طلاب الجامعات .. "حاضر" تهدد طلب العلم!
طالب جامعي ينظر إلى زملائه في قاعة التدريس ويشير إليهم بيديه مستفسرا "هل حضر الدكتور؟" فإذا كانت الإشارة من زملائه بالإيجاب دخل ليلحق قائمة الحاضرين، وأما إذا كانت عكس ذلك ذهب إلى حال سبيله لأن الدكتور لن يحضر فبالتالي لا يعلم الحاضر من الغائب وكأنه لا يهمه سوى تدوين اسمه في قائمة الحضور فقط.
تلك المشاهد تتكرر دائما في أروقة الجامعات، وخصوصا عند الأستاذ الذي يهتم بالتربية والتعليم أكثر من التحضير.
فتجد القاعة في محاضرة ذلك الأستاذ، خالية من الطلاب إلا قليلا ممن يريدون العلم وليس الدرجات فقط، ومن يريدها فقط ترى بعضهم يتجول في الممرات، والبعض الآخر يخرجون مسرعين من الجامعة، والعكس تماما في محاضرة أستاذ يهتم بالتحضير ويبدأ به الدرس، حيث ترى الطلاب قد انتظموا على مقاعدهم قبل وصوله.
وهذا كله من أجل أن يقول كلمة "حاضر" فالأغلب يحضر بجسده فقط، وذلك حتى لا يحرم في نهاية الفصل الدراسي من دخول الاختبار، هذا هو حال بعض الطلاب الجامعيين الذي يفترض فيهم معرفة أهمية العلم، الذي به تتطور الأمم وترتقي، إذ ترى أجسادا فقط، والقلب مشغول بخارج أسوار الجامعة، ويتضح ذلك عند طرح دكتور المادة سؤالا عما تم شرحه في المحاضرة، فيفاجأ بأجوبة لا تمت بصلة لما شرح، هذا إذا تكلم الطالب ..
ولكن لماذا يتكرر هذا "المشهد" هل هؤلاء الطلاب ليسوا حرصاء على العلم، أم أن للأساتذة دور في ذلك، أم ماذا؟
في السياق ذاته، أبدى الطالب فيصل العبد الله الحريص على حضور المحاضرات بقصد طلب العلم، استغرابه من فعل هؤلاء الطلاب الذين يجعلون العلم في ذيل قائمة اهتمامهم، فكل ما يهمهم هو أن يكون "حاضرا" في كشف الحضور فقط، معللا ذلك بقلة التوجه من المرحل الدراسية السابقة، والمجتمع الذي لا يغرس فيه حب طلب العلم، ويغرس فيه أن الدراسة فقط بهدف نيل الشهادة، تمهيدا للحصول على الوظيفة.
ويضيف نبيل الحقباني ـ متخرج حديثا في الجامعة ـ أن السبب في هذه اللامبالاة هو عدم الإحساس بالمسؤولية، نتيجة لعملية التلقين في مراحل التعليم السابقة، ويعد هذا الطالب المهتم بـ"حاضر" تكلفة زائدة على الدولة، ويشغل كرسيا في الجامعة مفوتا الفرصة على من قد يكون أحق منه به، مبينا أن هذا الطالب بعد تخرجه سيكون رقما جديدا من أرقام البطالة في المجتمع.