هيفاء وهبي ونانسي عجرم ... وهل أنت الرجل المناسب؟
قرأت مقالاً في صحيفة محلية أن نانسي عجرم وهيفاء وهبي وفتيات الفيديو كليب يدمرن يومياً ثماني بيوت في مكة المكرمة و(12) بيتاً في المدينة المنورة!! واختتم المقال قائلاً إن هاتين النجمتين هما السبب الرئيس في المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق.
وجاء في المقال أن الأزواج يقارنون زوجاتهم بنجمتي الغناء اللبنانيتين ويحلمون بأن تكون زوجاتهم بنفس درجة الحلاوة والنعومة مما يدخل الزوجات في نوبات غيرة شديدة. ومن هنا تنشأ المشاكل التي تؤدي، مع انعدام المشورة إلى الطلاق.
وأود أن أسأل هؤلاء الرجال: على أي أساس تقارنون زوجاتكم مع هاتين النجمتين؟ ألا يعلم هؤلاء الرجال أن معظم النجمات مثل نانسي عجرم وهيفاء وهبي وغيرهن يخضعن لعمليات تجميل كثيرة منها الشد والنفخ والتكبير والتصغير والحقن بالسليكون والبوتوكس والتنعيم والصنفرة والليزر والصباغ والتلوين وليس لهن أي عمل أثناء النهار سوى النوم وقضاء الساعات الطويلة في صالونات التجميل للعناية ببشراتهن وأجسادهن استعداداً للجولات المسائية والليلية؟
ألاّ يعلم هؤلاء الرجال أن رأسمال تلك الجميلات هو جمال الوجه ونعومة البشرة وغنج الصوت وأن حياتهن الشخصية والمهنية تعتمد إلى درجة كبيرة على أشكالهن؟ إنني أعجب لهؤلاء الرجال المفتونين كالمراهقين بصور لجمال وهمي تبتكره صناعة السينما والتلفزيون والفيديو كليب لتسويق هؤلاء النسوة الدمى وجني الملايين من ورائهن؟ أقول لهؤلاء الرجال اتقوا الله في زوجاتكم فكل امرأة حباها الله بنصيب من الجمال الحقيقي أو عوضها خيراً بما هو أحسن وأبقى".
ولنلق نظرة سريعة على هؤلاء الرجال أنفسهم هل فيهم من يشبه كمال الشناوي أو عمر الشريف في شبابهم؟ هل فيهم من يماثل براد بيت أو دي كابريو أو هيو جرانت؟ ألاّ ينظر هؤلاء الرجال إلى أنفسهم في المرآة؟ ألم يكتشفوا أن فيهم الضعيف جداً أو السمين جداً"؟ ألم يلاحظوا أن شعور بعضهم منكوشة وأنفاس بعضهم سيئة من تدخين الشيشة وعدم العناية برائحة الفم؟ ومع كل هذا فهم من الوقاحة بأن يطلبوا من زوجاتهم أن يكن على شاكلة ناسي وهيفاء!!
ومع كل الذي قلته فإنني لا أبرئ النساء من المسؤولية تماماً، فعليهن العناية بعقولهن وأجسادهن وعليهن عمل التمارين الرياضية داخل المنزل في أضعف الأحوال وأن يعتنين بمظهرهن وأزيائهن ورائحتهن حتى لا تزوغ عيون أزواجهن.
إن خيارات الزواج السريع قد أدت في بعض الحالات إلى وجود هوة عميقة بين الرجل والمرأة نهايتها الحتمية هي الطلاق وتشريد الأسرة. فأحياناً تجد رجلاً متعلماً أجبر على الزواج من قريبته التي قد لا تبدو مثيرة له فيشعر بالخواء في قلبه وتكون النتيجة الطبيعية هي الفراق.
وأعرف شاباً تلقى تعليمه في الخارج ويجيد أربع لغات حية وفيه كل الميزات الجميلة أجبر على الزواج من ابنة عمه الساذجة فانقلبت حياته إلى جحيم. واعترف لي هذا الشاب بأنه لم يشعر بأي رابط مع زوجته سوى قرابة الرحم، ولهذا فقد انفصل عنها بمنتهى الهدوء والتحضر علماً بأن هذا الشاب المؤدب المهذب يشبه في وسامته أبطال هوليوود لكنه شديد التواضع والأدب.
والشيء المؤسف أن الأزواج الذين يطلقون النكات على زوجاتهم ويشنّعون بهن ويطلبون منهن أن يكن في مثل جمال ودلال ناسي وهيفاء ليس لهم أي قدر من الوسامة أو الجمال.
وبالمقابل أعرف شاباً طلق ثلاث مرات وهو لم يصل إلى الثانية والثلاثين بعد. وبسؤاله قال إنه لم يجد المرأة المناسبة حتى الآن فقال له أحد المكاويين الساخرين وهل أنت الرجال مناسب؟