شاب الـ 16 ربيعا يتكفل بأسرته بعد إيقاف راتب والده

شاب الـ 16 ربيعا يتكفل بأسرته بعد إيقاف راتب والده

رغم أنه لم يتجاوز 16 عاماً إلا أنه استطاع أن يتكفل بمصروفات منزل أسرته، من خلال عمله في إحدى الأسواق الكبرى كمشرف لخدمات العملاء. ولم يقف الأمر عند ذلك بل استطاع إقناع شقيقه للعمل معه في السوق نفسه لأجل أن يقوما بتوفير "لقمة العيش" لأسرتهم.
يقول الشاب عبد الكريم بن منيف إن الظروف وحدها هي من جعلته يختار العمل في الأسواق، مضيفاً كان والدي هو من يقوم بتوفير احتياجات المنزل من خلال عمله في إحدى الشركات إلا أن أمراً لم يكن في الحسبان نتج عنه سوء تفاهم بين والدي والشركة التي يعمل بها مما جعلهم يوقفون راتبه، لافتاً إلى أنه فور علمه بإيقاف راتب أبيه قرر أن يخوض تجربة العمل في الأسواق ومخالطة الجمهور رغم ضعف خبرته، إلا أنه مع مرور الأيام استطاع أن يثبت جدارته بالعمل من خلال الارتياح الذي تبديه له الإدارة المشرفة على عمله.
وأكد عبد الكريم أنه في بداية الأمر كاد أن يترك الوظيفة بسبب عدم ارتياحه لأجواء العمل إلا أنه أصر على تكملة المشوار لأجل تعويض الأسرة عن راتب والده الموقوف، وأضاف رغم أنني ما زلت أواصل تعليمي في المرحلة المتوسطة (الكفاءة) إلا أنني استطعت أن أكسب ثقة زبائن السوق من خلال تعاونهم معي ومساندتهم لي، مما قلل من الإرهاق الذي أواجهه جراء انحصار برنامجي اليومي بين المدرسة والمنزل والسوق.
وحول تأثر دراسته نتيجة عمله في أوقات المساء قال لقد واجهتني الكثير من المتاعب لأن أوقات النوم بالنسبة لي تكون قليلة إذا تمت مقارنتي بزملائي الطلاب، مضيفاً لك أن تتخيل أنه بعد ذهابي للمنزل بعد الانتهاء من العمل في الساعة 12 ليلاً، أقوم بتناول وجبة العشاء ثم النوم مباشرة عند الساعة الواحدة ليلاً ثم أصحوا في الساعة السادسة صباحاً لأجل الذهاب إلى المدرسة مما قلل من فرص الراحة لدي، مشيراً إلى أن أكثر معلميه طالبوه بترك العمل لأجل أن يحافظ على مستواه الدراسي إلا أنهم بعد علمهم بالظروف التي تواجهه أيدوا بقاءه في وظيفته لأجل المصلحة العامة.
وأوضح عبد الكريم بن منيف أنه واجه الكثير من المواقف الصعبة نظير عمله في السوق من خلال بعض الزبائن الذين لا يقدرون الشباب السعودي، وأضاف لقد تلفظ علي أحد الزبائن بألفاظ غريبة نظير عدم تطبيقه للتعليمات الصادرة من السوق، رغم أنني لم أخطئ في حقه إلا أنه رفض الانصياع لحديثي، مما اضطرني لتحويله للمشرف المناوب، لافتاً إلى أن هذا الحديث لا ينطبق على جميع الزبائن، بل إن هناك الكثير منهم يحترمون الشباب السعودي ويثنون على تعاملهم معهم كثيراً.
من جهته أثنى محمد عشماوي المشرف المناوب في السوق على العمل الذي يقوم به الشاب عبد الكريم بن منيف وقال: رغم صغر عمره إلا أنه يقوم بأعمال لا يقوم بها من سبقوه في العمر، مضيفاً لم يسبق لي أن لاحظت عليه التهاون، كما لم يسبق لي أن شاهدته يتلفظ على الزبائن بألفاظ غير أخلاقية، رغم ما يتعرض له في بعض الأحيان من مضايقات جميعها من بعض الأشخاص الذين لا يقدرون عمل الشباب السعودي.

الأكثر قراءة