ليلة الدخلة .. جهل وحيرة وقلق تزول بالملاطفة وصلاة ركعتين

ليلة الدخلة .. جهل وحيرة وقلق تزول بالملاطفة وصلاة ركعتين

ليلة الدخلة .. البداية الفعلية للحياة الزوجية، لكن ما يثير الريبة أن العديد من الشباب يعاني كثيرا من الجهل والحيرة وعدم التصرف السليم وفق الشرع.
واختلفت الآراء بين حديثي الزواج، وأيضا من هم مقبلون عليه، حول ما يفعل في هذه الليلة، وفيها تتفاوت الرغبات والوجهات، فمنهم من يتمنى أن ينهي الليلة بتبادل الأحاديث المختلفة عن الأسرتين، والغوص أكثر في معرفة أبرز ما يدور حول محيط الحياة الجديدة، بينما يفضل آخرون إنهاء ليلته بالأدعية والأحاديث الشرعية، وفئة تقضي ليلتها بالجماع تحت سقف سنة الله ورسوله.
واتضح أن معظم حديثي الزواج غير ملمين بما يسن فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أول ليلة، من خلال الارتباك الذي يحصل لهم لدرجة بلغت بأحد الشبان أن فقد وعيه لفترة محدودة.
وتجد في مقابلهم شباب يتهادون ويتبادلون الكتب الشرعية الخاصة بليلة الدخلة على وجه الخصوص، إضافة إلى تعامل الزوج مع شريكته خلال مسيرة حياته بوجه أعم.
وفي هذا السياق، أكد لـ"الاقتصادية" الدكتور خالد بن عبد الله الخميس أستاذ علم النفس الفسيولوجي المساعد في جامعة الملك سعود، أن الارتباك الحاصل في ليلة الدخلة هو ما يعبر عنه بالمصطلح النفسي قلق ليلة الزواج، وسببه يرجع إلى تفكير أحد الزوجين في جوانب معينة قد تعوق نجاح الزواج بينهما.
وأشار إلى أن الحقيقة التي يجب معرفتها أن القلق لا يأتي دون سبب، والشخص الوحيد الذي يحدد سبب تلك المخاوف هو الزوج أو الزوجة، مبينا أنه يمكن الوصول لذلك من خلا ل وضع قائمة بالأفكار التي تثير لديهما مخاوف فشل الزواج، فالمخاوف هي انعكاس لجملة من الأفكار المؤدية للقلق، فمثلاً قد يفكر الزوج أن من سيتزوجها ستكون غير جميلة، أو أن لديه سلوكيات سيئة لن تتفهمها، كذلك الزوجة قد تفكر بأن من ستتزوجه سيكون على خلق سئ، ويأتي لمخيلتها تعامله السيئ معها.
وبين أن حاصل الأمر أن القلق يأتي من خلال الأفكار السلبية المتعلقة بالزواج، مشيرا إلى أن العروس أو العريس الذي ليس لديه قلق نحو ليلة الدخلة، يكون تفكيره إيجابيا عن ليلة الدخلة، فيفكر في متعة الظفر بزوجه والليالي الحسان، اللاتي سيقضيانها معاً وما يتخلل حياتهما من محبة ووئام.
وزاد أن هناك جانبا آخر قد يعزز من حدة قلق ليلة الدخلة، وهو الإرهاق البدني لكل من الزوج أو الزوجة، الناتج من انشغالهما بترتيبات الزواج، موضحا أن أجمل ما يجمل الحياة هو توافق الزوجين، وأسوأ ما يسوء الحياة هو تنافرهما عن بعض.
ومن المعلوم أن ما يسن فعله ليلة الدخول على الزوجة السلام عليها، وملاطفتها بالحديث حتى تزول وحشتها، ولو وضع يده على جبهتها ودعا بالمأثور "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه".
ولا بأس كما ذكر عدد من العلماء بالصلاة ركعتين منفرداً أمام زوجته على أن تكون خلفه إلا أنه لا يعتاد فعل هذه النافلة معها أو مع غيرها، لكون النوافل لا تفعل جماعة على سبيل الدوام.
وحول ما تناقل بين الناس حول عدم خروج الزوج لأداء الصلاة سبعة أيام فهي كما أشارت فتاوى متفرقة أنها أمر محرم لا يجوز فعله إذ إنَ أداء الصلاة جماعة في المساجد واجب، لا يعذر بتركه من أجل الزواج، وأما ترك مقابلة الناس سبعة أيام كذلك فأمر محدث لا أصل له في الإسلام فليحذر منه.

الأكثر قراءة