علاج ضيق مجرى البول يتوقف على درجة الضيق

علاج ضيق مجرى البول يتوقف على درجة الضيق

يعاني بعض الأشخاص من ضيق مجرى البول " تضيق الإحليل"، نتيجة حدوث تليف في جدار مجرى البول الناتج من أحد أمرين : إصابات مجرى البول، والالتهابات المتكررة.

الدكتور صفوان قطمة استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية وأمراض الذكورة في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، سلط الضوء على تضيق مجرى البول ما أسبابه، أعراضه، أبرز مضاعفاته، كيف يتم تشخيصه، وطرق علاجه

ما المقصود بقناة مجرى البول أو الإحليل Urethra ؟

عبارة عن أنبوب يبدأ من المثانة لينقل البول إلى خارج الجسم، فعند الذكور نجد أن مجرى البول داخل القضيب (العضو الذكري) المسؤول عن نقل المني خارج الجسم، أما الإناث فيوجد هذا المجرى أمام الفتحة التناسلية، ونجد أن هذه القناة أقصر في الطول عند الإناث.

كما يمكن أن نعرف مجرى البول أنه عبارة عن قناة بولية محاطة بجسم إسفنجي يقع بين الجسمين الكهفيين للقضيب ويوجد هنالك جزءان رئيسيان لهذه القناة هما الإحليل الأمامي الذي يحتوي على (الجزء الحشفي، المنسدل، والبصلي) والإحليل الخلفي والذي يحتوي على الجزء الغشائي والبروستاتي.

ما أسباب تضيق مجرى البول ؟

ينتج تضيق مجرى البول بسبب حدوث تليف في جدار مجرى البول وذلك لعدة أسباب رئيسة ومنها إصابات مجرى البول، والالتهابات المتكررة، إضافة إلى الأسباب الخلقية والتي تظهر عادة لدى الأطفال الرضع الذكور.

وبالنسبة لإلتهابات مجرى البول المتكررة فتكون غالباً ناتجة عن الأمراض الجنسية خصوصا مرض السيلان الذي يشيع في فئة الشباب الذين يمارسون الحياة الجنسية بصفة غير شرعية حيث تنتقل في هذه الحالة الجراثيم الجنسية وأشهرها جرثومة السيلان والكلاميديا والميكوبلازما وتتوضع في الغدد التناسلية حول نهاية مجرى البول الأمامي مما يؤدي فيما بعد إلى حدوث تليف في هذه المنطقة وتشكل ضيقا في مجرى البول.

وهناك أيضا التهاب الحشفة الذي يصيب الحشفة وحفرة الإحليل وأحياناً كامل الإحليل الأمامي ويسبب أيضاً تليفاً شديداً مع تضيق في فتحة البول، كما يمكن أحيانا لدخول بعض المواد الكيماوية العالية اللزوجة من فتحة البول إلى حدوث التهابات وبالتالي تضيق مجرى البول.

أما السبب الثاني والشائع أيضا هو إصابات مجرى البول ومن أشهرها الحوادث المرورية أو السقوط على منطقة الحوض حيث تنكسر بعض أجزاء عظم الحوض وبالتالي تتمزق أنسجة الإحليل بشكل جزئي أو كلي وفي المملكة تعتبر الحوادث المرورية من أكثر الأسباب شيوعا في حدوث إصابات مجرى البول وبالتالي تضيقه.

هل يوجد مضاعفات لضيق مجرى البول ؟

نعم هنالك مضاعفات كثيرة ففي البداية من الممكن أن يصبر المريض ويتحمل هذا الضيق إلى درجة معينة لكن سرعان ما تبدأ الأعراض بالازدياد وتبدأ المضاعفات بالظهور ومن أشهرها الالتهابات الشديدة المتكررة في مجرى البول وصعوبة السيطرة عليها بالعلاج الدوائي وكذلك حدوث تضخم في جدار المثانة والتهابات البروستات مع حدوث تبول دموي خاصةً في نهاية البول، وهناك أيضاً حدوث الحصوات في داخل المثانة نتيجة عدم تفريغ البول بشكل كامل وفي الحالات الشديدة يحدث احتباس بول كامل أو جزئي مع صعوبة تركيب قسطرة بولية مما يتطلب تفريغ البول عن طريق فتحة المثانة في منطقة العانة ويمكن في بعض الحالات الشديدة حدوث قصور في وظائف الكلى.

ما أعراض تضيق مجرى البول ؟

هنالك العديد من الأعراض التي تدل على تضيق مجرى البول أو الإحليل وهي صعوبة في التبول وذلك نتيجة تضيق المجرى البولي وضعفا في قوة دفع البول، مع تخفيف في سمك البول المندفع وأحيانا تتعدد اتجاهات مجرى البول، وكذلك حدوث حرقة التبول، وعدم الرضا عن تفريغ المثانة البولية والشعور ببول متبق داخل الجسم، وهناك حالات نادرة يشتكي فيها المريض بألم في الخاصرتين نتيجة ضغط البول المتزايد على الحالبين وبالتالي على الكليتين، وهنا يمكن حدوث قصور في عمل الكليتين وما يسمى بالفشل الكلوي.

ويمكن القول أن أغلبية المرضى المصابين بهذا المرض يشتكون من أعراض بولية تشمل الصعوبة في التبول مع تقطيعه والصعوبة في تفريغ المثانة وبطء في جريان البول وتفرعه.

كيف تتم عملية تشخيص تضيق مجرى البول أو الإحليل ؟

أنصح بعدم التأخر ومراجعة طبيب متخصص في المسالك البولية لتشخيص الحالة بدقة بواسطة إجراء أشعة صاعدة وأشعة أثناء التبول على مجرى البول، وقياس اندفاع البول لتحديد الحالة بدقة وهذا الفحص بسيط جدا لا يتطلب إلا أن تتبول كمية كبيرة من البول في جهاز يقيس سرعة سريان البول ويعطي بعض الأرقام التي تفيد في تحديد الأسباب، ويمكن تشخيص حالة "التضيق الإحليلي" بصفة مؤكدة بالمنظار الجراحي وبالتالي يتم قطعه وتوسيع الإحليل، وهذا هو التشخيص الأكيد.

وهل هناك علاج لضيق مجرى البول ؟

يتوقف علاج ضيق مجرى البول في مثل هذه الحالات على درجة الضيق، وكذلك على سببه ففي الحالات البسيطة يمكن الاكتفاء بالمتابعة الدورية أو التوسيع الداخلي باستخدام موسعات معدنية داخل مجرى البول وتجرى هذه العملية بمخدر موضعي عادة أما في الحالات الشديدة يلزم إجراء شق للجزء المتليف من مجرى البول بواسطة المنظار الضوئي باستخدام "السكين البارد" أو "الليزر"، وهذا الحل قد لا يكون حلا نهائيا، أي أن الضيق قد يعود من جديد نتيجة عودة الأسباب أو إذا كان هذا الضيق لا يستجيب بسهولة للمنظار أو يتكرر سريعًا بعد المنظار، فتحتاج لإجراء المنظار مرات أخرى، ولكنه في النهاية حل غير جراحي وعادة يكون سهلا، ويستوجب على المريض المتابعة مع الطبيب المعالج باستمرار للتأكد من عدم ارتجاع الضيق، خصوصا في السنة الأولى بعد العملية، حيث من الممكن أن يحتاج المريض إلى توسيع منتظم مع متابعة العلاج. وفي بعض الحالات قد نحتاج إلى استئصال التليف جراحيا وإعادة توصيل مجرى البول.

وفي الحالات المعقدة والصعبة يتم ترقيع المكان الضيق من مجرى البول بقطعة من الجلد أو الغشاء المخاطي الذي يؤخذ من جسم المريض وهنا تكون العملية جراحية وصعبة ولكن نتائجها جيدة.

كلمة أخيره تريد ذكرها ؟

لابد من الحرص على الوقاية لأن الوقاية خير من العلاج ومن طرق الوقاية من حدوث ضيق في مجرى البول، الابتعاد عن الأمراض الجنسية المعدية باستخدام الأساليب الوقائية، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي عرض في حالة التبول أو نزول مادة لزجة من القضيب غير طبيعية، إضافةِ إلى اتخاذ سبل السلامة عند القيادة واتقاء الحوادث المرورية قدر الإمكان.

أسباب ضيق مجرى البول

يضيق مجرى البول بسبب تكوُّن أنسجة ليفية حول مجرى البول، وذلك لعدّة أسباب نذكر منها:
 إصابات مجرى البول المختلفة.

التهابات مجرى البول المتكررة، والتي غالبا ما تنتج عن الاتصال الجنسي غير الآمن، كمرض السيلان، ومرض التهاب الحشفة الجاف الطامس الذي يُصيب الحشفة وحفرة الإحليل، وقد يتفاقم ليصيب الإحليل الأمامي بأكمله، مما يسبب تليفا شديدا خارجيا وداخليا ينتج عنه ضيق في مجرى البول.

استخدام جهاز القسطرة عند إجراء العمليات.

إجراء عدد من عمليات المنظار الجراحي عبر القناة البولية، وينتشر هذا السبب في الغالب بين المسنين؛ نتيجةً لاستئصال البروستاتا والأورام في المثانة البولية مما يتَسبب بضيق الإحليل.

تكسر بعض أجزاء عظم منطقة الحوض وما ينتج عنها من تمزق أنسجة الإحليل بشكل جزئي أو كلي بالإضافة إلى إصابة العجان، وهذا السبب قد يحدُث نتيجة حادث مروري أو حادث سقوط على منطقة الحوض.

العيوب والتشوهات الخلقية، والتي تظهر عادةً لدى الأطفال الرضع الذكور.

الأكثر قراءة