سلاحف الصحراء

[email protected]

الفصل الأول:
ماذا تريد؟ هل هناك معرفة وعلم بما هي مسؤولية البلديات والأمانات البلدية ؟ وما هو عمق المعرفة بالمسؤولية، وهل مسؤولو البلديات والأمانات البلدية يشعرون ويعلمون بمدى مسؤولياتهم لتكوين المدينة؟ وهل فقط الأمين ورئيس البلدية هو المسؤول؟ وهل يستطيع مسؤول أن يعمل وينفذ من دون تفهم وتجاوب سريع وهادف من الخط الأول التنفيذي؟ ولماذا دبي وأبو ظبي (والمدن المجاورة) أكثر نظافة وترتيباً وتنسيقاً؟ كيف يعملون؟ وكيف يفكرون؟ وكيف ينفذون؟ وهل قيم الأمانة والإخلاص عندهم جزء من تربية أبنائهم؟ أم تداخل عمل النساء والسيدات في مجتمعهم له جزء من رفع شؤون الفكر الإداري والائتمان والإخلاص التنفيذي؟ هل إدارتهم التنفيذية لها موجة خاصة تضبط على السرعة مع الإتقان؟
إن في جدة وبعض مدن المملكة الكثير والمتسع الكبير لتطبيق التطوير والنمو. وأساس الوضع هو العنصر ونقصد بالعنصر الإنسان (المقيم المواطن والساكن المواطن) السعودي وغيره، إذ إنه مهما كانت الكفاءات القيادية قادرة على التنفيذ والنمو والتوجيه إلى المسار السديد فإنها في ظل نوعية وثقافة وتربية العنصر الموجود في معظم شوارع وأحياء وضواحي المدينة السعودية تبدل ضعيف مقياس الجهد، ولم لا يستطيع قائد المنظومة الوصول إلى حصد ثمار الاستراتيجيات التنفيذية اللازمة بالسرعة نفسها كما في دبي وأبو ظبي؟ فهل هم ينتقون الإنسان القادم إلى مدينتهم؟ وعلى كل حال إن من ينتقي لا بد أن يكون على كفاءة ومسؤولية في اختيار الملائم والموائم والمفيد للعيش معنا وبيننا، ولتقديم خدمة ذات صبغة مقننة وهي حسب الشعور بالمسؤولية للعيش في حياة مليئة بالإنتاجية. هل ترى في مدينة جدة عامل النظافة؟ وهل ترى عامل الحفر للصرف الصحي؟ وما انطباعك عن إدارتهم؟ وما انطباعك عن نظافة قيمهم؟ هل كان لك أن تراهم يتضاربون على جمع الأسلاك والحديد والألمونيوم؟ وما انطباعك عن عامل الصرف الصحي ؟ هل هو عامل في شركة تحت كفالتها ومسؤوليتها أم أنه عامل مرتبط معها بالساعة أو الأجر اليومي؟ وهل المسؤولون في قطاع الدولة عن ذلك يرون ما نرى نحن؟ وهل لا يزالون يرضون بالتطور والتنفيذ البطيء مثل سلاحف الصحراء.
حينما ينقطع التواصل بين الشريحتين التنفيذية العليا والدنيا لا يكون إلا ما نرى من سلاحف وإعصاران رملية وهي لا توفي المشاريع حقها ولن يتم تنفيذها في وقتها بدقة تتناسب مع قيمتها المالية.. ومين لجدة غير الله، ثم رجال وشباب وشابات قادمون تربوا على الإخلاص والأمانة ومتعة الإتقان.

الفصل الثاني:
ألف مرة، مئات الألوف من المرات، لا أدري، لكن المؤكد أنه ما من أحد إلا ويعيش حالة من حالات التوتر. إنه فعلاً أمر غريب ولافت للنظر، بالرغم من أن كل شيء متوافر ولدينا جميعاً الكثير من أوقات الفراغ، ونجلس أمام التلفاز بالساعات الطوال. الكل مستعجل، ونجد أنه من ناحية أخرى أن جميع مجالات الحياة أصبحت متسارعة بشكل كبير ومحموم. متطلبات العمل تتزايد بجنون، أُطر الحياة تتغير بسرعة لم يسبق لها مثيل، يطلب العملاء (الزبائن) أحيانا وأرباب العمل التجاوب والإنجاز الفوري، بالكاد نجد أحداً يخطط ويطلب بهدوء وقبل وقت كافٍ، الكل متسرع جداً ويستعجل الأمور. يسأل صاحب الورشة الزبون: متى تريد طلبك جاهزاًَ؟ يجيب الزبون : فوراً أو البارحة إن أمكن..! حتى بعد انتهاء الدوام. تتابع عملية التسارع، فيجب أولاً شراء بعض الحاجيات وتأمين متطلبات المنزل بسرعة، ثم تناول الوجبة السريعة أيضا، وربما نتوجه بعد ذلك إلى المركز الرياضي أو للعمل بدوام آخر لتأمين مستلزمات الحياة إن كان العمل الرئيسي لا يكفي.
وفي الليل نجلس على الإنترنت لنفحص ما جاءنا من رسائل إلكترونية والرد عليها ، أو جهاز البلوبيري المطارد خلفنا في كل ساعة ودقيقة هذا إن لم يستمر الهاتف الجوال بالرنين والمقاطعة.
يشكو 80 في المائة من الناس المواطنين أن كل شيء في حياتهم وحولهم صار متسارعاً جداً، ويخشون من عدم قدرتهم على مواكبة هذا التسارع لفترة طويلة ويشعرون بضغوط السرعات الكبيرة عليهم وأنهم يحملون أكثر من طاقتهم، إذا لا عجب أن يشعر الإنسان بالتوتّر… لكن ما كل هذا أصلاً؟ وما هو التوتّر ؟ يا إخوة يا كرام التوتّر ليس بالظاهرة الجديدة ، نعيشه في أيامنا هذه فحسب ، بل هو حالة قديمة جداً وإن اختلفت الأسباب والأشكال ، ومنذ القرون السابقة القديمة … يعني التوتر الضغوطا الكبيرة والإجهاد الذي يصعب تحمله، ناهيك عن استخدام هذا المصطلح في اللغة التكنولوجية للتعبير عن تحطيم عينة من المادة تحت إجهاد معين (ضغط أو شدّ).
إننا ندخل في مرحلة التوتر، عندما يتم تفعيل الجزء السلبي من نظامنا العصبي، ويبين لدينا هذا التوتر في شكل الأعراض التالية: تسارع نبضات القلب ارتفاع ضغط الدم، ظهور هرمونات في الدورة الدموية، ارتفاع نسبة السكر والشحوم، زيادة احتمال حدوث جلطة في الدم أو احتشاء بالقلب، وتشنج بالجهاز العضلي في الجسم.
ما الذي يحدث عندئذ ؟ يدخل جهازنا العضوي في مرحلة التأهب للخطر. إنه في حالة استنفار وتحسب لأمر خطير يمكن أن يحدث في أي لحظة لكن لم يتبين بعد فيما كان هذا الشيء إيجابيا أم سلبيا.
مهما حصل فيجب أن يكون جسمنا مستعداً ويرد بالشكل المناسب. التوتر السلبي السيئ، انزعاج، غضب، كراهية، غيرة، حسد، تخبّط، استعجال، ويمكن هذا النوع من التوتر السيئ أن يؤدي إلى اختلال في التوازن (الجسدي - النفسي) إذا استمر لفترات طويلة.
التوتر الإيجابي (الجيد) إننا ندرك مدى أهمية التوتر الفرح في حياتنا اليومية، عندما نرى بالمقابل كم يكون الإنسان وحيداً بائساً عندما يصبح منعزلا عن الآخرين. أي يعيش بدون شريك أو عائلة أو أصدقاء. إذاً التوتر الإيجابي هو الحافز المتفائل والأمل (التوتر الحسن) والمحبة ومشاعر الابتهاج والسرور العام والمشاعر الجميلة … أن يكون الإنسان محبوباً أو ينجح في امتحان مهم ومصيري… يحل التوتر الجيد (التفاؤل) محل التوتر السيئ، لكن في المدينة ذات الشوارع المناسبة لتقديم التوتّر الإيجابي … والله نحبّك يا وطن وأهله.
ومين لأبنك غيرك؟؟... ابن وأعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك... الفتى ابن المواطن...

مستشار وخبير عقاري دولي
شركة إيواء الديرة للتطوير العقاري المحدودة
رئيس لجنة التطوير العمراني - عضو لجنة تقنية المعلومات - الغرفة التجارية الصناعية في جدة
نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي ـ السنغافوري

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي