خلك معي وخذ اللي تبي

[email protected]

عندما لا تؤيدني في الرأي فأنت ضدي على غرار إن لم تكن معي فأنت ضدي وليس هناك مكان للدبلوماسية أو مساحة للرأي الآخر، يحدث هذا إن كنت تقدم استشارة أو رأيا أو متعاقدا لفترة زمنية محددة أو لعقد قصير الأجل مع أحد التجار أو المسؤولين في قطاعات خاصة. واجبك في هذه الحالة يملي عليك أن تكون شفافا وواضحا وتقدم المشورة بكل مصداقية بعيدا عن المجاملات والتمجيد وهناك فئة لايروق لهم ذلك وهنا قد تخسر بعض المميزات مثل العمولة أو قطعة أرض أو كم سهم!! وللأسف الشديد قد يكون الهدف من الاستعانة ببعض الخبرات المؤقتة أو الاستشارات لتحقيق أهداف أو أهواء شخصية حتى وإن كانت تضر بمصلحة القطاع او الشركة عن حسن نية أو متعمدا لا فرق، إذا كيف هو الحال بالنسبة للموظفين المرابطين والعاملين مع هؤلاء الأشخاص كان الله في عونهم.
تسمع أحيانا بعض الآراء من أشخاص تكونت لديك عنهم صورة ذهنية إيجابية بناء على لقاء عابر أو مقابلة قصيرة أو لقاء تلفزيوني ويكون الاعتماد على أن الانطباع الأول هو الانطباع الأخيرFirst impression is the last impression ولكن عندما يكون هناك نوع من التعاون العملي او تطور للعلاقة تفاجأ بطريقة التفكير ونوعية الفكر الإداري، وبأمور تستغرب معها كيف وصل هؤلاء الأشخاص إلى هذه المناصب أو المراكز القيادية أو النجاحات - ماشاء الله لاقوة إلا بالله اللهم لاحسد - والتي ستكون مؤقته إن صح التعبير خصوصا في وقتنا الحاضر وقد يكونون تجارا بالفطرة أو الوراثة ولكنهم ليسوا مديرين وتنقصهم الخبرة أو المعرفة الإدارية للتكيف مع المتغيرات.

ليس عيبا أن نفتقد الخبرة أو المعرفة في علم ما مثل فنون الإدارة أو التسويق أو المالية أو الاستثمار ونعترف بها ونسعى لكي نستقيها من مصادرها بل من الشجاعة أن نعمل على ذلك وأساليب التدريب تطورت وتعددت والخيارات المحلية والعالمية متاحة ولكنه الأنا والرأي الأوحد للأسف الشديد.
قد تكون النجاحات التي تحققت في الماضي لبعض الشركات والأفراد كان لها أسبابها ومنها دعم الدولة للتجار والصناعيين على مدى العقود الأربعة الماضية وبشكل مستمر إضافة إلى ضيق مساحة المنافسة والاعتماد على الأيدي العاملة الرخيصة التي تحولت إلى خبيرة بعد أن تعلمت من أصعب الطرق، وكذلك صعوبة الاتصال و التواصل مع العالم الخارجي وعدم الانفتاح الذي نراه اليوم.
التغيير يحدث بشكل يومي والتطور في كل مناحي الحياة يشهد ثورة لامثيل لها والبقاء على الفكر أو التوجه نفسه سيؤدي إلى الفشل، وثقافة الرأي الأوحد وعدم الرغبة في التغيير ومقاومته ستكون عواقبه وخيمة. وهناك أمثلة لشركات خاصة وعائلية محلية وعالمية حدثت لها هزات ومشكلات أصبحت تعمل على حلها ونسيت مواكبة التغيير والتطور وبعضها أقفل أبوابه. المطلوب هو التكيف مع أوضاع السوق والعمل باحترافيه بعيدا عن الانغلاق والأهواء الشخصية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي