قراءة في تقرير السياحة والسفر العالمي
تعتبر سويسرا أفضل بلد في العالم فيما يخص مفهوم السياحة والسفر. جاء ذلك في التقرير والذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي (وهو الأول من نوعه) قبل أيام. يناقش التقرير بإسهاب موضوع التنافسية في قطاع السفر والسياحة في 124 بلدا في العالم.
يتمتع المنتدى الاقتصادي العالمي بمصداقية على الصعيد العالمي لعدة أسباب منها عدم ارتباطه بالحكومات. وقد اعتمد التقرير على معلومات مقدمة من جهات دولية ومحلية مختلفة.
معايير المؤشر
يعتمد مؤشر السفر والسياحة على 13 متغيرا لغرض إجراء المقارنة بين الدول المشمولة في التقرير. وهذه المعايير عبارة عن: 1) الأنظمة والقوانين 2) المحافظة على البيئة 3) الأمن والاستقرار 4) الصحة والسلامة 5) الأولوية الممنوحة لقطاع السفر والسياحة 6) البنية التحتية للطيران 7) البنية التحتية للخدمات الأرضية 8) البنية التحتية لصناعة السياحة 9) تقنية المعلومات والاتصالات 10) الأسعار 11) الثروة البشرية 12) نظرة المجتمع لصناعة السياحة 13) الثروة الطبيعية والثقافية.
تم تقسيم المعايير في ثلاث خانات وهي: أولا القوانين, ثانيا توافر البيئة والبنية التحتية, وثالثا الثروة البشرية والثقافية والطبيعية.
منح مؤشر السفر والسياحة الدول المشمولة في التقرير نتائج محددة على معيار من نقطة واحدة إلى سبع نقاط. ويلاحظ عدم حصول أي بلد على النقاط السبع كاملة. بل إن سويسرا, والتي حلت بدورها في المرتبة الأولى, جمعت (5.66) من النقاط ما يعني صعوبة اكتساب النقاط الأمر الذي يعزز من مصداقية المؤشر.
أوروبا في المقدمة
كما أسلفنا فقد حققت سويسرا المرتبة الأولى على المؤشر تلتها كل من: النمسا، ألمانيا، وأيسلندا، والولايات المتحدة. فيما يتعلق بسويسرا, لاحظ التقرير بأن هذه الدولة الأوروبية تتمتع بمؤشرات متقدمة بخصوص شروط الصحة بالنسبة للمطاعم فضلا عن الإصرار على المحافظة على البيئة. كما أشاد التقرير بتوافر فنادق متنوعة تناسب مختلف الأذواق إضافة إلى وجود شبكة مواصلات تسهل عملية التنقل داخل البلاد. كما تتميز البلاد بتوافر مختلف الأنشطة الثقافية على مدار السنة. أخيرا وليس آخرا, تزخر سويسرا بمظاهر الطبيعة الخلابة والمحميات الطبيعية.
هونج كونج الأولى آسيويا
حصلت مقاطعة هونج كونج الصينية على المرتبة السادسة في العالم وبالتالي الأولى آسيويا. بدورها نالت سنغافورة المرتبة الثامنة في العالم (حلت كندا في المرتبة السابعة). حسب التقرير, تتميز كل من هونج كونج وسنغافورة بتوافر شبكة طيران تتمتع بسمعة عالمية. والإشارة هنا إلى طيران (كاثي باسيفيك) والخطوط الجوية السنغافورية. حقيقة تشتهر السنغافورية أن أسطول طيرانها الأكثر حداثة في العالم حيث إن متوسط عمر الطائرة لا يزيد عن خمس سنوات. كما تتميز سنغافورة بتوافر شبكة من القطارات وسيارات النقل العام تسهل انسياب الحركة في البلاد والتي لا تزيد مساحتها على 650 كيلو مترا مربعا.
الإمارات الأولى عربيا
بدورها حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى بين الدول العربية في التقرير الذي غطى واقع السفر والسياحة في 124 بلدا في العالم. حقيقة يعد ترتيب الإمارات متميزا بل أفضل من العديد من الوجهات السياحية العالمية مثل قبرص والتي بدورها حلت في المرتبة رقم (20) ومالطا (المرتبة 26) وماليزيا (المرتبة 31). جمعت الإمارات (5.09) من النقاط أي ليس بعيدا عن سويسرا والتي حصلت بدورها على 5.66 من النقاط.
في التفاصيل لاحظ التقرير بأن قطاع السفر والسياحة أسهم بنحو 12 في المائة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي للإمارات في عام 2006. كما يتوقع أن يسجل القطاع نسبة نمو تفوق 5 في المائة للفترة ما بين 2007 إلى 2016. فاقت عائدات الإمارات من السياحة ملياري دولار في العام 2005. أيضا حسب آخر الإحصاءات المتوافرة, شكل قطاع السفر والسياحة أكثر من 11 في المائة من حجم العمالة في البلاد (تحديدا 294 ألفا). كما يتوقع أن يتم تسجيل نسبة زيادة في الوظائف قدرها 2.5 في المائة للفترة 2007 إلى 2016.
تلعب شركات الطيران والتي تتخذ من الإمارات مقرا لها دورا محوريا في جلب الزوار إلى البلاد. فهناك (طيران الإمارات) ومقرها إمارة دبي والتي بدورها تغطي أكثر من 80 وجهة في العالم. كما تتخذ (العربية) والتي تنافس على تقديم خدمة طيران بأسعار متدنية, من إمارة الشارقة مقرا لها. كما أن إمارة أبو ظبي أطلقت شركة طيران خاصة بها (الاتحاد) والتي تعد الناقل الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
فضلا عن الإمارات, قيم التقرير ثلاث دول أخرى في مجلس التعاون وهي قطر والبحرين والكويت والتي بدورها حلت في المراتب 36 و47 و67 على التوالي.
المطلوب من الدول الراغبة في استقطاب الزوار والسياح التأكد من توافر العديد من المتغيرات الحيوية. حقيقة تقتضي الضرورة توافر أمور من قبيل شبكة طيران فاعلة تغطي نقاطا مختلفة من العالم, فضلا عن توافر الثروة البشرية المتدربة إضافة إلى تنفيذ أنشطة ثقافية على مدار السنة.