نجاح سعودي .. في منتدى الطاقة الثاني

alshiddi @taic.com

سألت بعض رجال الأعمال الذين كانوا يشاركون في منتدى الطاقة السعودي الثاني، المنعقد في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، عن سبب الحضور المميز كما ونوعا لهذا المنتدى، فأجاب بعضهم بأن الإعداد الجيد والاختيار الموفق للمتحدثين ولأوراق العمل الذي كان وراءه الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز مستشار وزارة البترول وتواجده الدائم وهو المسؤول الأول عن الغاز عصب كل صناعة في مجال الطاقة والبتروكيماويات.. كان سبب هذا الحضور.. ويرى آخرون أن توقيت المنتدى ومكان انعقاده في منطقة بترولية والتسهيلات التي فتحت له خاصة في مجال تأشيرات الدخول كانت السبب في ذلك الحضور من كبريات الشركات العالمية المتخصصة.
ومهما كان السبب فإن ما حدث كان بلا شك نجاحا سعوديا بكل المقاييس.. نجاح في الترتيب والتنظيم والإعداد خاصة بالنسبة لأوراق العمل وحضور بعض كبار موظفي "أرامكو" السعوديين الذين نأمل تواجدهم المتخصص في مثل هذه المحافل.. ونجاح في حضور رجال الأعمال السعوديين الذين كما قال سعد إبراهيم المعجل: لو لم يجدوا فائدة لما تركوا مكاتبهم وأعمالهم لثلاثة أيام متصلة.
وكان المعهود والمتعارف عليه أن معظم رجال أعمالنا يحضرون الافتتاح في اليوم الأول فقط ثم لا ترى لهم أثرا.. وبشكل محرج ومحبط لمن يفكر في تنظيم مؤتمر أو منتدى أو إلقاء محاضرة.
ولعل من أسباب نجاح منتدى الطاقة السعودي أنه لقاء متخصص وهذا ما نحتاج إليه في هذه المرحلة من نهضتنا التي تشعبت وتعددت التخصصات فيها فأي مؤتمر يعقد للحديث عن كل شيء لن يكتب له النجاح والحضور المطلوب. ولقد أكد عبد الرحمن الراشد رئيس غرفة تجارة المنطقة الشرقية أن الغرفة قررت التركيز على شؤون البترول والطاقة.. وعقد المؤتمرات والندوات حول هذا الشأن الاقتصادي المهم.
وأخيرا، ما أحوجنا إلى مؤتمرات ومعارض متخصصة وبالذات في مجال البترول والطاقة إذ تعتبر بلادنا من أبرز دول العالم المنتجة لها.. وسيكتب لهذه المؤتمرات والمنتديات والمعارض النجاح إذا منحت التسهيلات اللازمة من حيث سرعة إصدار التراخيص والتأشيرات وأقول التراخيص، لأن ما حدث من إلغاء لأحد المؤتمرات في الرياض كان مؤلما، كما أن الترخيص لإقامة معرض لا بد أن توافق عليه 15 جهة حكومية.. وهذا الإجراء كفيل بانتهاء الوقت المحدد، بل انتهاء الحماس والرغبة لدى المشاركين، مما جعل المؤتمرات والمعارض تهاجر خلال الفترة الماضية إلى الدول المجاورة مع أن 90 في المائة من الحاضرين فيها والعارضين من السعودية.
والخلاصة، إن صناعة المؤتمرات والمعارض نشاط اقتصادي مهم، ولا بد من الاهتمام به وجعل تراخيصها لدى جهة واحدة لا يعرف الروتين لها طريقا.

الشفافية لا تبرر التشكيك في جامعاتنا

كنت قد توجهت قبل فترة ليست بالقصيرة بسؤال إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن صحة ما يقال عن تراجع مستواها في تصنيف الجامعات العالمية.. ولم تتكرم الجامعة حتى بمجرد الرد.. ولو فعلت لكان بيدي الآن سلاح للدفاع عنها وعن بقية جامعاتنا التي تواجه هجمة غير مبررة من بعض الكتاب وأعضاء مجلس الشورى.
ومع أن الشفافية والنقد مطلوبان في جميع الأحوال، إلا أن التشكيك في المكتسبات الوطنية يختلف كثيرا عن الشفافية وضرره أكبر من نفعه، فطلابنا الذين يسعون الآن إلى الحصول على قبول في الجامعات العالمية سيواجهون صعوبات أكبر إذا صدر عن جهات برلمانية وإعلامية في بلادنا ما يفيد أن مستوى التعليم الحالي لدينا مشكوك فيه.
لا بأس من النقد، وطرح المقترحات لحل بعض الإشكالات الإدارية في الجامعات مثل منح صلاحيات مالية أكبر لمديري الجامعات.. وكذلك اعتماد الانتخاب وليس التعيين في مجالس إدارات الجامعات واختيار عمداء الكليات ورؤساء الأقسام الذي كان سائدا من قبل، أما الهجوم والتشكيك الذي حدث فإن جامعاتنا التي خرجت وستخرج أجيالا لا تستحق هذا الموقف مهما كانت المبررات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي