طريق الملك فهد يحتضن 25 مليار ريال موزعة على 82 برجا ومولا
سجل طريق الملك فهد الذي يربط شمال الرياض بجنوبها أكبر حجم للاستثمار العقاري التجاري يصل إلى 25 مليار ريال، موزعة على أبراج تجارية محصورة بين ميدان القاهرة (تقاطع طريقي الملك فهد ومكة المكرمة) حتى الطريق الدائري الشمالي، ومجمعات تجارية.
وفي تقرير رصدته (الاقتصادية) بالتعاون مع مؤسسة الإدارة العقارية، بلغ إجمالي الأبراج القائمة حاليا وأخرى تحت التأسيس 64 برجا، في حين بلغ عدد المجمعات التجارية (المولات) على نفس الطريق 18 مجمعا.
وتتوزع هذه المنشآت على النحو التالي 29 برجا في الجهة الغربية، وست أسواق تجارية، وفي الجهة الشرقية 35 برجا و12 سوقا تجارية.
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الأبراج في الجهة الشرقية، إلا أن حركة البناء في الجهة الشرقية أسرع، نظرا لانخفاض أسعار الأراضي فيها، وبالتالي ارتفاع العائد المادي للتأجير، أو البيع.
ومن أهم المشاريع الاستثمارية الكبرى التي يجرى العمل للبدء بها على طريق الملك فهد، مشروع مركز الملك عبد الله المالي، وبرج الراجحي الذي سوف يكون أطول برج في المملكة عقب اكتمال بنائه، ومدينة الأعمال التي يطورها مجلس إدارة أعمال الشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي.
وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، قد أعلنت أخيرا عن تطوير أنظمة البناء في العصب المركزي التجاري المحصور بين طريق الملك فهد وشارع العليا ، وكذلك على طريق الملك فهد وعلى شارع العليا، وينحصر تطبيق الضوابط الجديدة من شارع الوشم جنوباً إلى طريق الأمير سلمان بن عبد العزيز شمالاً بطول 21 كيلومترا وفق ضوابط معينة.
وتتضمن الضوابط الجديدة إطلاق الحد الأعلى للارتفاعات في منطقة العصب المركزي وعلى طريق الملك فهد الجهة الغربية، ومضاعفة الارتفاعات على الجهة الشرقية من شارع العليا، مع الالتزام بإجمالي مساحات البناء المحددة وفق التنظيم الجديد لكل قطعة أرض حسب موقعها، وكذلك الالتزام بنسبة تغطية الأرض المقرة وفق التنظيم الجديد البالغة 35 في المائة، زيادة المساحة الإجمالية للبناء في معظم أجزاء تلك المناطق، إعطاء المطورين والملاك الخيار في تطبيق هذه الأنظمة المعدلة أو الأنظمة المعمول بها حالياً والواردة ضمن المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، المعتمد من قبل الهيئة.
كما أقرت الهيئة الضوابط والمتطلبات التفصيلية التي تتلاءم مع أنظمة البناء المطورة وتشمل: مساحة التغطية، المناطق المفتوحة، ارتدادات المباني، الحد الأقصى لعمق قطع الأراضي المطبق عليها المساحة الإجمالية للبناء، والدراسات الهندسية والمرورية اللازمة، ومتطلبات الخصوصية والأمن والسلامة وتوفير مواقف السيارات.
ويعتبر طريق الملك فهد أحد أهم المحاور الرئيسية لشبكة الطرق بمدينة الرياض، والمتمثلة في الطريق الدائري بجميع أضلاعه وطريق مكة المكرمة وطريق الملك فهد، ويعتبر هذا الطريق الشريان الرئيسي الذي يربط شمال المدينة بجنوبها مرورا بوسطها، ويزيد عدد المركبات المستخدمة لهذا الطريق باتجاه شمال-جنوب على نصف مليون مركبة يومياً، بينما يقارب عدد المركبات العابرة له باستخدام التقاطعات والجسور المقامة عليه باتجاه شرق-غرب 700 ألف مركبة يومياً. ويسهم هذا الطريق بفاعلية كبيرة في نقل الحركة المرورية بين شمال المدينة وجنوبها.
طريق الملك فهد اليوم هو الشريان الحيوي النابض في عصر النهضة ليس لأنه المحور الرئيسي في عاصمة المملكة الرياض، ولكن لأهمية المنشآت والعقارات الموجودة على هذا الشريان الحيوي.
وحتى سنوات قليلة مضت لم يكن مفهوم ناطحات السحاب أو الأبراج العالية عنصراً مهماً في بناء الاقتصاد الوطني لكن مع زيادة معدلات النمو السكاني والنجاح الباهر لاقتصاد المملكة العربية السعودية الذي فاق كل التصورات في وقت قياسي رغم كل الظروف العالمية المحيطة تغيرت النظرة الاقتصادية العالمية للرياض وأصبح هناك استهداف لها لتكون النواة والمراكز الإدارية الرئيسية لجميع الشركات والمؤسسات العالمية وأهم الشركات المحلية على كافة الأصعدة ما دعا إلى الحاجة الماسة إلى توفير مساحات مكتبية و كذلك تجارية استوجب وجودها في مركز الرياض التجاري وهو طريق الملك فهد.
عندها تم الترخيص و السماح لبناء ناطحات السحاب و التي كان أولها على مستوى المملكة برج الفيصلية الذي يقع مباشرة على طريق الملك فهد لكن لم تستوعب تلك الناطحات و الأبراج التي بنيت لاحقاً لتوفير أدنى الاحتياجات من المساحات المكتبية لذا ترتب على ذلك السماح ببناء الأبراج متعددة الأدوار بحيث تتماشى مع طبيعة و ثقافة العاصمة، فقد تم السماح لبناء تسعة أدوار في الجهة اليمنى من طريق الملك فهد باتجاه الجنوب، مما يعرف الآن بالشريط التجاري وهو المنطقة المحصورة ما بين طريق الملك فهد و شارع العليا العام .
مما ساعد قليلا على إمداد الشركات الكبرى باحتياجاتها من المساحات المكتبية (جدول 1)، وهذا ما دفع بسعر الوحدات العقارية سواء الأراضي أو المساحات المكتبية لتتضاعف بشكل سريع، من خلال هذه النظرة البسيطة إلى ملخص تحليل سوق العقارات في طريق الملك فهد (جدول 2).
وتطور مفهوم بناء الأبراج و ناطحات السحاب من مجرد مبان ومساحات مكتبية لتكون صناعة توفير الخدمات العصرية الحديثة بأحدث الأساليب وعلى أحدث الطرز المعمارية المعمول بها عالمياً حيث يتم الآن بناء هذه المشاريع على أحدث أنظمة البناء المعمول بها عالمياً مثل (BMS) وتوفير أحدث وأفضل الحلول والأنظمة العصرية لنقل المعلومات مثل (Fiber Optic) وكذلك أنظمة توفير الطاقة، كما تغيرت التصاميم المعمارية للمساحات المكتبية لتلبي احتياجات الشركات من ذلك توفير مساحات مكتبية دون الحاجة إلى وجود أعمدة كثيرة في الدور الواحد مما يساعد على تقسيم الدور حسب احتياجات الشركات. كما روعي في تصميم المباني و الأبراج الحديثة الاهتمام البالغ في المرافق العامة في تلك الأبراج و المباني وتوفير أكبر قدر ممكن من المواقف و المصاعد و كذلك الاهتمام العظيم بالتصاميم العصرية الحديثة كلياً للمنظر الخارجي للأبراج.
ومن هنا دعت الحاجة إلى النمو و الطفرة العقارية العملاقة في العاصمة و بالتحديد في طريق الملك فهد حيث تم تطوير معظم الأراضي والمساحات في الجزء الأوسط و الجنوبي وفي السنوات القليلة الماضية تسارعت وتيرة الزحف شمالاً على طريق الملك فهد لعدم توافر أي مساحات لم يتم استغلالها حيث إن جميع المباني التي خصصت في السابق لتكون مباني سكنية تم تطويرها إلى مبان مكتبية. ولكن رغم تلك الطفرة العقارية لم تلب هذه المباني والأبراج الاحتياجات لذا نجد هذه الأيام و خلال السنوات المقبلة تطوير المزيد من الأراضي و بناء ناطحات السحاب في الجزء الشمالي من طريق الملك فهد.
وكان لسوق العقارات التجارية للمراكز التجارية المهتمة بتوفير مساحات للأنشطة البيع بالتجزئة نصيب هي الأخرى من هذه الطفرة العقارية العملاقة حيث إن هذه الزيادة المطردة في النمو السكاني الكمي والنوعي ترتب عليه توفير كافة الاحتياجات اليومية من الأنشطة الأخرى من هذه الاحتياجات المراكز التجارية سواء المغلقة أو المفتوحة، لذا نجد أن أهم المراكز التجارية احتلت مواقع لها مهمة على جنبات طريق الملك فهد من هذه المراكز:
مركز الفيصلية التجاري، مركز المملكة، مركز البستان، مركز الرياض جاليري، مركز رويال سنتر، مركز التميمي المفتوح، أسواق طيبة، وأسواق العويس.
وتعتبر شركة تطوير الجزيرة من أكثر شركات التطوير العقاري التي طورت مشاريع مكتبية وتجارية على طريق الملك، بلغت 11 مشروعا، منها تسعة أبراج مكتبية، وسوقان تجاريتان، وهذه المشاريع هي: أبراج التطوير، أبراج المرجان، برج مشارق، مشروع أسواق التميمي، ومشروع أسواق بلشرف.