الشركات المتخصصة مطلب حضاري
<a href="mailto:[email protected]">Earthltd_1@yahoo.com</a>
أهتم كثيرا بالتخصص كعلم جاد ومفيد، هذا لا يعني أنني ضد "الشمولية" أبدا، ولكن في مجالات "علمية" ومعمارية وهندسية وطبية .. إلخ، من التخصصات النادرة التي أتمنى تطبيقها والعمل بها، بل والترويج لها من قبل الجميع، هي لماذا لا ننشئ شركات ذات تخصصات محددة يمكن لنا جميعا كأفراد وشركات الاستفادة منها أو التعاون معها في حال لدينا عمل لا نستطيع إنجازه كما يجب؟، وهنا نخلق شبكة تعاون مثمر بين الشركات الوطنية والعربية والإسلامية، أيضا لماذا لا تحدد كل شركة قدراتها من خلال قدرات كوادرها الفنية والهندسية والإدارية؟ خاصة شركات التطوير العمراني والمقاولات العامة.
أعلم أن هناك شركات متخصصة، ولكن ليس بالعدد المأمول، الذي نحتاج إليه، فمثلا نجد أن كثيرا من المشاريع الحكومية ذات البعد "البنية التحتية" تسند غالبيتها إلى شركات مقاولات عامة والبعض منها مصنف تصنيفا معينا لدى الأمانات. وبعد أن ترسى عليها المناقصة تقوم هذه الشركات بإسناد المشروع إلى عدة مقاولين من الباطن، كل واحد له مدرسته المختلفة عن الآخر مع اختلاف العمالة والقدرات الفنية، فنجد الشارع تعمل به عدة شركات، العمل فيه يمر بعدة طرق مختلفة، فهذه الشركة تملك عمالة جيدة، فالحفر والرصف والسفلتة في غاية الجمال والشركة الأخرى تملك العكس، ويكون الناتج "عملية ترقيع" مشوهة، وهنا كتبنا من قبل عدة مقالات حول ذلك وما زلنا نذكر بهذا.
ونعود إلى السؤال: لماذا لا تكون هناك شركات متخصصة وممتازة في الحفر ومن ثم إعادة الطرق كما كانت وأفضل؟ أليس هذا أفضل! يمكن لهذه الشركات التعاون معها، ولنعتبرها شركات ذات بُعد تجميلي، مثلها مثل عيادات التجميل، التي تغير "النيولووك" للشوارع مرة أخرى، أليس هذا أفضل؟
نعود مرة أخرى إلى التخصص وبالذات شركات إعادة إعمار المناطق التاريخية، التي يجب أن يكون ضمن طاقمها مؤرخون ومهتمون بإعادة التراث كما كان، وألا يكون القدامى الترميم أي آثار سلبية على القيمة الفنية والتاريخية والأثرية. وقد عرفت أخيرا أن بعض الشركات تستعين ببعض الخبراء الأجانب لإعادة إعمار المنطقة التاريخية في جدة. نعم تستفيد من خبرتهم، ولكن "لا تسلم الخيط والمخيط لهم" ومن المفروض وجود كفاءات وطنية من المعماريين القدامى والمهندسين الوطنيين للحفاظ على الهوية كما يجب، أتمنى ذلك من كل قلبي.
خاتمة
التراث تاريخ أمة فلنحافظ عليه.