أمهات يقلدن عواء الذئاب لتنويم أطفالهن .. والنتيجة تأصل دائم للخوف في شخصية الصغار

أمهات يقلدن عواء الذئاب لتنويم أطفالهن .. والنتيجة تأصل دائم للخوف في شخصية الصغار

لعواء الذئب مع أهل البادية علاقة وطيدة وقصص لا تفارق الخيال، اعتادوا سماع صوته في الصحراء عندما يجن الليل فيحرك سكون البراري. ويرمز عواء الذئب عند أهل البادية إلى حدوث مكروه أو قدوم غارة من جيوش معادية، فكان نصيرا لأهل البادية في وفائه معهم, إذ بادلوه الحب بالحب.
وفي وقتنا الراهن أصبحت الأمهات يستعضن بعواء الذئب عندما يستعصي عليهن تنويم أطفالهن خصوصا إذا كان الطفل مستيقظا حتى ساعة متأخرة من الليل، فيتم اللجوء إلى تقليد عواء الذئب مع إطفاء المصابيح الكهربائية في الغرفة رغبة منها في إدخال نوع من الخوف، فتبقى تعوي على أذنيه وتقترب منها تارة وتبعد أخرى حتى يكون للعواء صدى في أذنه، فلا يمكث الطفل دقائق معدودة من عواء والدته إلا ويخلد للنوم إن لم يكن قد مضى عليه من أول ما سمعه سبات عميق.
وأكد الدكتور خالد عبد الله الخميس أستاذ علم النفس الفسيولوجي المساعد
في جامعة الملك سعود، أن "ظاهرة استخدام الأمهات أسلوب الترهيب كي يمتثل الطفل لأمرها كالتخويف بالذئاب أو العوافي أو "حمار القايلة" يحول الكلمات إلى صور ذهنية يحلم بها في منامه على شكل كوابيس، إما على شكل عجوز ساحرة تختطفه وإما على شكل وحش يبتلعه وقد يتمثل ارتباط بين تلك الصور وبين الناس والحيوانات التي من حوله فربما يخاف من كبيرات السن أو من الحيوانات أو غير ذلك".
وأضاف قد يتعدى الأمر لأن يصبح الخوف جزءا من شخصيته عند الكبر ويتأصل في نفسيته طويلا ولا يستطيع أن يتخلص من تلك المخاوف مهما بذل واجتهد, ليعيش جبانا طيلة حياته، لتجني الأم على طفلها بسبب هذا الجهل.
وأوضح أستاذ علم النفس الفسيولوجي المساعد، أن الدراسات الحديثة تؤكد أن معظم الاضطرابات النفسية تعود في أسبابها إلى تعرض المرء إلى مخاوف وضغوط، مبينا: الاكتئاب والقلق والوساوس تعود أسبابها لتعرض المرء للضغوط والمخاوف النفسية, والحاصل أن مسألة تخويف الطفل مسألة خطيرة تجر وراءها الويلات والاضطرابات النفسية، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تخويف المؤمن في كثير من المواضع.
وزاد الخميس "لكن أظن أن هذا الأسلوب في التربية بدأ ينحسر في الوقت الراهن بسبب أن أمهات الوقت الحاضر متعلمات ويدركن خطورة هذه الأساليب والفضل يعود أيضاً للتوعية الإعلامية والتعليم".

الأكثر قراءة