التوقيت الصيفي للمملكة 6 صباحا = 8 صباحا

من أهم أسس النجاح للفرد والمنشأة والمجتمع هو مقدرته على تنظيم أشيائه وأوقاته لتخدم أهدافه. فالفوضى في إدارة الأشياء والأوقات تعد من أهم معوقات النمو والتنمية والنجاح.. وكلما كان الفرد والمنشأة والمجتمع أكثر مقدرة على التنظيم والتخطيط كلما حقق نجاحا أكثر في تحقيق أهدافه وتطلعاته.
ونحن في استقبال الصيف وفترة النهار الطويل نحتاج إلى إعادة طريقة حسابنا وتوقيتنا لساعاتنا اليومية كما تفعل الدول المتقدمة بتحديد توقيت صيفي وآخر شتوي للاستفادة من ساعات النهار والضوء والتبكير الفطري للكون والكائنات الحية التي تستيقظ وتنشط استعداداتها مع ساعات الفجر والإشراق والصباح الأولى، وتبدأ فطريا بالميل إلى الدعة والراحة والخمول في الساعات المتأخرة من اليوم. ونحن في وطننا السعودي نضيف إلى هذه الأهمية الفطرية الكونية لتعديل الساعات الصيفية أهمية واقعية أخرى وتتمثل في مراعاة المؤسسات القيمية الداعمة للتنمية والنجاح، ألا وهي مواعيد الصلوات المرتبطة بالتغيرات الكونية اليومية ابتداء من صلاة الفجر التي تنتقل نحو ساعتين من 5:30 صباحا في الشتاء لتصبح 3:30 صباحا في الصيف. وحيث إن التركيز على تقوية هذه المؤسسات القيمية (الصلاة أحد أهم أركانها في المجتمع الإسلامي) يدفع النجاح والنمو والتنمية لأي مجتمع فلابد إذا من أن تكون الحاجة ملحة لنا لمواءمة تواقيت ساعاتنا لتتغير من نظام توقيت شتوي إلى نظام توقيت صيفي بمقدار ساعتين أو ساعة على أقل تقدير. هذا التعديل مهم جدا لتجنب التضارب مع المتطلبات الفطرية والكونية والقيمية لكي لا تصبح حياتنا اليومية مزدوجة أو مشتتة أو غير مفعلة لاستخدام كامل لطاقاتنا.
وإذا كان معظم المواطنين في مختلف أرجاء المملكة ولله الحمد حتى اليوم يحرصون على أداء الصلوات في أوقاتها فإن استيقاظهم لصلاة الفجر في الساعة 3:30 صباحا (حسب نظام التوقيت الحالي) ثم انتظارهم إلى الساعة 6:00 صباحا للمدارس و 7:00صباحا للأعمال يجعل الأمر مرهقا لهم ومشتتا لترتيب برامجهم الحياتية العملية والمدرسية لتتواءم مع المتطلبات الكونية الفطرية والقيمية.
لذلك ننادي مجلس الشورى وأهل الحل والعقد في مجتمعنا باللنظر في ضرورة اختيار نظامين للتوقيت الشتوي والصيفي والإيعاز إلى جهات الدراسات الخاصة والعامة لعمل رصد لتأثير نظام توقيت واحد طول السنة مقارنة بتأثير استخدام نظامين للتوقيت خلال السنة في الإنتاجية ورفاهية المواطنين.
وقبل إجراء دراسات أو أبحاث علمية فإن مجرد التأمل المنطقي والنظر الواعي في جدوى استخدام نظامين للتوقيت مقارنة بنظام واحد للتوقيت سيكون موحيا بعظيم الإثر الإيجابي. فمن الآثار الإيجابية ما اشرنا إليه أعلاه من ارتفاع إنتاجية أول النهار (الدافع الكوني) والدافع القيمي (الموجود في صلاة الصبح) وعدم التضارب والازدواجية (وبالتالي الفوضوية) بينهما وبين نظام الدراسة والعمل. يضاف إلى هذه الآثار الإيجابية مكاسب أخرى منها العودة المبكرة من المدرسة والعمل قبل استفحال أثر الحرارة وتمكن فئات المجتمع من الراحة والاستجمام في الظهيرة قبل انطلاقهم مرة أخرى لفعالياتهم الاجتماعية والإنتاجية المسائية والعائلية في وقت المساء المبكر، وهذا سيسهم أيضا في استعدادهم للنوم المبكر وبالتالي إنتاجيتهم العالية صباحا ومساء وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي