دور الترابط الأسري في تماسك المجتمع

دور الترابط الأسري في تماسك المجتمع

الانتماء، الولاء، التكافل، التعاون، والصدق، وغيرها الكثير ما هي إلا قيم اجتماعية وسميت بالاجتماعية، أو لنقل أطرت بهذا الإطار، بوصفها تمارس في المجتمع وهكذا المفترض ومن دون هذا التفاعل بين أفراد المجتمع تصبح تلك القيم مجرد رموز أو اصطلاحات أو سمها ما شئت بمعنى أن الفرد لا يمكن أن يستخدمها لوحده أي بمعزل عن مجتمعه. عموما ما دمنا قد اتفقنا على أن تلك القيم لا تحقق الغرض إلا من خلال التعايش مع المجتمع، فهذا يعني أن هناك علاقة ترابطية أو تبادلية إن صح التعبير بين الفرد ومجتمعه. فالفرد يكتسب القيم من المجتمع ويمارسها حسب أو بمقتضى ما اكتسبه وهذا يقودنا للقول إن المجتمع كلما غرس في أفراده القيم بالشكل الصحيح وأجاد تكريسها، كلما ضمن أن هناك أفرادا صالحين ومخلصين لمجتمعهم. إلى ذلك تعتبر الأسرة النواة الأولى التي (يرضع) منها القيم فإذا كانت الأسرة متماسكة ومترابطة كان ذلك مؤشرا على أنها أسرة تتمتع بمناخ صحي وبالتالي فهي مرشحة لترسيخ القيم لدى أفرادها بالشكل المراد. وفي السياق، كلما امتدت ـ أي زاد عدد أفرادها ـ كان ذلك أدعى لمزيد من (التأهيل القيمي) إذا افترضنا طبعا التماسك والترابط الأسري. مناسبة هذا الطرح هو ما لوحظ (ونقولها بكل غبطة) مع ازدياد الترابط الأسري في مجتمعنا فكثيرا ما نسمع عن (الدوريات الأسرية) وصناديق الأسرة التي تكفل المعوزين في الأسر، أو إعانة من يرغب في الزواج إلى غير ذلك من الأمور التي تنمى لدى أفراد الأسر الشعور بالمسؤولية والتكافل والتعاون والأهم من هذا وذاك الإحساس بالانتماء والولاء للأسرة الذي ينعكس وبشكل تلقائي وأكيد على المجتمع ليزيده قوة ومتانة. نخلص مما تقدم أن الترابط الأسري يولد القيم ويُفَعِّلها (بضم الياء) والأخيرة قوام المجتمع ومصدر قوته ومنعته. فلتكن هذه المقالة دعوة لجميع الأفراد والأسر بلا استثناء للتماسك أكثر وتفعيل المناسبات الأسرية فهي ليست مجرد لقاءات رسمية تؤدى كيفما اتفق (بأقل عدد), وعلينا أن نتذكر دائما أن القيم تعني الممارسة الفعلية وتلك المناسبة والتفاعل الأسري هي الوقود الذي يحركها أو على أقل تقدير يحميها من الاهتراء أو ربما الصدأ هذا دون الحديث عن الدور الوقائي أو آلية الردع إن أردنا الدقة. ويبرز ذلك الدور من خلال ممارسة الأسرة دور الرقيب وإن بشكل ضمني بوصفها تشكل مرجعية تحد من السلوك السيئ والخارج عما ألفه المجتمع وتعارف عليه.
مجمل القول، سأتحدث عن ذلك بإسهاب في مقالة لاحقة لضيق المساحة ولكونه يستحق الطرح وتسليط الضوء بشكل أوسع.

الأكثر قراءة