مكة المكرمة والعملية التطويرية
مكة المكرمة كمدينة كرمها الله ببيته العتيق حتى بات سعر العقار الذي يجاور البيت المقدس من أغلى العقارات في العالم خاصة عندما قامت الدولة "بتوسعة المسجد الحرام" وكان من الواجب شراء المساكن المحيطة به وأمام تعويض أصحابها كانت تلك المغريات الكبيرة بالمليارات التي عوضتهم عن تلك المساكن الصغيرة والأراضي الصغيرة أيضا التي كانت تفوق بمئات المرات أسعار عقاراتهم مما حول أصحاب هذه المنازل من حال إلى حال. وعند اكتمال مراحل التوسعة جاء دور الاستثمار في المناطق الأخرى وتحويلها إلى مشاريع تنموية لخدمة ضيوف بيت الرحمن.
وهنا مكمن الغلاء المتصاعد الذي جعل كافة الخدمات المحيطة بالمنطقة المركزية ترتفع أسعارها وإيجار مراكزها التجارية والفندقية والخدمية.
وبالرغم من تعددها وكثرتها إلا أنها أيضا لا تكفي لكل حجاج وزوار المسجد الحرام كما أن غالبيتها لا تتوافق مع القدرات المالية لشريحة أكبر من الحجاج والمعتمرين، تتم استضافتهم في فنادق صغيرة وبعضها آيل للسقوط أو في عمائر سكنية متناثرة هنا وهناك إلا أن غالبية أهل مكة الذين تقع منازلهم في المناطق القريبة يفرغون منازلهم ويرحلون لأماكن أخرى لتأجير مساكنهم التي تعود عليهم بأرباح كبيرة. بارك الله لهم فيها.
كل هذه التحركات المعروفة في مكة المكرمة أثناء فترة الحجيج وفي شهر رمضان المبارك بالرغم من أن غالبية هذه المساكن والعمائر لا تتوافق مع تعليمات الدفاع المدني ولا تكاد تمر فترة إلا ونسمع ونقرأ عن حادث حريق هنا وسقوط عمارة هناك، ناهيك عن الازدحام والتأثير في البيئة من تراكم وتزاحم السيارات صغيرها وكبيرها.
لذا كان من المفترض فتح قنوات أخرى لاستيعاب هذه الكثافة السكانية والزائرة وتم ذلك ببناء العمائر والأبراج الشاهقة حتى وصلت لأقصى منطقة في العزيزية ولكن هل هناك توسع مدروس ومخطط إيجابي يشتمل على كل الاحتياجات الحقيقية الواضحة للباحثين الذين يبحثون عن إمكانية إيجاد حلول جذرية ذات جدوى اقتصادية معقولة وتتمتع ببنية تحتية ممتازة مزودة بكافة الخدمات الأساسية لتقديم الدعم الأساسي لهذه الكثافة البشرية من الزوار والحجاج والمعتمرين.
مع أن مكة المكرمة شرفها الله بمواقع حولها على مداخليها الخمسة توجد فيها مساحات من الأراضي تكفي لإقامة عدة مجمعات للحجاج والمعتمرين يمكن لشركات الحج والعمرة الاستثمار فيها وإقامتها لاستيعاب هذا الحشد الزائر وبالتالي تساهم بتقديم خدمات مناسبة ذات أسعار معقولة لا تضيق على حجاج بيت الله، ناهيك عن استثمار هذه الأراضي "البور" الاستثمار الأفضل الذي سيفتح الباب لوظائف لكل المحتاجين للعمل وخدمة ضيوف الرحمن. إن منطقة مثل بحرة في طريق مكة – جدة القديم. ومنطقة مثل الشرائع ومنطقة مثل طريق الليث وبقية المناطق التي تقع بالقرب من مكة المكرمة - تكفي لإقامة مثل هذه المشاريع – وجلب المستثمرين الوطنيين لها وبقية الإخوة المسلمين والعرب، سيفك الاختناق عند المسجد الحرام وما حوله. رحمة بالناس جميعا فهل نرى توجها نحو هذه المناطق عل وعسى!
خاتمة:
الاستثمار في البلد الحرام بركة!