محللون :الغارات الأمريكية على الصومال غير فعالة ومضرة

محللون :الغارات الأمريكية على الصومال غير فعالة ومضرة

يرى الخبراء أن مضاعفة الغارات الأمريكية على الصومال لا تجدي في مكافحة الإرهاب بل تدفع بجزء كبير من المجتمع الصومالي إلى التطرف الإسلامي. ومنذ بداية السنة شن الطيران الأمريكي عدة هجمات على أهداف إسلامية أو عناصر مفترضة من تنظيم القاعدة في جنوب الصومال. لكن واشنطن أقرت بعد ذلك أنها أخطأت من استهدفتهم في غارة السابع من كانون الثاني (يناير) والذين قالت إنهم مسؤولون عن هجمات استهدفت سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998. وأعلن الزعيم الصومالي المحلي الشيخ عبد الله علي مولبون أن نحو 100 مدني من البدو الرحل قتلوا في القصف. وأوضح الباحث الفرنسي رولان مارشال المتخصص في إفريقيا في مركز الدراسات والأبحاث الدولية أن "النظام القبلي الصومالي صارم جدا. فعندما يسقط قتيل من العشيرة فأما أن نقبل بالفدية أو نقتل المعتدين". وقال إن هذه "الغارات ستستخدم لتبرير التعبئة ضد قوات تتسم بفاعلية حماية أقل من الطائرات الأمريكية. قوات على الأرض، سواء كانت إثيوبية أو غيرها". وأضاف مارشال أن "الأمريكيين أوصلوا المنطقة إلى وضع خطير جدا. نحن نسير باتجاه انعدام الأمن بشكل دائم يستهدف فيها موظفي الوكالات الإنسانية الدولية إضافة إلى الجنود الأجانب". واعتبرت كارين فون هيبل العضو السابق في بعثة الأمم المتحدة في الصومال والتي أصبحت باحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن إحدى المشاكل الحاسمة التي يطرحها استخدام القوة الجوية هي المعلومات الاستخباراتية التي تستند إليها. وأكدت السيدة فون هيبل أن "هذه الغارات تقلقني كثيرا لأن الولايات المتحدة لم تحصل خلال السنوات العشر الماضية إلا على معلومات ذات مصداقية قليلة جدا حول الصومال". وتابعت "لديهم عدد قليل جدا من الناس على الأرض ويعولون على حلفائهم المحليين. لكن للصوماليين حسابات كثيرة يصفونها بين بعضهم البعض وهم بارعون في استخدام القوات الدولية في الدفاع عن مصالحهم". ويشير الخبراء إلى أن التضامن العائلي في مجتمع منقسم إلى عدة فصائل وفصائل فرعية يجعل من كل ضحية مدنية بريئة شخصا قادرا على جر مئات وربما آلاف الأشخاص إلى معاداة الأمريكيين. وقال فرنسوا غرينيون مدير برنامج "إفريقيا" في منظمة المجموعة الدولية للأزمات غير الحكومية إن "هذه الغارات الجوية لا تؤدي سوى إلى مزيد من شعبية المحاكم الإسلامية". وأضاف أن "الأضرار الجانبية تثير حقد وغضب السكان الذين يتعرضون لها ولا سيما أن الأمريكيين في الوقت الراهن لم يقدموا أي دليل على انتصارهم. ولم يتم القضاء على أي زعيم بهذه الطريقة". وتابع أن "واشنطن لا تبدو مهتمة بالبناء للمستقبل والحد من عدد الضحايا المدنيين من أجل الحد من الرغبة في الانتقام"، مؤكدا أن "الهدف يقتصر على ما يبدو على تسجيل نقاط على الساحة السياسية الداخلية الأمريكية والظهور بأنه لا تردد في استخدام أكبر الوسائل". وأوضحت كارين فون هيبل التي تستشيرها السلطات الأمريكية باستمرار أنهم خلال هذه اللقاءات "يقولون علينا أن نبني مدارس بعدد المسلحين الذين نقتلهم."لكنهم لا يفعلون". وشددت على أنه "عندما تتحدث لمجموعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية يزعمون أنهم يدركون كل ذلك جيدا لكنهم يواصلون قتل الناس" ويؤكد رولان مارشال"بسياسة كهذه نحن ماضون إلى كارثة. أصبح الطريق ممهدا الآن في القرن الإفريقي لتنظيم القاعدة".

الأكثر قراءة