مغاسل سيارات تغري " بالماء الحلو" بين الحلوق الجافة !
بالرغم من أزمة المياه والانقطاع المتكرر الذي عانته بعض أحياء الرياض خلال الأيام الماضية، إلا أن مغسلة سيارات شرق العاصمة لم تبال بهذه الأزمة التي يعانيها سكان الحي، و قدمت عروضها على واجهة المحطة لجلب الزبائن، وتشير اللافتة إلى غسل السيارات بالماء الحلو المعد للشرب، وبسعر لا يتجاوز عشرة ريالات.
غسل السيارات بالماء الحلو في هذه المغسلة آثار تساولات ودهشة بعض سكان الحي الذين يعانون شح المياه وانقطاعها من منازلهم، حيث ذكروا في حديثهم لـ"الاقتصادية" أنهم اضطروا إلى الاصطفاف أوقات طويلة في منافذ بيع المياه، بينما تقوم المغسلة بغسل السيارات بالماء الحلو وتفاخر بتقديمها هذه الخدمة.
يقول محمد الراجحي أحد سكان الحي:" فوجئنا حينما قدمت إحدى المحطات القريبة من الحي بتقديم عرضها بغسل السيارات بالماء الحلو رغم معاناتنا المستمرة من انقطاع المياه، فنحن نحتاج إلى الماء للطبخ والوضوء..، وفي ظل حاجة قاطني الحي إلى قطرات الماء، تثيرنا نحن سكان الحي هذه المغسلة بغسلها السيارات بالمياه المعدة للشرب، وصرف كميات كبيرة من المياه في غسل السيارات بأسعار رخيصة".
#2#
وطالب الراجحي الجهات الرقابية المسؤولة بوقف مثل هذه التجاوزات، وتطبيق الغرامات، فكيف يسمح لهذه المغاسل باستهلاك كميات كبيرة من المياه في غسل المركبات بالمياه الحلوة المعدة للاستخدام البشري في حين أن كثيراً من الأحياء في الرياض تعاني شح المياه؟ وبينً أن قطر تفرض غرامة تقدر بعشرة آلاف ريال عقوبة استخدام مياه الشرب في غسل السيارات.
"الاقتصادية" توجهت إلى المغسلة ورصدت الإعلانات التي تشير إلى غسل السيارات بالماء الحلو، واستفسرت من أحد عمالة المغسلة من الجنسية الإفريقية الذي أوضح أن صاحب المغسلة يقوم بتعبئة خزانات المياه بالمياه الحلوة عند خلو خزان المياه.
يشار إلى أن الشؤون البلدية والقروية أصدرت تعميما، وجهته إلى أمانات المناطق تنص على ضرورة التزام مغاسل السيارات بتفعيل الفقرة الخاصة بتناسب حجم خزانات الصرف مع كمية المياه المصروفة، من لائحة محطات الوقود والغسل والتشحيم، وإلزام أصحاب مغاسل السيارات داخل المدن وخارجها بعمل وحدات لتدوير المياه المستخدمة، لإعادة استخدامها مرة أخرى في غسيل السيارات، إلى جانب تفعيل الاشتراطات البيئية والصحية من لائحة محطات الوقود فيما يتعلق بطريقة تصريف مياه الغسل. ويأتي صدور التعميم في إطار حرص وزارة الشؤون البلدية والقروية، على تنظيم مغاسل السيارات داخل محطات الوقود، والمحافظة على ترشيد استهلاك المياه، بعد ملاحظة اعتمادها في تنظيف السيارات على قوة اندفاع المياه، إضافة إلى تسرب الزيوت والشحوم من تلك المغاسل إلى شبكات الصرف الصحي، وما يسببه من أضرار بالغة على محطات المعالجة.