سائق تاكسي المطار .. 65 عاما لم يركب طائرة

سائق تاكسي المطار .. 65 عاما لم يركب طائرة

أضحت الحاجة المادية والسعي لطلب الرزق هاجسا مؤرقا لدى البعض، حتى إن انطوت على ممارسته عقوبات قانونية أو شروط جزائية على شكل غرامات أو احتجاز، فضلا عن عدم وجود ارتباط أو "هواية" بين الممارس للعمل ومجال عمله.
أبو علي رجل مسن لا يحب ركوب الطائرات ولم يعتد التواجد في المطارات، إلا أنه أصبح من أشد المهتمين بمواعيد الرحلات الدولية والداخلية، ما جعله يستعين بالجداول الخاصة بتلك الرحلات القادمة إلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة بشكل يومي ويقبع في الانتظار في ساحات المطار ساعات دون أن تطأ قدماه أي طائرة.
ولعل عشق ذلك المسن البالغ من العمر 65 عاما، تجاوز المعقول بحبه الرحلات دون أن يستقل أي طائرة منذ صغره، إلا أنه ما زال يواصل سيره اليومي نحو مطار الملك خالد، بحثا عن زبون أو راكب يوصله إلى منزله وعلى سيارته الخاصة "وانيت "مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز في أغلب الأحيان مائة ريال، وفقا لموقع منزل الراكب والقادم من تلك الرحلة الجوية.
يروي المسن أبو علي قصته، التي ـ على حد قوله ـ يصفها بالمسيرة الشاقة بسبب قدومه إلى المطار، الذي يبعد عن منزله قرابة 70 كيلو مترا وذلك بحثا عن راكب ليحصل على قوته وقوت أسرته المكونة من عشرة أفراد وجميعهم لا يعملون.
ويضيف أبو علي أنه لا يحب الطائرة ولا ركوبها رغم أن عمره تجاوز ستة عقود، حيث إنه لم يتجرأ منذ صغره أن يركبها نتيجة الخوف الذي يعتريه، مضيفا أنه في يوم من الأيام أثناء ذهابه إلى المطار مصطحبا أحد الركاب من وسط البلد وأثناء عودته شاهد كثيرا من الركاب يريدون أجرة لتقلهم إلى منازلهم، بعدها بدأت الفكرة بأن يتجه بشكل يومي إلى المطار للبحث عن زبائن وركاب وذلك بسبب ارتفاع المبالغ التي يدفعونها أثناء إيصالهم إلى منازلهم.
ويوضح أبو علي أن ذلك المشروع الشاق بدأ منذ قرابة عشر سنوات, حيث وجد خيرا كثيرا من ذلك العمل المتعب والشاق، موضحا أنه بعد فترة وجيزة أصبح يستعين بجداول الرحلات الدولية من أحد أقاربه حتى يتمكن من اصطياد زبائنه دون الانتظار الطويل والممل في صالات الانتظار الخارجية.
وحول معرفته أن ذلك العمل يرفضه رجال المرور، قال أبوعلي: إنه يجد الربح الوفير والمال الكثير وإنه يعلم أن ذلك ممنوع، إلا أنه يبرر عمله كونه مسنا ويعول أسرة كثيرة الأفراد وجميعهم صغار.
وعن أسلوبه في العمل يقول أبو علي إنه يقف في ساحات المطار وإذا شاهد شخصا يحمل شنطا، يقدم له المساعدة في الإيصال لأي موقع، ثم إذا وافق الزبون يرافقه إلى المواقف الخاصة بالمركبات".

الأكثر قراءة