سلسلة المجرمين: لينين
سلسلة المجرمين: لينين
بقدر ما كان لينين يتقن فن الكلمة بقدر ما كان سفاحاً. وتعتبر كتابته لليساريين التي زادت عن 55 كتاباً كلمات معصومة، ولم يكن يمارس القتل بيده بل كان يشنق بالجملة، وعندما تمرد الفلاحون على سياسته أمر بكل بساطة بشنق مائة من الفلاحين الوجهاء الأغنياء من كرام الناس، وأكد عليهم أن يشهد شنقهم الناس أجمعون زيادة في الرعب.
والكتاب الأسود الذي نشر قبل عدة أعوام على يد شيوعي فرنسي مخضرم (ستيفان كورتوا) أظهر فظائع لا يتصورها الإنسان، من موت أكثر من 100 مليون إنسان على يد الشيوعية. مع هذا فإن اليساريين يقدسون الرجل وتخشع قلوبهم لذكره.
واليوم بدأ الكشف عن تاريخ الرجل الفعلي، ونحن نعرف الآن أن ما خطه يمينه من الوثائق الأصلية، محفوظة في مكان سري تحت الأرض، يتم الدخول إليه بنفق، وبعد عبور ثلاث بوابات مصفحة، تقاوم صدمة قنبلة نووية.
وبعد انهيار مملكة لينين وإنزال أصنامه، بدأ التفكير في نقل جثمانه فيأكل جسده البلى، بعد أن بقي فيه سبعين سنة ويزيد.
وجسمه المحنط، ما زال يشرف عليه رهط من الموظفين الإخصائيين للعرض، بعد أن تساقطت أصنامه في كل مكان.
واليوم لا يجتمع لزيارته إلا أفراد معدودون من المتعصبين الشيوعيين الذين أصبحوا خارج إحداثيات العصر، كما يحصل لأي عقيدة أيديولوجية متصلبة فتهترئ وتتساقط بعد حين. وسبحان الباقي.
وعندما دخل العديد من الباحثين ليقرأوا ما سطرت يداه، اكتشفوا علاقة سرية غرامية مع سيدة أرستقراطية فرنسية أحبها وعاشرها بجانب زوجته (ناديا كروبسكايا)، ولم يكشف الشيوعيون هذا الجانب الخفي من علاقة زعيمهم مع (آنيسيا أرماندا) الا بعد أن سقط صنم الاتحاد السوفيتي.
ومن أعجب التحليلات التي ظهرت عن الرجل لماذا استعجل في تطبيق النظام الشيوعي بكل قسوة؛ فمات من الجوع في نكبة عام 1920 م خمسة ملايين من الأنام؟
وجاء التحليل يكشف أمرا مدهشاً، يعود إلى سبب فيزيولوجي جسمي، عن إصابته بمرض في الدماغ، وهي المعروفة بالسكتة الدماغية طبياً.
وفي أواخر أيامه لم يعد يعرف أقرب الناس إليه، وتحول إلى حطام تذروه الرياح، وحرص المجرم (ستالين) أن يعزل لينين طوال كل تلك الفترة، ليملك الأمر من بعده.
والسبب الآخر لعجلته في تطبيق الشيوعية ـ وكان الإنسان عجولا ـ أن هناك من نبأه أنه سيموت بالشلل وبعمر صغير، فكان يكافح لإنجاز مهمته في سباق مع الزمن، بسبب خوفه أن تخطفه يد الموت حتى يسجل اسمه في الخالدين.
وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون؟
وقد سجل الطاغية نفسه على أية صورة، في قائمة الجبارين، على أشلاء الضحايا في جبال من المقتولين ومن أنهكته المسغبة والجوع.
ومع أن العقيدة الشيوعية، كانت ترى المجتمع السوفيتي ليس مؤهلاً للتطبيق الشيوعي، حسب تحليلات ماركس التي كانت ترى الشيوعية قادمة في ذروة الرأسمالية، ولكن لينين أصر على حرق المراحل.
ولم يكن المجتمع الروسي أكثر من مجتمع فلاحي متخلف.
وخلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون.
ومن المفروض حسب تحليلات ماركس وأنجلز أن تنجح الشيوعية في بريطانيا حيث قمة الرأسمالية، ولكن حين تتحول شجرة التين إلى حسك يمكن أن تتحول بريطانيا إلى شيوعية.
والمهم أن هذا الرجل كان مميزا قاسيا لا يعرف الرحمة، ويعرف كيف يضرب ضربته.
والتاريخ يروي لنا دوماً أن مساره تغير على يد أشخاص مجانين، أو معتوهين، أو قتلة سفاحين.
ومن الأمور التي كشف النقاب عنها، أن لينين أدرك خطورة ستالين ولكن بعد فوات الوقت، وإصابته بالشلل والخرس، وسقوطه في قبضة النظام الشمولي الجاسوسي نفسه الذي بنته يداه. كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
