لطافة (علي الشدي)
أسعدني كثيرا تقدير الزميل العزيز والكاتب القدير علي الشدي، وثناؤه على كتاباتي (لقافة) .. وأعجبني اقتراحه بتبديل عنوانها من (لقافة) إلى (لطافة) .. حيث يعتقد أن أغلبية القراء – المعاصرين – لا يعرفون المعنى الفلسفي لكلمة (لقافة) .. وأغلبهم كما أعتقد لن يرجع إلى قواميس اللغة لكي يكتشف أن معناها " جاء من (لقف). واللقف سرعة الأخذ لما يرمى به إليك باليد أو باللسان.. ورجل تقف لقف يعني خفيف حاذق وسريع الفهم".. أما "اللقافة" باللهجة الدارجة وسط الجزيرة العربية فهي اسم يدل على عدة صفات وعدة نماذج من السلوك.. فـ (الملقوف) هو الذي يحرص وعنده (حب خبر) على أن يسمع.. ويرى.. ويعرف.. كل شيء ثم بطيب نية يقول كل شيء كما يتدخل بنية طيبة أيضا فيما يعنيه وما لا يعنيه.. ولأجل ذلك فـ (الملقوف) مرفوع عنه القلم نوعا ما – عند الذين عندهم (الكرم والحلم والعفو عند المقدرة) والحمد لله "ربعنا" منهم. . ونعود لاقتراح الزميل الجاد بتمويل اللقافة " إلى (لطافة) لأن معظم القراء يجهلون معنى (لقافة).. ولكن أخشى لو حولت العنوان إلى (لطافة) أن يلتبس "المعنى" عند قراء آخرين (لا يحبون اللطف مثلما يحبون العنف) ويعتبرون (الإنسان اللطيف إنسانا – مسكينا لا يكش ولا ينش) وإذا كان لا بد من لفت اهتمام – أكثر القراء – فربما لو كان العنوان بدلا من لقافة وبدلا من لطافة – تجعل العنوان (لطيفة البرتقالية) أقول ربما كانت شدة جذب هذا العنوان أكثر عند القراء الذين يهمهم البرتقال.. وما دمنا في دوامة الاقتراحات فلربما يكون مقبولا تعديل العنوان بحيث يصبح – (لقافة لطيفة) – بشرط ألا يكتب اسم الكاتب حتى يروح ظن القارئ (بعيدا), خصوصا قراء المنتديات في الإنترنت فيهيم في خيال لا تدرك مداه الظنون.
وما أكثر الاقتراحات والتوصيات التي تصدم بالمثل القائل (صاحبك القديم عديم) ومن ناحية أخرى فإن تغيير (الاسم) يحتاج إلى: طوابع... وشهود... ورجوع إلى السجلات المحفوظة في مستودعات تعج بالفئران... والموظفون – خصوصا في شهر رمضان المبارك - صائمون ومشغولون (بالنعاس) نتيجة السهرات الصاخبة في "البلوت" و"الكونكان" وبالكاد يرد عليك الموظف السلام. .. لهذا فإن الواقع يعرض نفسه قائلا (امسك قردك لا يجيك أقرد منه).
وأخيرا .. أخي العزيز علي الشدي أشكرك كثيرا وأدعو لك وأنا صائم (وخشتي يابسة من الظمأ) بأن يعلي الله مقامك في الدنيا والآخرة .. ويشد حيلك على شدائد الدنيا... ومع تقديري لرأيك فإنني أميل إلى تطبيق المثل القائل (صاحبك القديم عديم) .. لهذا فإن (لقافة) صاحبتني – بالحلال – من قديم الزمان.
وبالمناسبة ما أحلى (لقافتك).