طريق مكة القديم "بحرة"

<a href="mailto:[email protected]">Earthltd_1@yahoo.com</a>

للذين يتذكرون هذا الطريق القديم الذي كان لعشرات السنين هو الرابط بين مكة المكرمة ومدينة جدة، لكنه هجر بعض الشيء وانصرف الناس لاستخدام الطريق السريع الجديد، وظل القديم لا يستخدم إلا من بعض الشاحنات أو أصحاب المناطق المجاورة لبحرة التي أصبح جزء منها للحرس الوطني ومدينة بحرة المجاهدين, وهؤلاء من كان يطلق عليهم هذا الاسم هم نواة الحرس الوطني، هذه القوة العظمى التي تعتبر الآن من أقوى مصادر الأمان للوطن والمواطن.
نعود لهذا الطريق ومدى فائدته عندما يستخدم في حل مشكلة المواصلات أثناء المواسم الدينية، خاصة الحج، فمن المفترض أن تتحول هذه "البحرة" إلى مدينة للحجاج تحتوي على طريق سريع حديث ومطار للحجاج والمعتمرين، ومن ثم تكون بحرة هي القناة المساعدة لمكة المكرمة، وأن يقام فيها عدة مناطق لجميع فئات الحجاج بكل احتياجاتهم الفندقية والتجارية والخدماتية، خاصة أن وبحرة لا تبعد عن مكة المكرمة إلا أقل من نصف ساعة. كما أنها صالحة لتكون مقر إقامة البعثات الخاصة بالحجاج ومكاتب الموظفين وشركات الحج والعمرة، ناهيك عن تهيئتها وإقامة فنادق خاصة بالحجاج متوسطي الدخل، الذين لا يملكون المال للسكن بجوار المسجد الحرام. وكلنا يعرف مدى غلاء هذه الفنادق الخمس نجوم التي لا يسكنها إلا المقتدرون. كل هذا يمكن أن يحدث ويستفاد من هذه المدينة بوجود "قطار" يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة, لتسهيل مناسك الحج والعمرة والزيارة على ضيوف بيت الله. كما أن الحجاج قديما كانوا يأتون ببعض البضائع لبيعها في مكة والمدينة ليشتروا بثمنها بضائع سعودية أو مستوردة, يذهبون بها إلى بلدانهم كهدايا أو تجارة. وقد منع هذا الإجراء نتيجة سوء الاستخدام بما يسمى الاقتراش أمام بيوت الله، مما يسبب الزحام والمعوقات للحجاج والمعتمرين. وأعتقد أن في هذه المدينة القادمة ستكون هناك أسواق وبسطات نظامية تساعد الحجاج على ترويج منتجاتهم الوطنية والتبادل مع إخوانهم المسلمين المنتجات والتجارة, كما كان يقوم به السلف الصالح وكما كان موقع مكة المكرمة في التجارة منذ القدم, وما كان لهذا الفعل من ردة فعل ممتازة لتبادل الثقافات والمنتجات المتنوعة.
نعلم أن هذه الآراء والمطالب والمقترحات التي أوردها في مقالي هذا إنما هي ملخص لدراسة قمت بها منذ أربع سنوات حول فك مشكلة الزحام والسكن داخل مكة المكرمة وخدمة للحجاج المسلمين، مما سيخفف عن مكة المكرمة وشوارعها وسكانها الكثير والكثير من الزحام والارتباك الذي يشل المنطقة القريبة من الحرم. وإنني على استعداد لأي جهة أن أقدم لهم هذه الدراسة المتكاملة التي وضعت لها "آلية تمويل" من القطاع الخاص كاستثمارات خاصة أو مشتركة مع الدولة كمبدأ الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، الذي يسمى "الخصخصة", حتى هذه لا تصطدم بتلك الردود الجاهزة دائما "الميزانية" وخلافه من الأسباب واللاءات والبيروقراطية المقيتة التي عطلت كثيرا من المشاريع المهمة في بلادنا.
إنها دعوة للاستفادة من منطقة شبه مهجورة ذات مساحة كبيرة وتملك المواصفات كافة لتقدم "الدعم اللوجستي" لمكة المكرمة وتفتح ذراعيها لآلاف الشباب العاطلين عن العمل. آمل أن تجد الصدى الطيب.

خاتمة
الحاجة أم الاختراع أو الاقتراح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي