جدة والتلوث البيئي والافتقار إلى مواقف السيارات

<a href="mailto:E-mail: [email protected]">E-mail: [email protected]</a>

من يسكن جدة أو يزورها يعرف أن هذه المدينة الساحرة تحولت إلى مصدر للتلوث البيئي في مجالات شتى لأسباب كثيرة, أولها "صناديق القمامة" المنتشرة التي ليس لها مكان محدد ولا تخضع لعملية نظافة وتطهير وتعقيم تحارب الحشرات والأوساخ, ناهيك عن عملية "النبش" الدائمة من قبل مجموعة من النسوة الإفريقيات اللاتي يقمن بتصفية هذه "الكومة القمامية" لأخذ ما خف حمله وخف وزنه لتقديمه لشركات التدوير وإعادة "التصنيع", والمتضرر الأهم الإنسان ساكن هذه الأحياء, والأدهى والأمر من ذلك ما يمارسه السكان تجاه هذه الصناديق المتحركة "الفاتحة فاهها" للذباب والبعوض وغيرهما من الحشرات السيارة والطيارة. فكل ساكن يسحب الصندوق تجاه مسكنه ليفرغ فيه قمامته, التي نصفها في الأرض والنصف الآخر في الصندوق المتخم, ثم جره بعيدا حتى لا يحدث له تضرر من نتائج وجوده جوار منزله وهلم جرا.
الحل سيسألني القارئ ما الحل أيتها الناقدة؟ نعم هناك حلول وليس حلا, ولكن هذه المساحة الضيقة لا تكفي لشرح الفكرة والدراسة التي أقوم بها "مجانا" لخدمة مجتمعي أولا وتتحول بالتالي إلى مشروع اقتصادي يستفيد منه الوطن ومقدراته, وأهمها الإنسان السعودي.
نعود للشق الثاني من عنوان المقال, الذي يتحدث عن مواقف السيارات داخل الأحياء الصغيرة والمتوسطة التي لا توجد فيها مواقف للسيارات مما يسبب كثيرا من المشكلات وأهمها تصاعد عملية الازدحام وعوادم السيارات وخطرها على البيئة والأطفال والمشاة. فبعض هذه الأحياء يوجد فيه كثير من الحدائق الكبيرة التي غالبيتها مهملة ولا تقدم الخدمة المناسبة للسكان, فمن باب أولى تصغيرها والاستفادة من الجزء الأكبر في إقامة مواقف سيارات متعددة الأدوار خاصة في تلك المناطق التي تكثر فيها العمائر. على أن تؤجر بأسعار رمزية لأصحاب الحي لإيواء سياراتهم داخل مواقع آمنة بعيدة عن عبث العابثين ولا مانع من استغلال أحد الأدوار لإقامة مشاريع سكنية صغيرة يستأجرها السكان لـ "السائقين", حيث إن غالبية هذه المساكن القديمة لا يوجد فيها سكن للسائق, وبهذا نكون قد استفدنا من هذه المساحات غير المستخدمة لأسباب عامل الجو حينا ولعدم تجهيزها كما يجب حينا آخر.
إنها أفكار قابلة للتطوير والتفعيل وطرحها للاستثمار خدمة لـ "بيئة جدة" وسكانها الذين للأسف يعانون من ويلات كثيرة أولها شح المياه ونشاط السوق السوداء وصعوبة تنفيذ مجاري الصرف الصحي وعدم الوعي بأهمية الآثار الجانبية للتلوث البيئي على الإنسان والحيوان. فهل هناك من يرى ويسمع ويفعل ويتجاوب.
خاتمة
أنا أفكر إذن أنا موجود!

كاتبة وسيدة أعمال سعودية

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي