صورة مع لورا
ولورا المقصودة هنا هي لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكي بوش، والصورة هي صورتي معها خلال زيارتي للبيت الأبيض في مدينة واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية.
وسبب الدعوة والزيارة حضور الجزء الثاني من منتدى سيدات الأعمال القياديات والتي كان الجزء الأول منها في عمّان في المملكة الأردنية الهاشمية وكنت قد كتبت مقالة عنها سابقاً.
وهذا المنتدى الهدف منه تعريف خمسين سيدة أعمال عربية من عشر دول عربية (السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، مصر، الأردن، فلسطين، سورية، لبنان، والمغرب) بخمسين سيدة أعمال أمريكية من خمسين ولاية أمريكية وذلك بعمل شراكة بين كل سيدة أعمال عربية وأمريكية على أن تكونا في مجال العمل نفسه.
والواقع أن هذه الشراكة بين كل سيدتين عربية وأمريكية كانت فكرة رائعة في نظري وذلك لعدة أسباب، أهمها:
1- تبادل المعلومات في مختلف الموضوعات وأهمها العمل.
2- التعرف على حضارة وأخلاقيات كل منهما.
3- رؤية الصورة الحقيقية لكل شعب وليس ما يبثه إعلام كل دولة عن الأخرى.
4- التواصل الحقيقي والشخصي وجها لوجه وليس عن طريق الأجهزة.
5- تقبل الآخرين فالاختلاف لا يعني عدم القدرة على العمل معهم.
وبرنامج المنتدى كان لمدة خمسة أيام وهي يومان ملازمة الشريكة العربية شريكتها الأمريكية في العمل وهو ما يسمى الظل في العمل job shadowing لرؤية والتعرف على أسلوب العمل والطرق الحديثة في صناعة هذا العمل مثل التسويق والإنتاج.
وكان نصيبي مع شريكتي الأمريكية وهي مديرة التسويق في شركة ماريوت للفنادق وهي من كبرى الشركات الأمريكية وزرت المقر الرئيسي للشركة على مدار يومين وبه ثلاثة آلاف موظف واستقبلتني هناك السيدة ديبي وهي من أحفاد السيد ويلارد ماريوت مؤسس الشركة والذين احتفلوا هذه السنة بمرور 50 عاماً على نشأة سلسلة فنادق الماريوت. وسأسرد الزيارة بالتفصيل في مقال لاحق، إن شاء الله، لأنها كانت مفيدة وماتعة جداً. وسبب اختيار هذه الشريكة لي وهذا القطاع من الاقتصاد هو عملي الخاص كنائب المدير العام لشركة العائلة في مجال (خدمات العمرة وإدارة الفنادق).
ثم تبعتها ثلاثة أيام أخرى، في اليوم الأول قمنا بزيارة أماكن مهمة مثل البيت الأبيض (وهناك استضافتنا السيدة الأولى لورا بوش على الشاي وأخذت صور فردية مع كل واحدة منا من العربيات والأمريكيات) ثم زرنا مقر الكونجرس الأمريكي (حيث تعرفنا على عدة أعضاء من نساء الكونجرس الأمريكي وكذلك أول عضو كونجرس أمريكي مسلم والذي صمم على حلف اليمين على المصحف الشريف عندما تم انتخابه وتعيينه).
وفي اليومين التاليين تم عرض أوراق عمل للمشتركات العربيات والأمريكيات وذلك في جامعة جورج تاون في واشنطن وهي من أعرق الجامعات الأمريكية عمرها 150 عاماً وشممت رائحة التاريخ وأنا أصعد درجات الجامعة وأجلس في مكتبتها العريقة لأقدم ورقة العمل الخاصة بي.
كما قمنا بزيارة المتحف القومي للمرأة والفن وهو عن الفنانات الرسامات في العصور الماضية في مختلف الدول الأوروبية ويعتبر المتحف الوحيد في العالم من هذا النوع.
كما قامت رئيسة المنتدى السفيرة الأمريكية سابقاً في فنلندا السيدة بوني ماكلفين هنتر بدعوة سفير كل دولة من الدول العربية المشتركة للإفطار مع سيدات المنتدى، وجاء السفراء: البحريني والأردني واللبناني والمصري والسوري، وقدم كل منهم كلمة شكر وتعريف بدور المرأة وخاصة سيدات الأعمال في الاقتصاد الوطني لكل من هذه الدول.
وتضمنت أوراق العمل عدة موضوعات، من أهمها:
- قوة الشراكة.
- أسرار النجاح (ثلاثة مفاتيح للنجاح في الأعمال في بلادك).
- القيادة عند الاختلاف.
وكان نصيبي من هذه الموضوعات هو تقديم ورقة عمل عن مفاتيح النجاح في الأعمال في وطني.
والتي سأتحدث عنها في مقال لاحق، إن شاء الله.
ولا بد من الإشادة هنا بالتنظيم والدقة وحسن المعاملة التي تميز بها فريق عمل المنتدى.
وقد يعترض الكثير على زيارتي وزميلاتي من السعوديات والعربيات ممن لا يرضى عن إقامة أي علاقات من أي نوع مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب سياسة الحكومة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وهؤلاء سأرد عليهم، إن شاء الله، في مقال الأسبوع المقبل.
ولكني أحببت وودت مشاركة القراء من النساء والرجال في هذه التجربة الشخصية الفريدة التي استفدت منها كثيراً والتي علمتني الكثير مما كنت أجهله عن أسرار نجاح القطاع الخاص في أمريكا.