أين الطريق إلى الجامعة؟
<a href="mailto:[email protected]">Bader1001@yahoo.com</a>
في هذا الشهر من كل سنة يبدأ الكثير من الشباب والشابات في مواجهة الواقع الذي أمضوا كل حياتهم في انتظاره. لقد كانوا طوال اثني عشر عاماً يوعدون بأنهم ذات يوم سينتهي بهم الطريق إلى مفترق متعدد الاتجاهات وسيختارون بكل حرية أية طريق يسلكون, وأن هذه الطرق ـ إن هم أحسنوا الاختيار- ستقودهم إلى تحقيق طموحاتهم وتجعل منهم أناسا سعداء ينعمون براحة البال ورغد العيش.
إن الواقع الذي يعيشه أبناؤنا وبناتنا اليوم يختلف عما واجهه آباؤهم وأمهاتهم ولم يأت هذا الاختلاف بين عشية وضحاها, فهو نتيجة لتغيرات اقتصادية واجتماعية مستمرة ولا يستطيع أي متبصر بالأمور أن يدعي أنه فوجئ بهذا الواقع أو أنه مجرد حالة عابرة ستتغير إن نحن انتظرنا ولم نفعل شيئاً.
إن عدم قدرة طلابنا وطالباتنا الذين حصلوا على درجات الامتياز في الثانوية العامة أن يحصلوا على قبول في جامعاتنا المحلية وبالتخصص الذي يناسب قدراتهم وطموحاتهم, هو أمر خطير يهدد بعواقب وخيمة ليس على هؤلاء الطلبة فحسب, بل على المجتمع بأسره وعلى مستقبل البلد وأمنه. إن النمو السكاني للمملكة والازدهار الاقتصادي الذي نعيشه والحمد لله منذ عشرات السنين لم يكونا من ضمن المجهول لدى المسؤولين عن التخطيط في الدولة, وكان لزاماً أن نكون مستعدين لمثل هذا اليوم ونعد له العدة حفاظاً على مستقبل الوطن وساكنيه. إن وزارة التعليم العالي يجب أن تكون مسؤولة عن توفير التعليم الجامعي لكل من هو قادر وراغب وأن تراعي في ذلك إمكانات الدولة واحتياجات الوطن من العدد الكافي من الطاقات المتعلمة. إن مستقبل الوطن يجب ألا يكون رهن الصدفة أو رهين التغيرات في سعر سلعة ما أو عمله بعينها.
إن التحديات أمام هذا البلد كبيرة, مما يجعلنا في حاجة إلى كل عقل ويد, فالتفريط في هذه العقول سيجعلنا في المستقبل القريب نتحمل أعباء لا طاقة لنا بها وستتأثر جميع الإنجازات التي حققها البلد تأثراً سلبياً يجعل من جميع ما استثمرناه في السابق عبثاً وهدراً. إن وزاره التعليم لديها الكثير من الحلول العاجلة والآجلة للتصدي لهذه الأزمة بدءا من تحمل نفقات التعليم الجامعي الخاص لطلاب الامتياز إلى إنشاء جامعات وكليات جديدة, كما أن ذلك يجب أن يكون في سياق تطوير مستمر لنوعية التعليم الجامعي التي بدأت في السنين الأخيرة تتراجع إلى الوراء بسبب تحميل الجامعات وأساتذتها أعباء كبيرة دون تغيير إيجابي في الإمكانات الموّفرة لهم.