أعظم أفعى

أعظم أفعى

خالص جلبي

في آخر يوم من السنة الميلادية 2003م أعلنت إندونيسيا أن الفلاحين في جزيرة جاوا اصطادوا الأفعى الأعظم حتى الآن. وهي من نوع البيثون الشبكي وهي من فصيلة الأناكوندا نفسه وطوله نحو 49 قدما أي 16 مترا ونيف (بالضبط حسب الأسوشيتد بريس 48 قدما و8 إنشات) ووزنها 900 رطل أي أكثر من 400 كيلوجرام (بالضبط 983 رطلاً). وحسب المقاييس العالمية للأفاعي فلم يتجاوز طول أعظم أفعى حتى الآن أكثر من 32 قدما و402 رطل وهي محفوظة في بورما. (عشرة أمتار ونصف و 180 كيلوجرماً). والأفعى المذكورة عثر عليها في أحد المستنقعات من قرية كوروج سيو ولم تعلن البلدية النبأ إلا بعد عدة أيام فاحتشد جمهور غفير لرؤية الأفعى العملاقة. وهذه الأفعى تهاجم الإنسان ويمكن أن تبتلع آدمي بضربة واحدة. والتي عثر عليها حالياً تتغذى بأربعة كلاب في الشهر الواحد. وشاهدت برنامجا يعرض أنواعا ضخمة من هذه الأفاعي يصطادها الأهالي في إفريقيا بطريقة عجيبة حيث يدخل أحدهم قدمه في الجحر فتلتقم الأفعى القدم ثم تبدأ في إدخال بقية الجسم فينتبه الصيادون فيخرجون الآدمي مع الأفعى الممسكة بالقدم ثم يبدأون في قتل الأفعى واستخراج فخذ الرجل من بين الفكين. والأفعى تعيش زاهدة فيكفي أن تزدرد فريستها ثم تبقى لفترة طويلة تعيش على هذه الوجبة التي قد تستمر الأشهر الطوال. وفي مدينة يينا في ألمانيا قاموا بدراسة عملية الازدراد تحت الأجهزة المتقدمة مثل السونار والأشعة السينية والتصوير النووي الشعاعي؛ فعرف عنها أنها قد تبتلع ما هو أكثر من وزنها. وعندها جهاز من نوع الهضم المتسارع (التوربو Turbo) حيث تتوسع الأعضاء الداخلية إلى الحد الأقصى بما هو أشد من عمل المتسابقين في سباق المائة متر. ويقول (ستارك) الإخصائي في علم الحيوانات من جامعة يينا في ألمانيا إنها تتحمل العمل الأعظم ولا تبلع الحيوانات وهي ترفس بل تقوم بخنقها بالأول لعدة دقائق ثم تقوم بازدرادها من الرأس حتى لا تختنق بالحلق. وابتلعت أفعى البثون يوما طفلا في جنوب إفريقيا وعمره 13 سنة بالكامل حيث شدته من الربلة ثم قامت بازدراده تدريجيا ولم ينتبه له أهل القرية إلا متأخرين بعد عشرين دقيقة حيث كان قد فارق الحياة. وأول ما يذوب في حموضة المعدة فيتحول إلى مرق الجمجمة ثم بقية الجسم خلال يومين ثم تنتفخ الأمعاء نحو ثلاث مرات أكثر من طبيعتها وفي ساعات مما يحول جسم الأفعى إلى محدب منتفخ بما يناسب شكل المبتلع. وأثناء الإدخال في الفك تلجأ الأفعى إلى خلع فكها بكل بساطة ثم إعادة إرجاعه إلى مكانه الطبيعي. وخلال أسبوع يتم هضم الحيوان. وأثناء الهضم يتسرع القلب والتنفس مما يزيد الحاجة إلى الأكسجين أربعين مرة. ويعد هذا الرقم قياسيا يحققه خيل السباق ولكن لدقائق وليس لأيام كما هو عند أفعى الأناكوندا والبيثون؟ ونصف الكالوري المستهلك يذهب في عملية الهضم. وبسبب تفسخ الجثة وسموم البدن المبتلع فقد تموت الأفعى. وذكرت مجلة در شبيجل الألمانية (العدد 52\1998\ص181) أن علماء الحيوان في يينا قاموا بتجربة مثيرة فأطعموا الأفاعي الصغيرة بدلاً من عادتها وهي ازدراد أربع أرانب في العام أي وجبة ثقيلة كل أربعة أشهر فقاموا بتبديل طريقة غذائها بتدليلها فقدموا لها وجبة شهية من فأر كل يومين ففشلت التجربة ولم تعد تستطيع البلع؟ واكتشف علماء يينا أن السبب هو الغشاء المخاطي عندها الذي يتأثر بشدة بعد كل وجبة ثقيلة. مما يجعلها تصوم الأشهر ذوات العدد بعد كل وجبة للترميم. والموت بالجوع غير وارد عند الأفاعي فيمكن أن تصوم لمدة سنة كاملة بعد وجبة جيدة؟ وليس مثلنا لمدة ساعات؟ والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير.

الأكثر قراءة