محل ثقة المسؤول الأعلى وهنا يأتي الربط بين الكفاءة ثم الثقة والكفاءة والثقة تحتاجان إلى الولاء, والولاء في الغالب هو للجهاز الذي يعمل فيه المسؤول المطلوب, لأن الولاء للجهاز يدفع العاملين فيه للإبداع والتطوير.
إن الترابط الأساسي بين الكفاءة والثقة والولاء ترابط إلزامي لتحقيق الإنجاز الأفضل والتميز المطلوب, ويكون الخطأ واضحا عندما تتقدم الثقة على الكفاءة بمعنى أن يصبح الاختيار وفقا لثقة المسؤول في الشخص المطلوب أكثر من كفاءته وتؤخر هنا الكفاءة بمعنى ألا يتم البحث عن الشخص الكفء ثم محل الثقة وإنما يتم البحث عن الثقة غير الكفء فلا يستطيع تحقيق المطلوب وإنما يصبح عبئا على من اختاره لأنه لا يستطيع تحقيق الأهداف بما يضطره للرجوع في كل صغيرة وكبيرة للاستفسار وطلب الرأي والمشورة, وهنا يمكن أن يفقد مع الزمن الثقة المطروحة فيه لأن كفاءته لم تساعده على دعم الثقة به.
الكارثة عندما يتقدم الولاء إلى الصف الأول من الصف الثالث, ويصبح هو المعيار للاختيار, خصوصا عندما يكون الولاء للأفراد وليس للمؤسسات بمعنى أن الشخص المختار يكون ولاؤه لمن اختاره دون أن يملك الكفاءة المؤهلة لهذا الاختيار, كما أنه لا يملك الثقة بنفسه لتحقيق المطلوب فيصبح عبئا ثقيلا على من اختاره ومصيبة أكبر على من يعمل معه وله .
العلاقة التسلسلية بين الكفاءة والثقة والولاء علاقة لا يمكن أن تكون متوازية أو متغيرة التسلسل لأن التوازي أو تغيير التسلسل يعكس المعادلة المطلوبة للإنجاز بمعنى بدلا من أن يكون الإنجاز نحو الأفضل ينعكس ذلك بشكل يصبح معه الإنجاز متخبطا بين الإيجابيات والسلبيات, وفي الغالب تكون السلبيات أكبر وأثرها أسوأ, ولهذا, فإننا عندما نحضر الأمثلة التي يمكن تطبيق هذا التوجه عليها نعرض أكثر العطاء, سواء كان إيجابياً أو سلبياً أو تدميرياً.
الكفاءة وحدها لا تكفي لتحمل المسؤولية مهما كانت تلك الكفاءة, خصوصا في الأعمال التي تتطلب التأثير والعمل الوطني, وهذا يجعلها تحتاج إلى ارتباطها بالثقة في تلك الكفاءة, الثقة التي تجعلها قادرة على تخطي العقبات البيروقراطية وتعطيها مساحة أوسع للتحرك والإنجاز دون الحاجة إلى كثرة العروض والشروح, وعندما يضاف الولاء للكفاءة والثقة, فإننا بذلك نحقق المعادلة التي نحتاج إليها في القيادي الناجح, كفاءة لأداء العمل وثقة للقيام به, كما يجب ولاء للمؤسسة والعاملين فيها بما يضمن عدم الخيانة لها أو لهم, ومحافظة على أسرارها وأعمالها بما يمنحها ثقة المجتمع بها.

وقفة تأمل:
عليك بالصبر والإخلاص في العمل
ولازم الخير في حل ومرتحل
وجانب الشر واعلم أن صاحبه
لا بد يجزاه في سهل وفي جبل
وأثبت ثبات الرواسي الشامخات ولا
تركن إلى فشل في ساعة الوهل
وكن كرضوى لما يعروك من نوب
ولا تكن جازعا في الحادث الجلل
واصبر على مضض الأيام محتملا
ففيه قرع لباب النجح والأمل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي