16 مليارا قيمة عقود مشاريع سكك الحديد في المرحلة المقبلة

أكد المهندس عبد العزيز الحقيل رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن المؤسسة العامة تسعى إلى جعل النقل عبر سكة الحديد ركيزة أساسية في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والتعليمية، مشيرا إلى إدراك الحكومة السعودية هذا المطلب وإصدارها عدداً من القرارات المهمة في مقدمتها موافقة المجلس الاقتصادي الأعلى على برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية، الذي يتكون من مشروع قطار الحرمين السريع ومشروع الجسر البري ومشروع قطار الشمال- الجنوب.
وراهن الحقيل على الدور الكبير الذي ستحتفظ به المؤسسة في المستقبل في المجالين السياحي والاقتصادي، خاصة بعد تنفيذ مشاريع التوسعة حيث يؤكد ذلك حجم الطلب المتنامي في هذين القطاعين، واتجاه الحكومة إلى فتح مزيد من الاستثمارات لدعمهما.
#2#
أظهرت الإحصاءات الأخيرة للمؤسسة، وفقا للحقيل، مستوى عاليا من النمو في أعداد الركاب المنقولين في مواسم الإجازات والعطلات الرسمية، إذ بلغ عدد المسافرين بالقطار من جميع المحطات خلال إجازة النصف الدراسي الأخيرة (لمدة 10 أيام) أكثر من 50,400 راكب، بمعدل يومي يزيد على خمسة آلاف راكب. وتؤكد هذه النتائج أن القطار يمثل أحد أهم روافد إنجاح برامج السياحة الداخلية. وتعتبر المؤسسة نفسها شريكاً رئيساً مع الهيئة العليا للسياحة والآثار في التعريف بالبيئات والأنشطة السياحية والترويج لها، من خلال مشاركتها في عديد من الفعاليات والمعارض التي تنفذها الهيئة.
وقال الحقيل في ورقة عمل قدمها خلال ملتقى التنمية السياحية والعقارية الخامس في المدينة المنورة: منذ اللحظة الأولى التي وضع فيها الملك عبد العزيز أول حجر أساس لشبكة الخطوط الحديدية في المملكة في ستينيات القرن الماضي؛ ارتبط مفهوم النقل السككي في المملكة بالتنمية الاقتصادية، حيث استهدفت الفكرة في بداية تكوينها نقل بضائع شركة أرامكو السعودية من ميناء الدمام إلى مستودعاتها في الظهران، غير أن الرؤية الثاقبة التي كان يتميز بها المؤسس دفعت بالفكرة لتتمدد بربط المنطقة الشرقية بالعاصمة الرياض حيث كان يؤثر عن الملك عبد العزيز:"لا يطور بلادنا إلا سكة الحديد".
#3#
وأضاف الحقيل": رغم أن المملكة خلال مرحلة التأسيس للخطوط الحديدية لم تشهد نشاطاً في القطاع السياحي يرقى إلى مستوى برامج سياحية متكاملة، إلا أن التطوير الذي شهدته المؤسسة العامة للخطوط الحديدية هيأ لنقلة على هذا المستوى، فانتقلت المؤسسة من ناقل للبضائع إلى مشارك رئيس في نقل الركاب بين المدينتين اللتين يتركز فيهما نحو40 في المائة من إجمالي سكان البلاد، و?? في المائة من النشاط الاقتصادي، وعزز هذا الانتقال المزايا التي يتفرد بها النقل بواسطة القطار.
وأشار الحقيل إلى توقيع المؤسسة أخيرا على عدد من العقود بقيمة تتجاوز 16 مليار ريال، منها عقد تنفيذ المرحلة الأولى من قطار الحرمين الشريفين بقيمة 6.7 مليار ريال، وعقد الإشراف على تنفيذ المشروع بقيمة 360 مليونا، وعقد لتصميم محطات القطار بقيمة 142 مليون ريال، إضافة إلى عقود ثلاثة بقيمة 9.4 مليار ريال لتنفيذ مشروع قطار الشمال/ الجنوب.
#4#
وأشار الحقيل إلى أن مشروع قطار الشمال / الجنوب، يهدف إلى ربط شمال المملكة بالرياض ويخدم عمليات نقل خام الفوسفات من منطقة حزم الجلاميد، ونقل خام البوكسايت من منطقة الزبيرة إلى رأس الزور على ساحل الخليج العربي مما يمهد لنشوء منشآت صناعية جديدة بالاستفادة من هذه المواد. ورغم أن النشاط الرئيس لهذا المشروع هو نقل المعادن من الشمال إلى الجنوب إلا أن جزءاً من نشاط هذا الخط سيخصص لنقل الركاب.
وأوضح الحقيل أن عددا من الشركات تعمل على تطوير مشروع خط الركاب الذي يمتد على مسافة 480 كيلومترا بين تقاطع الزبيرة ومطار الملك خالد الدولي في الرياض ومن شأن هذا المشروع الذي يصل إلى الحدود الأردنية أن يمهد الأرضية اللازمة لربط شبكة الخطوط الحديدية في المملكة بشبكة الخطوط الحديدية في الأردن ومنها إلى عدد من الدول العربية والإقليمية والدولية.
وأشار الحقيل إلى مشروع الجسر البري وهو خط حديدي بطول 950 كلم، يربط ميناء الملك عبد العزيز على الخليج العربي بميناء جدة الإسلامي على البحر الأحمر، مع وصلة تربط الشبكة بميناء الجبيل، ويتوقع أن تصل أعداد الحاويات المتداولة على الجسر البري في عام 2015م إلى أكثر من 700 ألف حاوية نمطية أي أن ما مجموعه ثمانية ملايين طن من المشحونات ستتدفق إلى أسواق المملكة والدول المجاورة، وبالنسبة لنقل الركاب فمن المتوقع أن يخدم خط (الرياض - جدة - مكة) وخط جدة - الرياض وخط جدة - الدمام ملايين الركاب سنوياً.
ولفت رئيس الخطوط الحديدية إلى مشروع قطار الحرمين السريع، وهو خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كلم، تربط المدينة المنورة بمكة المكرمة عن طريق جدة مروراً برابغ على ساحل البحر الأحمر ويخدم هذا الخط بشكل أساسي حركة السياحة الدينية حيث يفد إلى الأماكن المقدسة في الوقت الحاضر أكثر من أربعة ملايين ونصف مليون سائح. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بعد 25 عاما ليصل إلى أكثر من 14 مليون سائح سنوياً بحيث تتولى قطارات حديثة تتجاوز سرعتها 300 كلم في الساعة تأمين تنقلاتهم بين مدينتي جدة ومكة المكرمة في مدة لا تزيد على نصف ساعة فقط، وجدة إلى المدينة المنورة في حدود ساعتين.
وسـيوفر المشروع عند اكتماله وسيلة نقل غير مسبوقة في الشرق الأوسط وخدمة سـريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين، كما سيشكل إضافة مميزة لمشاريع التطوير، التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر المقدسة، ويضـع المملكة في مصاف الدول التي تقـدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة.