شنق برزان والبندر فجر اليوم .. والأمريكيون يتنصلون من "إعدام صدام"

شنق برزان والبندر فجر اليوم .. والأمريكيون يتنصلون من "إعدام صدام"

تنصلت القوات الأمريكية أمس، من المسؤولية عن إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، بعد أن قال مسؤول عسكري رفيع أمس، إن القوات الأمريكية لم تشارك في عملية إعدام الرئيس السابق، موضحا أنها كانت ستتعامل مع هذا الحدث بطريقة "مختلفة".
وقال المتحدث باسم قوات التحالف الجنرال وليام كالدويل للصحافيين في مؤتمره الأسبوعي، إن القوات الأمريكية سلمت "الحماية الجسدية" لصدام إلى العراقيين قبل وقت قليل من الإعدام، كما غادر كل الأمريكيين مكان حصول العملية.
وزعم في هذا الصدد أن العراق "دولة تتمتع بالسيادة. إنه قرارهم ومسؤوليتهم ليقرروا كيف تجري الأمور".
وأضاف "إذا سألتم عما إذا كنا سنتعامل مع هذا الأمر بطريقة مختلفة، فجوابي هو نعم. لكنه لم يكن قرارنا، بل قرار الحكومة العراقية".
من جهة أخرى، ناشدت أخت الرئيس العراقي السابق صدام حسين غير الشقيقة أمس، الرؤساء العرب والمسلمين، العمل على إيقاف حكم الإعدام في شقيقها برزان التكريتي.
وقالت آمال إبراهيم أخت صدام من والدته وشقيقة برزان من مقر إقامتها في العاصمة الليبية طرابلس "أناشد كل المنظمات العالمية والدولية
ورؤساء العالم الإسلامي والعربي إيقاف هذه المجزرة وهذا الحكم الباطل وغير العادل". وتساءلت "كيف يحكمون بالإعدام على برزان وقد خرج من الحكم والسلطة منذ أكثر من عشرين سنة. إن هذه المحكمة باطلة وحكمها أيضا".
وأعلن مصدر مقرب من الحكومة العراقية أن برزان التكريتي والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد البندر سيعدمان فجر اليوم.

وفي مايلي مزيداً من التفاصيل

أجمع عدد من المصادر على أن إعدام برزان التكريتي وعواد البندر سيتم فجر اليوم الخميس، فيما نفى مسؤول عسكري أمريكي أي دور لبلاده في عملية إعدام الرئيس السابق صدام حسين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قناة تلفزيون تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني أمس أنه تقرر تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق برزان إبراهيم الحسن التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدام حسين وعواد حمد البندر رئيس "محكمة الثورة" في عهد النظام السابق فجر اليوم. وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد حكمت على الرئيس العراقي المخلوع واثنين من مساعديه بالإعدام شنقا حيث نفذ حكم الإعدام في صدام فجر يوم السبت، أول أيام عيد الأضحى المبارك، في منصة وضعت في مبنى سابق لدائرة الاستخبارات العسكرية في حي الكاظمية شمالي بغداد بحضور 14 شخصا أبرزهم مستشار الأمن القومي موفق الربيعي وعدد من أعضاء المحكمة وعالم دين سني. وكان عرض صور التقطت بكاميرا هواتف نقالة من داخل غرفة إعدام صدام قد قوبلت بانتقادات دولية مما اضطر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع. من جانبها، نقلت "فرانس برس" عن مصدر في الحكومة العراقية قوله إنه "تم توقيع الأوراق الخاصة بهما وسيتم إعدامهما فجر غد الخميس" لكنه أشار إلى أن التكريتي والبندر "لا يزالان تحت الحماية الأمريكية ولم نتسلمهما بعد". وقال قائد عسكري أمريكي كبير أمس إن القوات الأمريكية لم يكن لها أي دور في إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لكنها لو فعلت لكانت أدارت الأمر بطريقة مختلفة وذلك بعدما أثارت لقطات صورت تنفيذ الحكم غضبا بين العرب السنة إذ أظهرت مسؤولين عراقيين يسخرون من صدام حسين قبل تنفيذ الحكم. وحث الميجر جنرال ويليام كولدويل الحكومة العراقية على السعي لكسب ود العرب السنة الذين يشعرون بخيبة الأمل والذين حذروا من أن الإعدام ولقطات الفيديو يعدان ضربة لمساعي الحكومة التي يقودها الشيعة لتعزيز المصالحة الوطنية. وقال كولدويل إن القوات الأمريكية التي كان صدام محتجزا لديها طوال ثلاث سنوات تركت كل الإجراءات الأمنية لدى إعدامه للسلطات العراقية بما في ذلك نقله إلى غرفة الإعدام. وسلمت القوات الأمريكية صدام للسلطات العراقية في السجن ثم انسحبت من المبنى. وقال كولدويل في مؤتمر صحافي في بغداد "لو كنا مسؤولين عنه فعليا في تلك المرحلة لفعلنا ذلك بطريقة مختلفة". وكان كولدويل يرد على انتقادات لعملية الإعدام التي تسببت في إحراج مسؤولين أمريكيين إلى جانب مسؤولين معتدلين من الشيعة والأكراد. وتابع "في هذه المرحلة أمام الحكومة العراقية فرصة للاستفادة مما حدث لتمديدها للأمن في محاولة لإعادة مزيد من الناس إلى العملية السياسية وإعادة السنة." وأشار إلى ضرورة تخفيف القيود على الأعضاء السابقين في حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام. وقال "إنه مفترق طرق خطير بشكل حقيقي". وظهر في لقطات صورت بشكل غير رسمي بهاتف محمول فيما يبدو مسؤولون شيعة وهم يسخرون من صدام قبيل إعدامه مما ألهب المشاعر الطائفية في بلد يقف بالفعل على شفا الحرب الأهلية. وحين سئل كولدويل عن ذلك قال "لم يكن لنا أي شأن بالمنشأة التي تم فيها الإعدام... أنها دولة ذات سيادة وهذا نظامهم وهم الذين يتخذون القرارات". وقال كولدويل إن صدام كان ممنونا لآسريه وشكر حراسه وأفراد الطاقم الطبي الذين كانوا يقومون على رعايته. وأثار توقيت الإعدام في أول أيام عيد الأضحى صدمة واستياء الكثيرين في العراق وفي أنحاء العالم الإسلامي وقال مسؤولون أمريكيون وعراقيون إن السفير الأمريكي حاول إقناع المالكي بتأجيل تنفيذ الإعدام. ونقل عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن المالكي كان قلقا من احتمال إفلات صدام من حكم الإعدام بطريقة ما إذا لم تنفذ العقوبة سريعا. وقال المسؤول لصحيفة "نيويورك تايمز" أمس إن المالكي الذي سارع بإعدام صدام بعد أربعة أيام فقط من تأييد محكمة التمييز العراقية حكم الإعدام الصادر بحقه لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية اعتراه القلق من قيام مسلحين بعمليات خطف واسعة النطاق واستخدام المخطوفين كورقة مقايضة لتأمين إطلاق سراح صدام. وقال المسؤول "كان الأمن هاجسه وأنه ربما تقع حوادث خطف واسعة النطاق للمقايضة على إطلاق سراح صدام حسين." وأضاف "كان قلقا من أن يطلق سراحه بشكل ما".

الأكثر قراءة