أفضل الأعمال قبل صعود الإمام المنبر (2 من 2)
ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد الله, قال: دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب؟ فقال: أصليت، قال: لا، قال: فصلِِِِِِ ركعتين، وقال: إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهمآ، وإذا دخل الجمعة والمؤذن يؤذن فهو بالخيار بين سنتين إحدهما تفوت وهي متابعة المؤذن والأخرى يمكن إدراكها وهي تحية المسجد، فالأولى في حقه أن يتابع المؤذن لما فيه من فضل عظيم. فقد ثبت في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال أشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال الله أكبر قال: الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة، "قال شيخ الإسلام: ولأن موافقة الآذان عبادة مؤقتة يفوت وقتها، وتحية المسجد يصليها إذا فرغ المؤذن صلى تحية المسجد وليتجوز فيها، وإن صلى تحية المسجد أثناء الآذان فلا ينكر عليه وقد قال بعض أهل العلم: إن المصلي إذا فرغ من صلاته، والمتخلي إذا خرج من الخلاء يقضي ما فاته من إجابة المؤذن حين سماعه، وقد سئل سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، عن حكم صلاة ركعتين بعد الآذان الأول، فأجاب، رحمه الله: لا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على استحباب هاتين الركعتين لأن الآذان المذكور إنما أحدثه عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في خلافته لما كثر الناس في المدينة أراد بذلك تنبيههم على أن اليوم يوم الجمعة وحثهم على الاستعداد لها وتبعه الصحابة في ذلك ومنهم علي، رضي الله عنه، واستقر كونه سنة لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى شرعية الركعتين بعد هذا الآذان لعموم قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "بين كل آذانين صلاة بين كل آذانين صلاة، ثم قال في الثالثة لمن شاء" ـ رواه البخاري ومسلم. والأظهر عندي ـ والكلام لسماحة الشيخ عبد العزيز ـ قال والأظهر عندي أن الآذان المذكور لا يدخل في ذلك لأن مراد النبي، صلى الله عليه وسلم، بالآذانين الآذان والإقامة فيما عدا يوم الجمعة، أما يوم الجمعة فالمشروع للجماعة أن يستعدوا لسماع الخطبة بعد الآذان, وبالله التوفيق.