لماذا الإسلام دين فاشي؟

<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>

سألني صديق إيطالي عبر الهاتف: لماذا الإسلام دين فاشي؟ استغربت السؤال المفاجئ وقلت له: ماذا تقصد؟ قال إنه سمع الرئيس الأمريكي جورج بوش يتحدث عن "الإسلاميين الفاشيين" كما سمع تعبيرات أخرى من زملائه تعتبر مسيئة إلى الإسلام. قلت لصديقي بكل هدوء: لقد تعودنا على هذا ولا نستغربه، وزدت أولا الرئيس بوش لا يفقه شيئاً عن الإسلام, كما أنه كثيراً ما يستخدم عبارات غير مفهومة, لكن الصديق الإيطالي, قاطعني بسؤال آخر وهو: لماذا يقول الرئيس بوش ما يقوله عن الإسلام هذه الأيام بالذات؟ قلت لهذا الصديق دعنا نبدأ الموضوع من البداية, فأولاً الرئيس بوش استخدم كلمة "الصليبيين" عدة مرات بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وكانت هذه الكلمة مكان استهجان وانتقاد من قبل الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية.
ثانيا قال نائبه العام أشكروفت عدة أشياء سيئة وقبيحة وغير حقيقية عن الإسلام وقال الشيء نفسه الجنرال بروكلين وغيرهما ولم نعد نستغرب هذه العبارات المسيئة من بعض الأمريكيين. وبالطبع فإن الرئيس غاضب وحانق لأن إسرائيل لم تحقق له مبتغاه في لبنان رغم القصف الجوي المكثف مدة 35 يوماً, وعاد الوضع
كما يقول الأمريكيون أنفسهم إلى المربع الأول .
وسألني صديق آخر من رومانيا لماذا يؤيد الرئيس بوش إسرائيل إلى هذه الدرجة ؟ قلت له إن لهذا التأييد قصة تاريخية, ففي عام 1998 دعا ماثيوبروكس رئيس التحالف الجمهوري اليهودي في أمريكا الرئيس بوش وكان حينذاك حاكماً لولاية تكساس، وثلاثة من زملائه الحكام الجمهوريين إلى جولة في إسرائيل. وفي هذه الزيارة قابل بوش إرييل شارون الذي أخذه في جولة بالهيلوكبتر على الأراضي المحتلة. وقال بروكس لأحد أصدقائه إن بداية
تعلق الرئيس بوش بإسرائيل تعود إلى ذلك اليوم من عام 1998 عندما صعد بوش إلى إحدى التلال في إسرائيل وبدأ يقرأ في الكتاب المقدس وعيناه تفيضان بالدموع. وعاد بوش إلى أمريكا يحمل معه إسرائيل في قلبه.
وفي إحدى خطبه عام 2005 عاد بوش بالذاكرة إلى جولته بالهيلوكبتر مع شارون وقال حقاً إن التاريخ مثير جداً, ففي تلك الرحلة التقى الرئيس الأمريكي القادم رئيس وزراء إسرائيل المقبل الذي وصف له كيفية الإبقاء على إسرائيل آمنة. وإضافة إلى عملية غسل الدماغ التي تعرض لها بوش في تلك الزيارة، فالله وحده يعلم ماذا جمعه بوش من شارون.
وهناك روابط أيديولوجية وسياسية راسخة بين إسرائيل وأعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي. وعلى سبيل المثال، فإن الشخص الذي اختلق تعبير "محور الشر" هو جمهوري له ارتباطات عقائدية يهودية ومؤيد لإسرائيل مثلما هو الحال الآن بالنسبة إلى السكرتير الصحافي للبيت الأبيض.
وشخصياً لا أعتقد أننا يجب أن نهتم كثيراً بعقائد الناس وانتماءاتهم
الدينية لكن عندما تتدخل هذه مع الأهداف الوطنية فهنا تكمن الكارثة
لأنها ستؤثر في العلاقات مع الدول الأخرى.
ورغم أنني لست من المؤمنين بنظرية المؤامرة، لكنني أؤمن إيماناً قاطعاً بأن كثيراً من الأذى قد سببه مثل هؤلاء الناس الموجودون الآن في الإدارة الأمريكية الذين يهدفون إلى خلق هوة كبيرة بين الأمريكيين الطيبين وبين العرب والمسلمين, فالإسلام دين رحمة ومودة وتعامل ودين سلام وأمن.
وقد أسعدني تحذير مجلس الوزراء من رمي المسلمين بتهمة الإرهاب والفاشية, وعلى الناس هنا أن يعلموا أن اليهود يملأون الدنيا ضجيجا وصياحاً إذا تعرض أي أحد لعقيدتهم أو انتقد سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة ولن يتوانى اليهود عن وصف أي إنسان يتعرض لدينهم أو لدولتهم بأنه معاد للسامية! وعلينا أن نتعلم من أسلوب أعدائنا ونستخدم أسلحتهم نفسها إذا تعرض شخص لديننا ومعتقداتنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي